( محمد عرفه كما عرفناه )
عرفناه بشخصيته الـفـذة، بعدما قرأنا سيرته العطرة والتي تجاوزت الثمانون عاماً ونيف، والتي جمعت ما بين العمل التربوي والتعليمي فتخرج على يديه الألاف من الطلاب ممن ساهموا في خدمة هذا الوطن العزيز، والعمل الأدبي والصحفي والثقافي والإنساني الذي أكسبه محبة وتقدير واحترام الكثير من الناس.
أنه الأستاذ ( محمد بن عمر عرفة الفريدي ) والذي ولد بمحافظة العلا عام 1357هـ وتربى في كنف والديه اللذان احاطاه بالرعاية والعناية والاهتمام لاسيما وأن والده كان مُتعلماً وعمدة لأحد أحياء العلا لعدة سنوات، وبعد بلوغه سن السادسة من عمره التحق بالمدرسة السعودية الابتدائية بالعلا وتخرج منها عام 1375هـ ثم عُين مُعلماً بمدرسة تيماء الابتدائية التابعة لمنطقة تبوك، وأثناء عمله تحصل على دبلوم الدراسة التكميلية بمحافظة الطائف عام 1377هـ ومن ثم انتقل لمدينة تبوك مُعلماً بمدرستها السعودية الابتدائية، فوكيلاً لها، ولطموحه ورغبته في الترقي والنيل من الأفضل لرسالته التربوية والتعليمية واصل تعليمه بمعهد المعلمين بالعلا وفق المسار الليلي وتحصل على شهادته عام 1379هـ ولتميزه في عمله الإداري الناجح أسند إليه القيام بتأسيس أول مدرسة متوسطة بتبوك تابعة لإدارة المدرسة السعودية الابتدائية والتي بعدما أكتمل عقدها استقلت بذاتها، وسميت حينئذ بمتوسطة المغيرة بن شعبة، وبحلول عام 1382هـ.
كما تم ترشيحه مديراً لمدرسة زيد بن حارثة الابتدائية بتبوك واستمر فيها حتى تقاعده المبكر عام 1412هـ كان يرحمه الله يعشق القراءة وحب الاطلاع والتزود بما هو جديد في عالم الأدب والصحافة والإعلام، ولذا ما برح أن سافر إلى جمهورية مصر العربية في أيام شبابه، وتحصل على الدبلوم العالي في الصحافة، مما مكنه ذلك من الخوض في عالم الكتابة الصحفية في عدد من الصحف المحلية ذات الشأن التربوي، والأدبي، والثقافي، والرياضي.
ولحاجة تبوك لنادي رياضي يخدم شبابها في هذا المجال، فقد ساهم مع مهتمين من أبناء هذه المنطقة في تأسيس النادي الوطني والذي سُمي بالأهلي في بداية الأمر ثم حول إلى هذا المُسمى الأخير، وفي عام 1398هـ تم ترشيحه رئيساً لنادي الصقور الرياضي بتبوك، وجُدد له هذا المنصب عام 1404هـ بالإضافة لعمله الأساسي في التعليم، وعندما تم افتتاح النادي الأدبي بمنطقة تبوك عام 1415هـ عُين رئيساً له لأهليته الأدبية والثقافية ولكفاءته الإدارية والفنية، عوضاً عن علاقاته الاجتماعية المتميزة على مستوى المنطقة وخارجها، تمكن ومن خلال منبره الوضاء استقطاب الكثير من رواد الفكر والأدب والثقافة من مختلف مناطق المملكة طيلة ثمانية أعوام متواصلة دونما كلل أو ملل.
