قضايا اجتماعية.. "الجزء الثامن عشر " قضية " نحن و الكروب غالب أم مغلوب "
يعتقد البعض أن الخلاص من مشاعر اليأس بهم ، ومحاصرة البؤس لهم أمرا صعب الحدوث إن لم يكن مستحيلا ، وأنه سيطيل المكوث ، حتى يصبح المرء به عليلا ، ويراه على حزنه وشقائه دليلا ، ويهيء له العداوة مع نفسه ، ولكره ذاته دوما يميل ، ولأوهامه قبل أحلامه أضحى ذليلا ... .
ولكن ، إلى متى هذا الصراع ، وكيف نقوى على ذاك النزاع ؟
هل سنحرم أنفسنا حق الحياة ، لضائقة مرت بنا ، أو فاقة عبثت هنا ، أو عائقة في دربنا ، وهل سنقف مكتوفي الأيدي ، ونحن نراقبها وهي تفتك بنا ، وتتلاعب بأحلامنا ، وتقتل آمالنا ، وتفتح الأبواب على مصراعيها لأوهامنا ، حتى شغلتنا عن أداء مهامنا ، ونالت بسطوتها جُلّ اهتمامنا ... .
ولو تدبرنا قليلا بحالنا معها ، لأدركنا أننا من صنعها ، ونحن ودون إدراك من أعطاها حجمها ، لأنها ستكبر إن رفعنا شأنها ، وأطعنا أمرها ، وسلمناها أمرنا ورضخنا لها ، وستصغر بالتالي إن استصغرناها و تقبلناها و عرفنا كيف نتعامل معها ، وقد نكون قادرين بعد ذلك على ردمها ، حتى يتسنى لنا وبعزمنا محو آثارها بعد محوها ... .
فكل ما يمر بنا من مُر ، وبالرغم مما مسنا من ضر ، وما شعرنا به من قهر ، كان يسوءنا أم لنا يَسٌّر ، هو في الحقيقة يتناسب عكسيا مع ما لدينا من قوة في اليُسر ، وحكمة في العسر ، وحنكة في طُهر ، ورغبة في الفخر ، في السر قبل الجهر ، في مكامن العز و مضامن الخير ... .
فإن أظهرنا قوتنا ضعفت قوتها ، وإن أمضينا رغبتنا ضاعت رغبتها ، وإن استخدمنا سطوتنا تعطلت سطوتها ، وإن أطلقنا حريتنا أطبقنا على حريتها ، وإن أنطقنا قدرتنا تقيدت قدرتها ، وإن طلبنا راحتنا ستفرغ ساحتها ، وتحين ساعتها وتنتهي بساحنا رحلتها ، فقد قتلنا بإرادتنا رغبتها ، ودفنا بإصرارنا بؤرتها ، فلم نعد نبغي سماع صوتها ، ولا يستهوينا طنينها ، ولا حتى بأحلامنا نريد رؤيتها ، فقد تمكنت منا لفترة كانت كفيلة بمعرفتها ، وكشف نِيَّتها ، وآن الأوان لنا أن نعود ، ونعلن بعودتنا نهايتها ... .
فلن يمكث بيننا يائس ، ولا نريد معنا عابس ، ولن تقوى علينا الهموم ، ولن تقتلنا الصعاب ، ولن تحرمنا حقنا في الحياة ، فإن كانت لتمتحنا فلننجح ، وإن عادت لتمحينا فلن نسمح ، وإن أرادت أن تحزننا فنحن بعنادنا لها سنفرح ، وإن تمادت عنوة لتشقينا ، فلنكن لها مسرح ، وهي الدمى ، وعليها سنشرح كيف نرقى للعلا ، وكيف ننال بها المنى ، وكيف نقهر بها العنا ، وكيف يقوى ساعد منها انثنى ، وكيف يبقى شامخا من بشدتها انحنى ، وكيف نثبت للصعاب بأنها وهمٌ هَمّا ، وأننا سهم أسال شدتها دما ، قد عاد يُبْصِرُ من بحضرتها اعتمى ، وعاد يبحر من بشاطئها ارتمى ، وعاد يظهر من بنارٍ اكتوى ، أو بدار احتمى ، أو لضيمٍ ارتضى ... .
فعلينا يقوم الأمر ، وبنا ينتهي السطر ، ولنا حق الصمود أمامها وبكل فخر ..
فلن تقعدنا المصائب ، ولن توقفنا العقبات ، ولن تعجزنا الهموم ، فإن تعثرنا بها سنقف ، وإن تألمنا بها سنخف ، وإن أغرقتنا بالدموع إلا أننا حتما وإن بعد حين سَنَجِّف ، وعن أذيتها لنا يوما سَتَكُّف ، وبفضلها على شخصيتنا سنعترف ... .
فبحجم الألم يكون الأمل ، وبقدر العناء يكون الهناء ، ومعها اللقاء سيتجدد دوما ما دمنا على أرض الشقاء ، فلنكن دوما على استعداد لمجابهتها بتدبر دون استياء ، وتَصَّبُر دون اشتكاء ، فلا سعادة أو رخاء إلا مرورا بابتلاء ، فهي الدنا إن تدنو منها عشت دوما بانحناء ، كي تعتدل فيها اجعل شعارك ارتضاء ، فهي الفناء كمعبر نقصد به دار البقاء ، وغير ذلك كل ما فيها سواء ... .
