خطيب المسجد النبوي: رمضان أقبلت أنواره واقترب إشراقه
خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.
وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: هذا رمضان قد أقبلت أنواره، واقترب إشراقه، وحان حلوله، له في النفوس أزهى مكانة، وفي القلوب محبة وصدارة، نهاره خزائن من الرحمات، وليله مغفرة ونفحات؛ ألذ ما في الكون وأجمل ما في الحياة والنعيم، وقرة العين الإقبال على الله عز وجل؛ وجوهر الإقبال على الله إقبال القلب بأن تجعل الله غايتك ونصب عينيك فتملأ القلب بمحبته سبحانه.
وأكمل: منافذ الإقبال على الله في رمضان وعلى مدار العمر كله متاحة ومتنوعة ومشرعة؛ فليس بينها وبين القوم إلا الولوج، والصيام من أجمل صور الإقبال على الله، يترك المسلم طعامه وشرابه ابتغاء مرضاة الله، ومن أقبل على الله بالصيام أقبل الله عليه بجزاء لا يوصف، وفضل لا يترك؛ وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا، إِلى سَبْعِ مِائَةَ ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ؛ فإنَّه لي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عند الله من ريح المسك) رواه مسلم.
وأوضح فضيلته: الصلاة أعظم إقبال على الله ؛ فإن وقوفك بين يديه يعني مناجاتك له سبحانه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قام أحدكم يصلي فإنه يناجي ربه). يناجيه بحمده والخشوع له والتذلل والتضرع بين يديه أن يغفر ويرحم ويعافي ويهدي ويرزق ؛ فإذا باشر قلبه هذه المعاني؛ خرج من صلاته وقد تذوق لذة القرب، ونعيم الإقبال على الله، والصلاة في رمضان روح وريحان، وخيرات حسان؛ وتلاوة آية في كتاب الله تزيد القارئ إقبالاً، وكل حرف يدنيه من خالقة قرباً ورضواناً، وإذا اقترن رمضان والقرآن فلا تسل عن النعيم الحال بأولئك المقبلين، والرحمة المغشاة على أولئك التالين.
وأضاف: كلما أقبلت على القرآن تلاوة وتدبراً ؛ أقبل الله عليك، وارتفع قدرك مقامات، وعظم أجرك وابلاً من الحسنات، واستنارت حياتك؛ وذكر الله باب واسع مشرع بين يديك للإقبال عليه سبحانه صباح مساء، غدواً وعشياً، قياماً وقعوداً، والمقبل على الله يستثمر كل لحظة في رمضان؛ فهو خفيف الظل، سريع الانقضاء، والجزاء عظيم، والفضل كبير؛ قال صلى الله عليه وسلم قال: (يقولُ اللهُ تعالى : أنا عِنْدَ ظَنّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إِذا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَا ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهم؛ فكيف إذا كان الذكر في رمضان بلسان صائم وقلب خاشع! ؛ والدعاء في رمضان مقامه علي وشأنه جلي حين يخلو المرء بربه وقد أطبق الليل بسكونه، وأرخى الليل سدوله، وجن الظلام مرخياً ستوره ولسان حاله يقول: من لي سواك ارتجيه وألوذ به أتيتك محملاً بخطايا الذنوب فاغفر لي وارحمني، أنر قلبي.
وأكمل فضيلته: خزائنه سبحانه لا تنفد بالعطاء، يرى كل دمعة ذرفت يعلم حزنك وخلجات قلبك، يراقب أحزانك، يسمع دعائك وتضرعك : بل يحب العبد اللحوح في الدعاء، لا يمل من دعاء العبد له؛ بل يفرح أشد فرح؛ وفي رمضان تهفوا النفوس للاستجابة لأنين المكلومين، ونصرة المظلومين، وإغاثة المستضعفين والشعور بآلام المسلمين؛ وهذا من أبهى صور الإقبال على الله، وحق أصيل من حقوق الأخوة الإيمانية، ومجلبة لرحمة من في السماء.
