التراث الفني في تبوك: "أيام الماضي وصوت الحاضر"
تبوك هي إحدى مناطق المملكة التي تتميز بتراث شعبي غني ومتنوع، حيث يعود تاريخ التراث الشعبي في تبوك إلى قرون عديدة، حيث تعكس تقاليد وثقافة الأجداد وتعايشهم مع البيئة القاسية في الصحراء.
الموسيقى والرقص
ولمن لا يعلم فإن الموسيقى والرقص أيضًا جزء مهم من التراث الشعبي في تبوك، حيث يعزف العديد من الآلات الموسيقية المحلية، وتقدم الأغاني التراثية التي تروي قصصًا عن حياة البادية والحب للوطن والأصول العربية كما تقام رقصات تقليدية مثل العرضة، التي تعكس روح المجتمع وعراقته.
ويعرف التراث الشعبي عموماً بأنه عادات الناس وتقاليدهم وما يعبرون عنه من آراء وأفكار ومشاعر يتناقلونها جيلاً عن جيل ويتكون الجزء الأكبر من التراث الشعبي من الحكايات الشعبية والقصص البطولية والأساطير، وهو مجموعة الفنون القديمة والقصص والحكايات والأساطير المحصورة بمجموعة سكانية معينة في بلاد ما.
وبالعودة إلى التراث الفني الشعبي في تبوك؛ فإننا نجد هناك ألواناً مشهورة منتشرة جداً، وألواناً مغمورة ذات خصوصية مناطقية محدودة.
أهم الألوان الشعبية في منطقة تبوك
1 - الدحة:
وكنا قد أوضحناها من قبل في تقرير مميزة وهي رقصة الحرب والسلام، ذات لغة تشبه زئير الأسود وهدير الجمال، وهي لون من الألوان الشعبية الشهيرة في شمال الجزيرة العربية وبادية الشام. وقد اُختُلف في أصل تسمية الدَّحَة، فلعلها جاءت من الدح وهو الضرب بالكفين أو الأرجل بقوة، وهو أساس ممارسة هذا اللون، وإذا كان هناك شاعران فكل منهما يقول بيتاً أو بيتين متتاليين وبينهما يتكرر البيت المشهور أعلاه لازمةً ثابتة، ويمكن اعتبار الدحة وثيقة حلف واتفاق على مبدأ، اعتماداً على البيت أعلاه، فهو يبدأ بالتهلي (الترحيب) بالحليف ثلاث مرات (هلا هلا به يا هلا) وذلك لأهمية الحليف في حياة البدوي الشاقة الصعبة، وما يترتب عليه من مواثيق ملزمة تحترمها جميع الأطراف، ثم هو يناديه بـ(يا ولد) وهو لفظ يعني الفتوة والرجولة والشباب في لهجة أهل المنطقة وتكرير هذا البيت لازمةً تتكرر طوال اللعب فيه إشارة إلى تأكيد مبدأ الحلف والعهد الذي قد ينشأ بين أي رجلين أو قبيلتين.
والدحة تمارس في المناسبات العديدة كالعودة من الحرب بانتصار أو الأعراس أو الطهور أو الأعياد أو أي مناسبة سعيدة. وتسمى عند البعض الدحية، وكذلك تسمى السامر لأنها تؤدى وقت السمر.
2 - الرفيحي
أيضاً كنا قد جهزنا تقريراً عن فن الرفيحي ولكن في إيجاز فهو لون ساحلي مشهور يمارسه سكان الساحل الغربي لمنطقة تبوك من حقل إلى أملج، ويسمى عند البعض الرجيعي والساحلي وهو لون طربي ذو ألحان شجية يمارس جماعياً في المناسبات العامة والخاصة، كالأعياد وحفلات الزواج، وكان يمارس في مناسبات الختان، حيث كان بعض الأهالي يحتفلون بها لمدة تقارب أسبوعاً، وهو ذو بحور وأوزان عديدة، ويؤدى على شكل صفين يتقاسمان شطري البيت الشعري الذي يلقيه شاعر الرفيحي، ويتميز أداء هذا اللون بالحماس والحيوية والتصفيق المتكرر السريع.
وهذا الفن أشبه ما يكون بلون المُرَاد أو لون القَلْطَة (المحاورة) السائد في أرجاء المملكة اليوم؛ إلا أنه ذو رتم أسرع، وأدخل (الدف أو الطار) عليه مؤخراً مما زاده حيوية وجمالاً.
