قضايا اجتماعية.. الجزء العشرون قضية "آدم وحواء من الألف إلى الياء"
قدأنهكوا الشعراء ، وأعجزوا البلغاء ، وأنطقوا السفهاء ، وما من سبيل لهذا النزاع من انتهاء ، ويبقى الحال على ماهو عليه بين آدم وحواء ، وعلى المتضرر منهما فيه اللجوء إلى القضاء ، فمحكمة الحب لأجلهما عُقدِت ، وقيود الوّدّ لتوثيقهما بها عُدّت ، وأغرب القضايا في ساحاتها عُرِضت ، وأبشع الجرائم بدوافع الحب حدثت ، فالمجرم عاشق والضحية معشوق ، وكلاهما في شرع الحب مسلوب ، المحب إذا فعل ، وكذلك المحبوب ، فلا نقول : صادقا ، ولا نقول : كذوب ، هو التصادم في المشاعر ، والتناقض في الفِعال ، يهجرها وهو لا يستغني عنها ، ويشتمها وهو في داخله يتغزل بها ، وينتقدها وهو معجب بها ، حتى أنه من عشقها جُنَّ بها ، وبعد هجرها يحِنُّ لها ، إن اقتربت تَذَمًّر منها ، وإن ابتعدت بحث عنها ، يريدها كظلّه ، فيملُّها وتملُّه ، ويذلّها وتذلّه ، أصبح لا يدرك ما يقول ، ولم يعد عن أفعاله مسؤول ، وهي بالمقابل كذلك ، تتمنع وهي راغبة ، وترفض ما له طالبة ، وتكسر كأسه وهي له شاربه ، وتفجر رأسه وهي له صاحبة ، وتأسر قلبه وهي السالبة ، وتهجر رمسه وهي من هجره شاحبة ، وتنسى أمسه وهي به لاعبه ، وتخشى بأسه وهي له كاتبة ، فلا هي مغلوبة ولا هي غالبة ، فهو كما قلت التناقض في الأقوال ، وليس كل ما يُعرف يقال ، وما زال في عرض التاريخ بينهما الجدال ، وبهما ولهما تُشدُّ الرحال ، وما زلنا نكرر نفس السؤال ، أيهما يبقى وأيهما يُقال ؟ أيهما الأقوى ؟ ، وأيهما الأفضل ؟ وأيهما... ؟ وأيهما ... ؟ وللإجابة عن كل ذلك استحالة ، لا مجال .
ربما ، وربما ، يتغير الحال ، إن عرف كلٌ منهما ما له وما عليه ، وأدرك أنه بدون رفيقه وكأنها شُلّت يديه ، فإن كانت الأنثى ذهباً أصيلا حتما ستجد كيّالها ، وإن كانت فرساً أصيلاً لابد يوما أن تجد خيّالها ، وإن كانت قطعة نادرة وإن طال الزمان سيقصدها حمّالها ، بغض النظر عن مالها وجمالها ، وهكذا ... ، حتى تزلزل الأرض زلزالها ، و يرثها الله وأحمالها ... .
ليلى ومجنونها
وليلٌ فيه ليلى مثل لبنى
قيسُهُم في حبهم ذاق الجنون
ذلٌ و تيهٌ قولها : إن عاد عدنا
لن تعود لقيسها ، لما البِعاد غدا يهون
فتقول : لا ، وتعقبها في قول : كيلا
كيلا تظل بقرب صاحبها سكون
وتظن ليلى بُعْدُها عن قيسِ أولى
من بقاءٍ صامتٍ ، لما تشاطره الظنون
كل الإناث شعارهم : بالحب أحلى
أن تظل أميرة في قلب عاشقها الحنون
عقود الحب أقوى من سيوفٍ حين تُملا
صدقها و صفاؤها تجعل الأنثى مَصون
هو المراد بحبها ، حتى إذا القلب تغلّى
فالفرق بين قلوبنا وقلوبكم ليست بنون
كل الحروف بقت لكم ، صِحّة وعِلّة
لا يؤثر عندنا ، تكن بها أو لا تكون ...
ربما ، وربما ، يتغير الحال ، إن عرف كلٌ منهما ما له وما عليه ، وأدرك أنه بدون رفيقه وكأنها شُلّت يديه ، فإن كانت الأنثى ذهباً أصيلا حتما ستجد كيّالها ، وإن كانت فرساً أصيلاً لابد يوما أن تجد خيّالها ، وإن كانت قطعة نادرة وإن طال الزمان سيقصدها حمّالها ، بغض النظر عن مالها وجمالها ، وهكذا ... ، حتى تزلزل الأرض زلزالها ، و يرثها الله وأحمالها ... .
ليلى ومجنونها
وليلٌ فيه ليلى مثل لبنى
قيسُهُم في حبهم ذاق الجنون
ذلٌ و تيهٌ قولها : إن عاد عدنا
لن تعود لقيسها ، لما البِعاد غدا يهون
فتقول : لا ، وتعقبها في قول : كيلا
كيلا تظل بقرب صاحبها سكون
وتظن ليلى بُعْدُها عن قيسِ أولى
من بقاءٍ صامتٍ ، لما تشاطره الظنون
كل الإناث شعارهم : بالحب أحلى
أن تظل أميرة في قلب عاشقها الحنون
عقود الحب أقوى من سيوفٍ حين تُملا
صدقها و صفاؤها تجعل الأنثى مَصون
هو المراد بحبها ، حتى إذا القلب تغلّى
فالفرق بين قلوبنا وقلوبكم ليست بنون
كل الحروف بقت لكم ، صِحّة وعِلّة
لا يؤثر عندنا ، تكن بها أو لا تكون ...