وأوضح: لو لم يكن من ثمرة إقبالك على الله إلا أن يقبل عليك لكان كافياً، وتحت هذه الكلمة من المعاني ما لا يوفيها شرح، ولا تستوعبها الكلمات؛ فكيف إذا أقبل الله عليك في رمضان ؟! يقبل عليك بجوده وكرمه وعطائه وإحسانه ورحمته ومغفرته؛ الذي يجازي الحسنة بالإحسان وزيادة والتقرب بالقربى وزيادة، والإقبال بالقبول وزيادة.
وبيّن فضيلته: إذا أقبل الله على العبد أحبه وإذا أحبه قبله وجعله مقبولاً في السماء، محبوباً في الأرض، وأحيا قلبه، وأعز شأنه، وأعلى ذكره، وسدد خطاه، وأعانه في مسعاه، وأجابه إذا دعاه، ومن كل شر كفاه، وإذا أردت أن تعرف طرفاً من معنى إقبال الله عليك فتأمل هذا الحديث: روى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: { إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَن عادى لي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بشيء أحَبَّ إِلَيَّ ممَّا افْتَرَضتُ عليه، وما يزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بالنَّوافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذا أَحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يبطش بها، ورِجلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإن سألَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذنَّهُ، وما ترَدَّدْتُ عن شَيْءٍ أنا فَاعِلُهُ تَرَدُّدي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ: يَكْرَهُ المَوْتَ، وَأَنا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ).
واختتم فضيلته الخطبة بقوله: المسلم عندما تحل به مواسم الطاعة يفرح بها، وينفض عن كاهله غبار الكسل، ويشمر عن ساعد الجد، ليغتنم مواسم الخير التي قد لا تتكرر، ويعمر أوقات الطاعة التي لا تفوت، يسابق إلى المغفرة والجنة؛ فالغنائم في رمضان تستحق العزائم ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ}، وقال: {مَن قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ} رواه البخاري، فإذا فرطت في واحدة؛ فلا تفوت الأخرى، ويا فوز من شمر فأدركها كلها؛ اللهم بلغنا رمضان، ووفقنا فيه للصيام والذكر وتلاوة القرآن والقيام، واجعلنا فيه من المقبولين.
وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: هذا رمضان قد أقبلت أنواره، واقترب إشراقه، وحان حلوله، له في النفوس أزهى مكانة، وفي القلوب محبة وصدارة، نهاره خزائن من الرحمات، وليله مغفرة ونفحات؛ ألذ ما في الكون وأجمل ما في الحياة والنعيم، وقرة العين الإقبال على الله عز وجل؛ وجوهر الإقبال على الله إقبال القلب بأن تجعل الله غايتك ونصب عينيك فتملأ القلب بمحبته سبحانه.
وأكمل: منافذ الإقبال على الله في رمضان وعلى مدار العمر كله متاحة ومتنوعة ومشرعة؛ فليس بينها وبين القوم إلا الولوج، والصيام من أجمل صور الإقبال على الله، يترك المسلم طعامه وشرابه ابتغاء مرضاة الله، ومن أقبل على الله بالصيام أقبل الله عليه بجزاء لا يوصف، وفضل لا يترك؛ وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا، إِلى سَبْعِ مِائَةَ ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ؛ فإنَّه لي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عند الله من ريح المسك) رواه مسلم.
وأوضح فضيلته: الصلاة أعظم إقبال على الله ؛ فإن وقوفك بين يديه يعني مناجاتك له سبحانه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قام أحدكم يصلي فإنه يناجي ربه). يناجيه بحمده والخشوع له والتذلل والتضرع بين يديه أن يغفر ويرحم ويعافي ويهدي ويرزق ؛ فإذا باشر قلبه هذه المعاني؛ خرج من صلاته وقد تذوق لذة القرب، ونعيم الإقبال على الله، والصلاة في رمضان روح وريحان، وخيرات حسان؛ وتلاوة آية في كتاب الله تزيد القارئ إقبالاً، وكل حرف يدنيه من خالقة قرباً ورضواناً، وإذا اقترن رمضان والقرآن فلا تسل عن النعيم الحال بأولئك المقبلين، والرحمة المغشاة على أولئك التالين.