3 - اللال
من الألوان قليلة الانتشار في المنطقة، فهو يؤدى عند بعض سكان البادية حول منطقة جبل اللوز من جهتي الغرب والشرق وهذا اللون يبدو أنه من الألوان القديمة، ويكاد ينقرض لقلة ممارسته أو لطغيان ألوان أخرى عليه مثل الدحة والرفيحي، وهو لون يتسم بمسحة الحزن واللوعة ويوحي بالفراق والبينونة، ويترك أثراً وانطباعاً جميلاً لدى المتلقي عند سماعه.
4 - الهجيني
وهو لون معروف لدى سكان البادية عموماً، وليس في بادية تبوك فقط، ولكنه مشهور هناك أكثر من غيره ويسمى في أملج وينبع: الكسرة. والهجيني مرتبط بالسفر والرحيل، يؤديه الراكب والماشي للترويح عن النفس وقطع المسافات الطويلة على ظهور الهجن ولعله أخذ اسمه من ذلك كما أن هذا اللون يؤدى بصحبة الربابة، حيث يتحلق الناس حول شاعر الربابة وقت السمر ويتغنى بأشهر الهجينيات والنساء يستمعن له من خلف الرواق (المعند) في الشِّق النسائي من بيت الشعر.
5 - الزريبي
من الألوان قليلة الانتشار، وهو لون ساحلي أيضاً، وكان يمارس وقت العصر في الأفراح وبخاصة مناسبات الختان والزواج - مثل اللال-. وهو لون خفيف وأوزانه قصيرة ربما ليناسب الفترة التي يمارس فيها وهي ما قبل الغروب بقليل.
6 - الريحاني:
وهو أيضاً من الألوان قليلة الانتشار، ويشبه البيت الشعري فيه بيت الدحة؛ لأنه تتم إعادته بين كل بيتين يقولهما الشاعر، وهذا البيت هو:
ريِّح يا قول اريده (ريِّح فعل أمر من الراحة).
أو: (ريحاني قول الرِّيداه).
كأنه يقول أرحني بالقول الذي أريده من جميل المعاني والصور الشعرية وفي هذه المدة القصيرة التي يستغرقها الصف في قول اللازمة المتكررة أعلاه يكون الشاعر قد جهز بيتاً للرد.. وهكذا، وقد يكون اللعب رداً بين شاعرين كل منهما يقول عدة أبيات، ويستلم منه الثاني القول ليرد عليه وهكذا. وترافق أداءه صفقتان سريعتان بالكفين متكررة وحركة بالجسم هبوطاً وصعوداً كما أن المنطقة تمارس فيها لعبة السامري والعرضة السعودية المشهورة وبخاصة في محافظة تيماء.
الموسيقى والرقص
ولمن لا يعلم فإن الموسيقى والرقص أيضًا جزء مهم من التراث الشعبي في تبوك، حيث يعزف العديد من الآلات الموسيقية المحلية، وتقدم الأغاني التراثية التي تروي قصصًا عن حياة البادية والحب للوطن والأصول العربية كما تقام رقصات تقليدية مثل العرضة، التي تعكس روح المجتمع وعراقته.
ويعرف التراث الشعبي عموماً بأنه عادات الناس وتقاليدهم وما يعبرون عنه من آراء وأفكار ومشاعر يتناقلونها جيلاً عن جيل ويتكون الجزء الأكبر من التراث الشعبي من الحكايات الشعبية والقصص البطولية والأساطير، وهو مجموعة الفنون القديمة والقصص والحكايات والأساطير المحصورة بمجموعة سكانية معينة في بلاد ما.
وبالعودة إلى التراث الفني الشعبي في تبوك؛ فإننا نجد هناك ألواناً مشهورة منتشرة جداً، وألواناً مغمورة ذات خصوصية مناطقية محدودة.
أهم الألوان الشعبية في منطقة تبوك
1 - الدحة:
وكنا قد أوضحناها من قبل في تقرير مميزة وهي رقصة الحرب والسلام، ذات لغة تشبه زئير الأسود وهدير الجمال، وهي لون من الألوان الشعبية الشهيرة في شمال الجزيرة العربية وبادية الشام. وقد اُختُلف في أصل تسمية الدَّحَة، فلعلها جاءت من الدح وهو الضرب بالكفين أو الأرجل بقوة، وهو أساس ممارسة هذا اللون، وإذا كان هناك شاعران فكل منهما يقول بيتاً أو بيتين متتاليين وبينهما يتكرر البيت المشهور أعلاه لازمةً ثابتة، ويمكن اعتبار الدحة وثيقة حلف واتفاق على مبدأ، اعتماداً على البيت أعلاه، فهو يبدأ بالتهلي (الترحيب) بالحليف ثلاث مرات (هلا هلا به يا هلا) وذلك لأهمية الحليف في حياة البدوي الشاقة الصعبة، وما يترتب عليه من مواثيق ملزمة تحترمها جميع الأطراف، ثم هو يناديه بـ(يا ولد) وهو لفظ يعني الفتوة والرجولة والشباب في لهجة أهل المنطقة وتكرير هذا البيت لازمةً تتكرر طوال اللعب فيه إشارة إلى تأكيد مبدأ الحلف والعهد الذي قد ينشأ بين أي رجلين أو قبيلتين.