كما أصدر في حينه أول مجلة تُعنى بالأدب والثقافة بالمنطقة أطلق عليها مُسمى( أفنان ) وليس هذا فحسب وإنما أيضاً قام بمجهودات عظيمة وحثيثة ومتابعة جادة وقتما تم الشروع بتشييد مبنى لهذا النادي الواعد، وحتى الانتهاء منه، وتقديراً له إزاء ذلك وجه أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان يحفظه الله بتسمية أحد قاعاته باسمه، ثم ما لبث يرحمه الله أن قام بُعيد ذلك بتأسيس صالون أدبي بمنزله سماه ( الاثنينية ) دعا إليه نخبة من المفكرين ورواد العلم والأدب والثقافة، وقد كان يغص بالحضور ونحن أحدهم، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر العميد سليمان أحمد المطلق أحد شعراء المنطقة يرحمه الله، والمفكر التربوي والتعليمي الأستاذ صالح محمد المنحي يحفظه الله وعدد من الأكاديميين بجامعة تبوك ومن بينهم الدكتور موسى العبيدان، علاوة على بعض الأقارب والأصدقاء والزملاء داخل المنطقة وخارجها كالدكتور عبد الله آدم نصيف، والدكتور عبد الله الفوزان، والدكتور حسن الهويمل والدكتور محمد الخطراوي والأديب عبد الله بن خميس يرحمهما الله، وشخصيات مماثلة لا يتسع المجال لذكرها في هذا الحيز، فهو قامة تربوية وتعليمية وأدبية وثقافية وتاريخية ورياضية، قيل عنه بأنه أشبه ما يكون بمكتبة متنقلة ينهل من معينها الصافي شتى الفنون الأدبية والتاريخية والمعارف العامة، عدا كونه مُفكر فطن ومُتحدث لبق ومُستمع جيد وكاتب صحفي حصيف يملك قلماً سيالاً يستخدمه في مُختلف أوجه الخير، ولديه موهبة شعرية منذ نعومة أظفاره، ولذلك لا غرابة حينما تم اختياره لإلقاء قصيدة ترحيبية بأمير مُحافظة العلا أحمد بن عبد المحسن السديري وقتما زارهم بمقر مدرستهم الابتدائية في أواخر الستينات بعد الألف والثلاثمائة من الهجرة، نالت إعجاب الأمير وجموع الحاضرين.
وبعد تقاعده يرحمه يرحمه الله وتحديداً في عام ١٤١٩هـ تم ترُشيحه عضواً بمجلس منطقة بتبوك، مُعتبراً هذا الترشيح وسام وشرف عظيم من لدن أمير المنطقة صاحب السمو الملكي فهد بن سلطان يحفظه الله، واصفاً إياه بأنه موسوعة علمية وأدبية وثقافية ورياضية واجتماعية وأنه يأسر بحديثه الشيق والممتع كل من يجالسه، أو يخالطه من فيض علمه الغزير، وسعة اطلاعه بل ويبهرهم بما يجري ويحدث بالمنطقة أول بأول، مُثمناً لسموه دعمه المادي والمعنوي المستمر للنادي الأدبي والذي كان له الفضل الكبير في افتتاحه، وما أحاطه به من مشاعر طيبة ونبيلة، كلما مر بمتاعب صحية، ولعلنا لا يجانب الصواب حينما نطلق على أستاذنا الوقور( محمد عمر عرفه ) بالشخصية الكاريزمية، والذي لا نعتقد بأن أحداً ممن لازمه أو أستمع لأحاديثه وحكمه ونصائحه وتوجيهاته السديدة يُخالنا رأينا فيه، لما تحلى به من تواضع جُم وكرم الضيافة والحزم في اتخاذ القرارات الصائب والصرامة في المواقف التي تحتاج لذلك، عدا كونه مصدر إلهام لتنوير العقول والمؤثر في خطاباته التي يرتجلها أحياناً بالإضافة لدوره الفاعل والمقنع في إصلاح ذات البين، وقيامه بالمهمات الصعبة متى دُعيا إليها، وهو ما جعله محبوباً لدى كثير من الناس أينما قابلهم في معاقل العلم والمعرفة والصالونات الأدبية وأماكن العمل والمناسبات الخاصة والعامة وسيظل كذلك، مُتربعاً في قلوب هؤلاء الناس وباقياً في ذاكرة التاريخ، وفارساً يمتطي جواد لطائفه وفكاهاته وقصصه ورواياته الممتعة والجاذبة من عبق الماضي التليد والتاريخ المجيد جيل الحاضر والمستقبل.