وأضاف: كلما أقبلت على القرآن تلاوة وتدبراً ؛ أقبل الله عليك، وارتفع قدرك مقامات، وعظم أجرك وابلاً من الحسنات، واستنارت حياتك؛ وذكر الله باب واسع مشرع بين يديك للإقبال عليه سبحانه صباح مساء، غدواً وعشياً، قياماً وقعوداً، والمقبل على الله يستثمر كل لحظة في رمضان؛ فهو خفيف الظل، سريع الانقضاء، والجزاء عظيم، والفضل كبير؛ قال صلى الله عليه وسلم قال: (يقولُ اللهُ تعالى : أنا عِنْدَ ظَنّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إِذا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَا ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهم؛ فكيف إذا كان الذكر في رمضان بلسان صائم وقلب خاشع! ؛ والدعاء في رمضان مقامه علي وشأنه جلي حين يخلو المرء بربه وقد أطبق الليل بسكونه، وأرخى الليل سدوله، وجن الظلام مرخياً ستوره ولسان حاله يقول: من لي سواك ارتجيه وألوذ به أتيتك محملاً بخطايا الذنوب فاغفر لي وارحمني، أنر قلبي.
وأكمل فضيلته: خزائنه سبحانه لا تنفد بالعطاء، يرى كل دمعة ذرفت يعلم حزنك وخلجات قلبك، يراقب أحزانك، يسمع دعائك وتضرعك : بل يحب العبد اللحوح في الدعاء، لا يمل من دعاء العبد له؛ بل يفرح أشد فرح؛ وفي رمضان تهفوا النفوس للاستجابة لأنين المكلومين، ونصرة المظلومين، وإغاثة المستضعفين والشعور بآلام المسلمين؛ وهذا من أبهى صور الإقبال على الله، وحق أصيل من حقوق الأخوة الإيمانية، ومجلبة لرحمة من في السماء.
وأوضح: لو لم يكن من ثمرة إقبالك على الله إلا أن يقبل عليك لكان كافياً، وتحت هذه الكلمة من المعاني ما لا يوفيها شرح، ولا تستوعبها الكلمات؛ فكيف إذا أقبل الله عليك في رمضان ؟! يقبل عليك بجوده وكرمه وعطائه وإحسانه ورحمته ومغفرته؛ الذي يجازي الحسنة بالإحسان وزيادة والتقرب بالقربى وزيادة، والإقبال بالقبول وزيادة.
وبيّن فضيلته: إذا أقبل الله على العبد أحبه وإذا أحبه قبله وجعله مقبولاً في السماء، محبوباً في الأرض، وأحيا قلبه، وأعز شأنه، وأعلى ذكره، وسدد خطاه، وأعانه في مسعاه، وأجابه إذا دعاه، ومن كل شر كفاه، وإذا أردت أن تعرف طرفاً من معنى إقبال الله عليك فتأمل هذا الحديث: روى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: { إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَن عادى لي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بشيء أحَبَّ إِلَيَّ ممَّا افْتَرَضتُ عليه، وما يزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بالنَّوافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذا أَحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يبطش بها، ورِجلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإن سألَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذنَّهُ، وما ترَدَّدْتُ عن شَيْءٍ أنا فَاعِلُهُ تَرَدُّدي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ: يَكْرَهُ المَوْتَ، وَأَنا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ).
واختتم فضيلته الخطبة بقوله: المسلم عندما تحل به مواسم الطاعة يفرح بها، وينفض عن كاهله غبار الكسل، ويشمر عن ساعد الجد، ليغتنم مواسم الخير التي قد لا تتكرر، ويعمر أوقات الطاعة التي لا تفوت، يسابق إلى المغفرة والجنة؛ فالغنائم في رمضان تستحق العزائم ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ}، وقال: {مَن قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ} رواه البخاري، فإذا فرطت في واحدة؛ فلا تفوت الأخرى، ويا فوز من شمر فأدركها كلها؛ اللهم بلغنا رمضان، ووفقنا فيه للصيام والذكر وتلاوة القرآن والقيام، واجعلنا فيه من المقبولين.