والدحة تمارس في المناسبات العديدة كالعودة من الحرب بانتصار أو الأعراس أو الطهور أو الأعياد أو أي مناسبة سعيدة. وتسمى عند البعض الدحية، وكذلك تسمى السامر لأنها تؤدى وقت السمر.
2 - الرفيحي
أيضاً كنا قد جهزنا تقريراً عن فن الرفيحي ولكن في إيجاز فهو لون ساحلي مشهور يمارسه سكان الساحل الغربي لمنطقة تبوك من حقل إلى أملج، ويسمى عند البعض الرجيعي والساحلي وهو لون طربي ذو ألحان شجية يمارس جماعياً في المناسبات العامة والخاصة، كالأعياد وحفلات الزواج، وكان يمارس في مناسبات الختان، حيث كان بعض الأهالي يحتفلون بها لمدة تقارب أسبوعاً، وهو ذو بحور وأوزان عديدة، ويؤدى على شكل صفين يتقاسمان شطري البيت الشعري الذي يلقيه شاعر الرفيحي، ويتميز أداء هذا اللون بالحماس والحيوية والتصفيق المتكرر السريع.
وهذا الفن أشبه ما يكون بلون المُرَاد أو لون القَلْطَة (المحاورة) السائد في أرجاء المملكة اليوم؛ إلا أنه ذو رتم أسرع، وأدخل (الدف أو الطار) عليه مؤخراً مما زاده حيوية وجمالاً.
3 - اللال
من الألوان قليلة الانتشار في المنطقة، فهو يؤدى عند بعض سكان البادية حول منطقة جبل اللوز من جهتي الغرب والشرق وهذا اللون يبدو أنه من الألوان القديمة، ويكاد ينقرض لقلة ممارسته أو لطغيان ألوان أخرى عليه مثل الدحة والرفيحي، وهو لون يتسم بمسحة الحزن واللوعة ويوحي بالفراق والبينونة، ويترك أثراً وانطباعاً جميلاً لدى المتلقي عند سماعه.
4 - الهجيني
وهو لون معروف لدى سكان البادية عموماً، وليس في بادية تبوك فقط، ولكنه مشهور هناك أكثر من غيره ويسمى في أملج وينبع: الكسرة. والهجيني مرتبط بالسفر والرحيل، يؤديه الراكب والماشي للترويح عن النفس وقطع المسافات الطويلة على ظهور الهجن ولعله أخذ اسمه من ذلك كما أن هذا اللون يؤدى بصحبة الربابة، حيث يتحلق الناس حول شاعر الربابة وقت السمر ويتغنى بأشهر الهجينيات والنساء يستمعن له من خلف الرواق (المعند) في الشِّق النسائي من بيت الشعر.
5 - الزريبي
من الألوان قليلة الانتشار، وهو لون ساحلي أيضاً، وكان يمارس وقت العصر في الأفراح وبخاصة مناسبات الختان والزواج - مثل اللال-. وهو لون خفيف وأوزانه قصيرة ربما ليناسب الفترة التي يمارس فيها وهي ما قبل الغروب بقليل.
6 - الريحاني:
وهو أيضاً من الألوان قليلة الانتشار، ويشبه البيت الشعري فيه بيت الدحة؛ لأنه تتم إعادته بين كل بيتين يقولهما الشاعر، وهذا البيت هو:
ريِّح يا قول اريده (ريِّح فعل أمر من الراحة).
أو: (ريحاني قول الرِّيداه).
كأنه يقول أرحني بالقول الذي أريده من جميل المعاني والصور الشعرية وفي هذه المدة القصيرة التي يستغرقها الصف في قول اللازمة المتكررة أعلاه يكون الشاعر قد جهز بيتاً للرد.. وهكذا، وقد يكون اللعب رداً بين شاعرين كل منهما يقول عدة أبيات، ويستلم منه الثاني القول ليرد عليه وهكذا. وترافق أداءه صفقتان سريعتان بالكفين متكررة وحركة بالجسم هبوطاً وصعوداً كما أن المنطقة تمارس فيها لعبة السامري والعرضة السعودية المشهورة وبخاصة في محافظة تيماء.