أما على مستوى الأسرة فهو يُمثل الأبن الأكبر على أخوته، وله تقديره الخاص لما بينهم من مودة صادقة وتعاون خلاق، وجميعهم عملوا في مناصب حكومية متقدمة بعدما تخرجوا من جامعات سعودية مرموقة، له عدد من الأبناء والبنات حرص على تربيتهم وتعليمهم للحصول على أعلى الشهادات العلمية، وكان يعاملهم كأصدقاء، بعضهم لا يزال يعمل في مختلف القطاعات الصحية والزراعية والعسكرية والهندسية والتعليمية، بكل أمانة وهمة وإخلاص وصبر ومثابرة وتضحية مقتدين بوالدهم الذي بذل كل ما في وسعه لخدمة دينه ومليكه ووطنه، ولأجل النيل من مثوبة الله القائل في مُحكم كتابه العزيز﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ﴾ وتجسيداً لمقولة الإمام الشافعي يرحمه الله ( وأفضل الناس ما بين الورى رجلٌ* تُقضى على يده للناس حاجات ) فقد كان يسعى دوماً لعمل الخير، والقيام بمساعدة كل من يطرق بابه، فعلى سبيل المثال، قام ذات مرة بكتابة معروض لأحد المقيمين ممن زاره بمنزله، لتقديمه لإدارة منطقته بعد أن تعذر إنجاز معاملته من قبل جهة الاختصاص، وبينما هو يقرأه عليه، وهو لا يعلم بأنه مُعلم لغة عربية ويحمل شهادة الدكتوراه وإذ به يجده يبكي، فسأله، ما يبكيك ؟ فرد عليه بنظرة الإجلال، وكيف لا أبكي !! وأنا أستمع لكلامك البليغ والمؤثر، ليجيبه أبا عمر، ومن وحي النبوة المحمدية ( إن لمن البيان لسحرا ) أما نحن مُدونو هذه السيرة المباركة، فلن ننسى محبته وتقديره، وثقة المتناهية بنا، فعندما عملنا تحت رئاسته بنادي الصقور عام 1404هـ كعضو ثقافي إلى جانب عملنا التربوي والتعليمي بالمنطقة منحنا كامل الصلاحية للقيام بمهام هذا النشاط والإشراف عليه، وقد كان يُردد علينا كلما راجعناه مقولته الواثقة والمحفزة، اعتبر نفسك رئيساً لهذا النادي، مما كان له أبلغ الأثر الطيب في نفسنا، وهو ما دفعنا بالتالي ومنذ الوهلة الأولى لتسلمنا هذا العمل مخاطبة العديد من الجهات المعنية، لأجل توفير كتب متخصصة ومفيدة لمنسوبي هذا النادي والتي وصلت، إلينا بكميات كبيرة، ناهيكم عن كل ما يتعلق بالمسابقات الأدبية والثقافية وحفظ القرآن الكريم التي تُقام سنوياً على مستوى المنطقة، وعندما شغل رئيساً لنادي تبوك الأدبي، قام في أحد الأمسيات الجميل.
وعندما شغل رئيساً لنادي تبوك الأدبي، قام في أحد الأمسيات الجميلة، والتي حضرها جمع غفير من الأدباء والمثقفين بمناولتنا هاتف مكتبه بمقر النادي القديم، للحديث نيابة عنه وهو قادر على ذلك بعدما فرغ من الترحيب بمُقدم برنامج أخبار الأندية الأدبية في أسبوع بإذاعة جدة والذي اتصل به بهذا الخصوص، فضلاً عن تسهيله لكافة مهامنا الصحيفة كأحد المتعاونين بصحيفة الرياض أنذلك من خلال مكتبها في تبوك لتغطية نشاطات هذا النادي المتجددة، متمنين في الختام بأن نكون قد وفقنا في إبراز شخصية أستاذنا الكبير محمد عمر عرفة، كأحد رموز هذا الوطن الشامخ، الذي يُحتذى به في مناحي الخير والعطاء ورقة الطبع، سائلين الله له الرحمة والمغفرة وأن يُسكنه فسيح جناته النعيم المقيم.