ولكن ، إلى متى هذا الصراع ، وكيف نقوى على ذاك النزاع ؟
هل سنحرم أنفسنا حق الحياة ، لضائقة مرت بنا ، أو فاقة عبثت هنا ، أو عائقة في دربنا ، وهل سنقف مكتوفي الأيدي ، ونحن نراقبها وهي تفتك بنا ، وتتلاعب بأحلامنا ، وتقتل آمالنا ، وتفتح الأبواب على مصراعيها لأوهامنا ، حتى شغلتنا عن أداء مهامنا ، ونالت بسطوتها جُلّ اهتمامنا ... .
ولو تدبرنا قليلا بحالنا معها ، لأدركنا أننا من صنعها ، ونحن ودون إدراك من أعطاها حجمها ، لأنها ستكبر إن رفعنا شأنها ، وأطعنا أمرها ، وسلمناها أمرنا ورضخنا لها ، وستصغر بالتالي إن استصغرناها و تقبلناها و عرفنا كيف نتعامل معها ، وقد نكون قادرين بعد ذلك على ردمها ، حتى يتسنى لنا وبعزمنا محو آثارها بعد محوها ... .
فكل ما يمر بنا من مُر ، وبالرغم مما مسنا من ضر ، وما شعرنا به من قهر ، كان يسوءنا أم لنا يَسٌّر ، هو في الحقيقة يتناسب عكسيا مع ما لدينا من قوة في اليُسر ، وحكمة في العسر ، وحنكة في طُهر ، ورغبة في الفخر ، في السر قبل الجهر ، في مكامن العز و مضامن الخير ... .
فإن أظهرنا قوتنا ضعفت قوتها ، وإن أمضينا رغبتنا ضاعت رغبتها ، وإن استخدمنا سطوتنا تعطلت سطوتها ، وإن أطلقنا حريتنا أطبقنا على حريتها ، وإن أنطقنا قدرتنا تقيدت قدرتها ، وإن طلبنا راحتنا ستفرغ ساحتها ، وتحين ساعتها وتنتهي بساحنا رحلتها ، فقد قتلنا بإرادتنا رغبتها ، ودفنا بإصرارنا بؤرتها ، فلم نعد نبغي سماع صوتها ، ولا يستهوينا طنينها ، ولا حتى بأحلامنا نريد رؤيتها ، فقد تمكنت منا لفترة كانت كفيلة بمعرفتها ، وكشف نِيَّتها ، وآن الأوان لنا أن نعود ، ونعلن بعودتنا نهايتها ... .
فلن يمكث بيننا يائس ، ولا نريد معنا عابس ، ولن تقوى علينا الهموم ، ولن تقتلنا الصعاب ، ولن تحرمنا حقنا في الحياة ، فإن كانت لتمتحنا فلننجح ، وإن عادت لتمحينا فلن نسمح ، وإن أرادت أن تحزننا فنحن بعنادنا لها سنفرح ، وإن تمادت عنوة لتشقينا ، فلنكن لها مسرح ، وهي الدمى ، وعليها سنشرح كيف نرقى للعلا ، وكيف ننال بها المنى ، وكيف نقهر بها العنا ، وكيف يقوى ساعد منها انثنى ، وكيف يبقى شامخا من بشدتها انحنى ، وكيف نثبت للصعاب بأنها وهمٌ هَمّا ، وأننا سهم أسال شدتها دما ، قد عاد يُبْصِرُ من بحضرتها اعتمى ، وعاد يبحر من بشاطئها ارتمى ، وعاد يظهر من بنارٍ اكتوى ، أو بدار احتمى ، أو لضيمٍ ارتضى ... .
فعلينا يقوم الأمر ، وبنا ينتهي السطر ، ولنا حق الصمود أمامها وبكل فخر ..
فلن تقعدنا المصائب ، ولن توقفنا العقبات ، ولن تعجزنا الهموم ، فإن تعثرنا بها سنقف ، وإن تألمنا بها سنخف ، وإن أغرقتنا بالدموع إلا أننا حتما وإن بعد حين سَنَجِّف ، وعن أذيتها لنا يوما سَتَكُّف ، وبفضلها على شخصيتنا سنعترف ... .
فبحجم الألم يكون الأمل ، وبقدر العناء يكون الهناء ، ومعها اللقاء سيتجدد دوما ما دمنا على أرض الشقاء ، فلنكن دوما على استعداد لمجابهتها بتدبر دون استياء ، وتَصَّبُر دون اشتكاء ، فلا سعادة أو رخاء إلا مرورا بابتلاء ، فهي الدنا إن تدنو منها عشت دوما بانحناء ، كي تعتدل فيها اجعل شعارك ارتضاء ، فهي الفناء كمعبر نقصد به دار البقاء ، وغير ذلك كل ما فيها سواء ... .