صباح الورد
محمد الرياني
لم يسبقْ أن قال لي أحدهم صباحَ الورد إلا هي، لا أعرف كيف أصف لغتها وهي تنطق بالصباح وبالورد مجتمعيْن، رأيتُ كأن كلَّ الصباحاتِ الجميلةِ اجتمعتْ على لسانها لتلقيها وردًا أمامي، ورأيتُ كلَّ ورودِ الدنيا التقتْ لتجمعَ صباحاتِ الكونِ كي تحضرَ في صُبحِنا الصغير، قلت لها باستحياءٍ صباحَ الوردِ ، أعادتْ عليَّ نغمةَ الصباح، استجمعتُ كلَّ شجاعتي ونطقتُ الوردَ والصباحَ كما فعلتْها هي، لم أشأ أن أعكِّرَ الصباحَ بأيِّ لغةٍ أخرى، سكتَ الكلام، عجزَ لساني عن النطق، لم تسألني ولم أسألها عما تريد، ابتسمتُ ملءَ فمي، مسحتُ ثوبي بيدي على ثوبي الأسودِ الأنيقِ من وقفتي الخجلى وغادرتُ المكانَ وهي لاتزالُ خلفَ الحاجزِ الذي فصلَ بيني وبينها عن لغةِ الوردِ والصباح، التفتُّ للخلفِ ولاتزالُ تبتسم، نزلتُ من الطابقِ العلويِّ وقد خُيِّلَ إليَّ أن جَنَباتِ المبنى تفترشُ الورودَ الملونةَ ولونُها لونُ الصباح، واصلتُ السيرَ إلى الطابقِ الأرضي، اتجهتُ نحو الحديقةِ الأنيقةِ التي تملأ ساحةَ المبنى، قطفتُ وردًا أبيضَ يحاكي لونَ ابتسامتِها ، صنعتُ بيدي باقةً بيضاءَ من الورد، لازال الصباحُ في أوله، ضممتُ الوردَ والظلالَ بدلًا عن الصباحِ المعجزة، ابتسمتُ للظلالِ وللورد، وابتسمتُ لها وهي غائبة، استحالَ عليَّ الرجوع، ارتفعتِ الشمسُ إلى أعلى، دمعتْ عيني وتساقطَ الدمعُ على باقةِ الورد، في قرارةِ نفسي أعرفُ أن صباحَ الوردِ لن يتكررَ معي مهما فعلت.
لم يسبقْ أن قال لي أحدهم صباحَ الورد إلا هي، لا أعرف كيف أصف لغتها وهي تنطق بالصباح وبالورد مجتمعيْن، رأيتُ كأن كلَّ الصباحاتِ الجميلةِ اجتمعتْ على لسانها لتلقيها وردًا أمامي، ورأيتُ كلَّ ورودِ الدنيا التقتْ لتجمعَ صباحاتِ الكونِ كي تحضرَ في صُبحِنا الصغير، قلت لها باستحياءٍ صباحَ الوردِ ، أعادتْ عليَّ نغمةَ الصباح، استجمعتُ كلَّ شجاعتي ونطقتُ الوردَ والصباحَ كما فعلتْها هي، لم أشأ أن أعكِّرَ الصباحَ بأيِّ لغةٍ أخرى، سكتَ الكلام، عجزَ لساني عن النطق، لم تسألني ولم أسألها عما تريد، ابتسمتُ ملءَ فمي، مسحتُ ثوبي بيدي على ثوبي الأسودِ الأنيقِ من وقفتي الخجلى وغادرتُ المكانَ وهي لاتزالُ خلفَ الحاجزِ الذي فصلَ بيني وبينها عن لغةِ الوردِ والصباح، التفتُّ للخلفِ ولاتزالُ تبتسم، نزلتُ من الطابقِ العلويِّ وقد خُيِّلَ إليَّ أن جَنَباتِ المبنى تفترشُ الورودَ الملونةَ ولونُها لونُ الصباح، واصلتُ السيرَ إلى الطابقِ الأرضي، اتجهتُ نحو الحديقةِ الأنيقةِ التي تملأ ساحةَ المبنى، قطفتُ وردًا أبيضَ يحاكي لونَ ابتسامتِها ، صنعتُ بيدي باقةً بيضاءَ من الورد، لازال الصباحُ في أوله، ضممتُ الوردَ والظلالَ بدلًا عن الصباحِ المعجزة، ابتسمتُ للظلالِ وللورد، وابتسمتُ لها وهي غائبة، استحالَ عليَّ الرجوع، ارتفعتِ الشمسُ إلى أعلى، دمعتْ عيني وتساقطَ الدمعُ على باقةِ الورد، في قرارةِ نفسي أعرفُ أن صباحَ الوردِ لن يتكررَ معي مهما فعلت.