أنه الأستاذ ( محمد بن عمر عرفة الفريدي ) والذي ولد بمحافظة العلا عام 1357هـ وتربى في كنف والديه اللذان احاطاه بالرعاية والعناية والاهتمام لاسيما وأن والده كان مُتعلماً وعمدة لأحد أحياء العلا لعدة سنوات، وبعد بلوغه سن السادسة من عمره التحق بالمدرسة السعودية الابتدائية بالعلا وتخرج منها عام 1375هـ ثم عُين مُعلماً بمدرسة تيماء الابتدائية التابعة لمنطقة تبوك، وأثناء عمله تحصل على دبلوم الدراسة التكميلية بمحافظة الطائف عام 1377هـ ومن ثم انتقل لمدينة تبوك مُعلماً بمدرستها السعودية الابتدائية، فوكيلاً لها، ولطموحه ورغبته في الترقي والنيل من الأفضل لرسالته التربوية والتعليمية واصل تعليمه بمعهد المعلمين بالعلا وفق المسار الليلي وتحصل على شهادته عام 1379هـ ولتميزه في عمله الإداري الناجح أسند إليه القيام بتأسيس أول مدرسة متوسطة بتبوك تابعة لإدارة المدرسة السعودية الابتدائية والتي بعدما أكتمل عقدها استقلت بذاتها، وسميت حينئذ بمتوسطة المغيرة بن شعبة، وبحلول عام 1382هـ.
كما تم ترشيحه مديراً لمدرسة زيد بن حارثة الابتدائية بتبوك واستمر فيها حتى تقاعده المبكر عام 1412هـ كان يرحمه الله يعشق القراءة وحب الاطلاع والتزود بما هو جديد في عالم الأدب والصحافة والإعلام، ولذا ما برح أن سافر إلى جمهورية مصر العربية في أيام شبابه، وتحصل على الدبلوم العالي في الصحافة، مما مكنه ذلك من الخوض في عالم الكتابة الصحفية في عدد من الصحف المحلية ذات الشأن التربوي، والأدبي، والثقافي، والرياضي.
ولحاجة تبوك لنادي رياضي يخدم شبابها في هذا المجال، فقد ساهم مع مهتمين من أبناء هذه المنطقة في تأسيس النادي الوطني والذي سُمي بالأهلي في بداية الأمر ثم حول إلى هذا المُسمى الأخير، وفي عام 1398هـ تم ترشيحه رئيساً لنادي الصقور الرياضي بتبوك، وجُدد له هذا المنصب عام 1404هـ بالإضافة لعمله الأساسي في التعليم، وعندما تم افتتاح النادي الأدبي بمنطقة تبوك عام 1415هـ عُين رئيساً له لأهليته الأدبية والثقافية ولكفاءته الإدارية والفنية، عوضاً عن علاقاته الاجتماعية المتميزة على مستوى المنطقة وخارجها، تمكن ومن خلال منبره الوضاء استقطاب الكثير من رواد الفكر والأدب والثقافة من مختلف مناطق المملكة طيلة ثمانية أعوام متواصلة دونما كلل أو ملل.
كما أصدر في حينه أول مجلة تُعنى بالأدب والثقافة بالمنطقة أطلق عليها مُسمى( أفنان ) وليس هذا فحسب وإنما أيضاً قام بمجهودات عظيمة وحثيثة ومتابعة جادة وقتما تم الشروع بتشييد مبنى لهذا النادي الواعد، وحتى الانتهاء منه، وتقديراً له إزاء ذلك وجه أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان يحفظه الله بتسمية أحد قاعاته باسمه، ثم ما لبث يرحمه الله أن قام بُعيد ذلك بتأسيس صالون أدبي بمنزله سماه ( الاثنينية ) دعا إليه نخبة من المفكرين ورواد العلم والأدب والثقافة، وقد كان يغص بالحضور ونحن أحدهم، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر العميد سليمان أحمد المطلق أحد شعراء المنطقة يرحمه الله، والمفكر التربوي والتعليمي الأستاذ صالح محمد المنحي يحفظه الله وعدد من الأكاديميين بجامعة تبوك ومن بينهم الدكتور موسى العبيدان، علاوة على بعض الأقارب والأصدقاء والزملاء داخل المنطقة وخارجها كالدكتور عبد الله آدم نصيف، والدكتور عبد الله الفوزان، والدكتور حسن الهويمل والدكتور محمد الخطراوي والأديب عبد الله بن خميس يرحمهما الله، وشخصيات مماثلة لا يتسع المجال لذكرها في هذا الحيز، فهو قامة تربوية وتعليمية وأدبية وثقافية وتاريخية ورياضية، قيل عنه بأنه أشبه ما يكون بمكتبة متنقلة ينهل من معينها الصافي شتى الفنون الأدبية والتاريخية والمعارف العامة، عدا كونه مُفكر فطن ومُتحدث لبق ومُستمع جيد وكاتب صحفي حصيف يملك قلماً سيالاً يستخدمه في مُختلف أوجه الخير، ولديه موهبة شعرية منذ نعومة أظفاره، ولذلك لا غرابة حينما تم اختياره لإلقاء قصيدة ترحيبية بأمير مُحافظة العلا أحمد بن عبد المحسن السديري وقتما زارهم بمقر مدرستهم الابتدائية في أواخر الستينات بعد الألف والثلاثمائة من الهجرة، نالت إعجاب الأمير وجموع الحاضرين.
وبعد تقاعده يرحمه يرحمه الله وتحديداً في عام ١٤١٩هـ تم ترُشيحه عضواً بمجلس منطقة بتبوك، مُعتبراً هذا الترشيح وسام وشرف عظيم من لدن أمير المنطقة صاحب السمو الملكي فهد بن سلطان يحفظه الله، واصفاً إياه بأنه موسوعة علمية وأدبية وثقافية ورياضية واجتماعية وأنه يأسر بحديثه الشيق والممتع كل من يجالسه، أو يخالطه من فيض علمه الغزير، وسعة اطلاعه بل ويبهرهم بما يجري ويحدث بالمنطقة أول بأول، مُثمناً لسموه دعمه المادي والمعنوي المستمر للنادي الأدبي والذي كان له الفضل الكبير في افتتاحه، وما أحاطه به من مشاعر طيبة ونبيلة، كلما مر بمتاعب صحية، ولعلنا لا يجانب الصواب حينما نطلق على أستاذنا الوقور( محمد عمر عرفه ) بالشخصية الكاريزمية، والذي لا نعتقد بأن أحداً ممن لازمه أو أستمع لأحاديثه وحكمه ونصائحه وتوجيهاته السديدة يُخالنا رأينا فيه، لما تحلى به من تواضع جُم وكرم الضيافة والحزم في اتخاذ القرارات الصائب والصرامة في المواقف التي تحتاج لذلك، عدا كونه مصدر إلهام لتنوير العقول والمؤثر في خطاباته التي يرتجلها أحياناً بالإضافة لدوره الفاعل والمقنع في إصلاح ذات البين، وقيامه بالمهمات الصعبة متى دُعيا إليها، وهو ما جعله محبوباً لدى كثير من الناس أينما قابلهم في معاقل العلم والمعرفة والصالونات الأدبية وأماكن العمل والمناسبات الخاصة والعامة وسيظل كذلك، مُتربعاً في قلوب هؤلاء الناس وباقياً في ذاكرة التاريخ، وفارساً يمتطي جواد لطائفه وفكاهاته وقصصه ورواياته الممتعة والجاذبة من عبق الماضي التليد والتاريخ المجيد جيل الحاضر والمستقبل.
أما على مستوى الأسرة فهو يُمثل الأبن الأكبر على أخوته، وله تقديره الخاص لما بينهم من مودة صادقة وتعاون خلاق، وجميعهم عملوا في مناصب حكومية متقدمة بعدما تخرجوا من جامعات سعودية مرموقة، له عدد من الأبناء والبنات حرص على تربيتهم وتعليمهم للحصول على أعلى الشهادات العلمية، وكان يعاملهم كأصدقاء، بعضهم لا يزال يعمل في مختلف القطاعات الصحية والزراعية والعسكرية والهندسية والتعليمية، بكل أمانة وهمة وإخلاص وصبر ومثابرة وتضحية مقتدين بوالدهم الذي بذل كل ما في وسعه لخدمة دينه ومليكه ووطنه، ولأجل النيل من مثوبة الله القائل في مُحكم كتابه العزيز﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ﴾ وتجسيداً لمقولة الإمام الشافعي يرحمه الله ( وأفضل الناس ما بين الورى رجلٌ* تُقضى على يده للناس حاجات ) فقد كان يسعى دوماً لعمل الخير، والقيام بمساعدة كل من يطرق بابه، فعلى سبيل المثال، قام ذات مرة بكتابة معروض لأحد المقيمين ممن زاره بمنزله، لتقديمه لإدارة منطقته بعد أن تعذر إنجاز معاملته من قبل جهة الاختصاص، وبينما هو يقرأه عليه، وهو لا يعلم بأنه مُعلم لغة عربية ويحمل شهادة الدكتوراه وإذ به يجده يبكي، فسأله، ما يبكيك ؟ فرد عليه بنظرة الإجلال، وكيف لا أبكي !! وأنا أستمع لكلامك البليغ والمؤثر، ليجيبه أبا عمر، ومن وحي النبوة المحمدية ( إن لمن البيان لسحرا ) أما نحن مُدونو هذه السيرة المباركة، فلن ننسى محبته وتقديره، وثقة المتناهية بنا، فعندما عملنا تحت رئاسته بنادي الصقور عام 1404هـ كعضو ثقافي إلى جانب عملنا التربوي والتعليمي بالمنطقة منحنا كامل الصلاحية للقيام بمهام هذا النشاط والإشراف عليه، وقد كان يُردد علينا كلما راجعناه مقولته الواثقة والمحفزة، اعتبر نفسك رئيساً لهذا النادي، مما كان له أبلغ الأثر الطيب في نفسنا، وهو ما دفعنا بالتالي ومنذ الوهلة الأولى لتسلمنا هذا العمل مخاطبة العديد من الجهات المعنية، لأجل توفير كتب متخصصة ومفيدة لمنسوبي هذا النادي والتي وصلت، إلينا بكميات كبيرة، ناهيكم عن كل ما يتعلق بالمسابقات الأدبية والثقافية وحفظ القرآن الكريم التي تُقام سنوياً على مستوى المنطقة، وعندما شغل رئيساً لنادي تبوك الأدبي، قام في أحد الأمسيات الجميل.
وعندما شغل رئيساً لنادي تبوك الأدبي، قام في أحد الأمسيات الجميلة، والتي حضرها جمع غفير من الأدباء والمثقفين بمناولتنا هاتف مكتبه بمقر النادي القديم، للحديث نيابة عنه وهو قادر على ذلك بعدما فرغ من الترحيب بمُقدم برنامج أخبار الأندية الأدبية في أسبوع بإذاعة جدة والذي اتصل به بهذا الخصوص، فضلاً عن تسهيله لكافة مهامنا الصحيفة كأحد المتعاونين بصحيفة الرياض أنذلك من خلال مكتبها في تبوك لتغطية نشاطات هذا النادي المتجددة، متمنين في الختام بأن نكون قد وفقنا في إبراز شخصية أستاذنا الكبير محمد عمر عرفة، كأحد رموز هذا الوطن الشامخ، الذي يُحتذى به في مناحي الخير والعطاء ورقة الطبع، سائلين الله له الرحمة والمغفرة وأن يُسكنه فسيح جناته النعيم المقيم.