غياب المشاعر …
بقلم الكاتبة : شفاء الوهاس _جدة
في ركن إحدى الغرف ، داخل منزل هادئ وعلى مائدة رمضانية مستطيلة الشكل، و مليئة بأصناف الأطعمة والمشروبات…وحول الأطباق يوجد شموع مضاءة وحول المائدة ستة كراسي فارغة ، أمام كل كرسي طبق فارغ وملعقة وكوب فارغ أيضا.
المكان معد وجاهز للجلوس بترتيب أنيق،
أعدت تلك المائدة مدبرة منزل فلبينية رشيقة ونظيفة ومرتبة …
لكن لا أحد على هذا المائدة إلا امرأة مسنة ، تجلس على الكرسي الذي على رأس المائدة ، جلست قبل آذان المغرب بدقائق و تدعي إلى أن تسمع آذان المغرب ثم تمد يدها وتتناول حبة من التمر ، وتشرب كوبا من الماء ، وتجول بنظرها حول المائدة ، فتخنقها العبرة وتتساقط دموعها ،
ثم تسأل نفسها وهي تكفكف دموعها. لماذا أنا وحيدة وعندي أبناء ؟
ثم خطرت لها فكرة أن ترسل لهم رسالة وتطلب منهم مشاركتها ما تبقى من حياتها وليس فقط فطور رمضان وقامت للصلاة ثم عادت وبدأت توجه رسالة عتب لأبنائها، الذين يعيشون معها ولكن لكل منهم حياته وهواياته ، ولا يلتفت لمثل هذه الأمور ، فهو إما نائما أو خارج المنزل ومتى ما عاد أو استيقظ تناول وجبته ،،
وأمسكت جوالها ثم سجلت لهم رسالة صوتية ؛ لتعبر عن مدى ألمها وهي تظل أغلب أوقاتها وحيدة ولا يشعر بها أحد منهم ….،
قالت : إلى ابنائي الأعزاء
أنا افتقدكم وأنتم بجانبي أجساد بلا مشاعر
افتقد حديثكم معي وضحكاتكم التي كانت تملأ قلبي سعادة وفرح، افتقد نقاشاتكم وتعالي أصواتكم،
افتقد وجودكم وأنتم موجودين، ولكن غير متواجدين.. تذكروا أن الحياة قصيرة ولا تستحق أن تهدروا أوقاتكم مع من لا يهتم لغيابكم ، وإذا وقعتم لن يقيموا عثراتكم.
كيف أعيش وحيدة رغم إنني أم وعندي أبناء ؟!
قضيت عمري كله أكافح من اجل أن أصبح أما تفتخرون بها.
وإذ بي أصبح أما ليس لها قيمة عند أبناءها ، رغم أن الناس تقدرها وتحترمها ، وابنائها وهم أهم من جميع الناس يبتعدون عنها ولا يشعرون بها ولا يشعرونها بهم.
ربما تمر هذه الحياة سريعة فتأتون ولا تجدونني وأكون قد أصبحت في عالم الآخرة. وتندمون ولكن ندمكم وقتها لاينفعني ولاينفعكم.
لذلك أذكركم الأن بوجودي بينكم إذا كان هذا الوجود مهم لكم ، فعبروا عنه بالجلوس معي وبمشاركتي همومكم وأفراحكم وآلامكم
وتحملوني إذا غضبت.. لأن غضبكم وامتعاضكم ، وعدم التحمل يكسر قلبي ويرهق روحي ويقصر عمري ..وتفريطكم في الاهتمام بي وعدم مشاركتي في إفطار رمضان يؤلمني ….
فلكل شيء نهاية. وإذا انتهت حياتي ولازلتم على ما أنتم عليه من تجاهل وجودي وتفريطكم في واجبكم نحوي، فلن أكون راضية عنكم في حياتي ولا بعد مماتي ،
فلا جدوى من قبلة اعتذار على جبين ميت.
في ركن إحدى الغرف ، داخل منزل هادئ وعلى مائدة رمضانية مستطيلة الشكل، و مليئة بأصناف الأطعمة والمشروبات…وحول الأطباق يوجد شموع مضاءة وحول المائدة ستة كراسي فارغة ، أمام كل كرسي طبق فارغ وملعقة وكوب فارغ أيضا.
المكان معد وجاهز للجلوس بترتيب أنيق،
أعدت تلك المائدة مدبرة منزل فلبينية رشيقة ونظيفة ومرتبة …
لكن لا أحد على هذا المائدة إلا امرأة مسنة ، تجلس على الكرسي الذي على رأس المائدة ، جلست قبل آذان المغرب بدقائق و تدعي إلى أن تسمع آذان المغرب ثم تمد يدها وتتناول حبة من التمر ، وتشرب كوبا من الماء ، وتجول بنظرها حول المائدة ، فتخنقها العبرة وتتساقط دموعها ،
ثم تسأل نفسها وهي تكفكف دموعها. لماذا أنا وحيدة وعندي أبناء ؟
ثم خطرت لها فكرة أن ترسل لهم رسالة وتطلب منهم مشاركتها ما تبقى من حياتها وليس فقط فطور رمضان وقامت للصلاة ثم عادت وبدأت توجه رسالة عتب لأبنائها، الذين يعيشون معها ولكن لكل منهم حياته وهواياته ، ولا يلتفت لمثل هذه الأمور ، فهو إما نائما أو خارج المنزل ومتى ما عاد أو استيقظ تناول وجبته ،،
وأمسكت جوالها ثم سجلت لهم رسالة صوتية ؛ لتعبر عن مدى ألمها وهي تظل أغلب أوقاتها وحيدة ولا يشعر بها أحد منهم ….،
قالت : إلى ابنائي الأعزاء
أنا افتقدكم وأنتم بجانبي أجساد بلا مشاعر
افتقد حديثكم معي وضحكاتكم التي كانت تملأ قلبي سعادة وفرح، افتقد نقاشاتكم وتعالي أصواتكم،
افتقد وجودكم وأنتم موجودين، ولكن غير متواجدين.. تذكروا أن الحياة قصيرة ولا تستحق أن تهدروا أوقاتكم مع من لا يهتم لغيابكم ، وإذا وقعتم لن يقيموا عثراتكم.
كيف أعيش وحيدة رغم إنني أم وعندي أبناء ؟!
قضيت عمري كله أكافح من اجل أن أصبح أما تفتخرون بها.
وإذ بي أصبح أما ليس لها قيمة عند أبناءها ، رغم أن الناس تقدرها وتحترمها ، وابنائها وهم أهم من جميع الناس يبتعدون عنها ولا يشعرون بها ولا يشعرونها بهم.
ربما تمر هذه الحياة سريعة فتأتون ولا تجدونني وأكون قد أصبحت في عالم الآخرة. وتندمون ولكن ندمكم وقتها لاينفعني ولاينفعكم.
لذلك أذكركم الأن بوجودي بينكم إذا كان هذا الوجود مهم لكم ، فعبروا عنه بالجلوس معي وبمشاركتي همومكم وأفراحكم وآلامكم
وتحملوني إذا غضبت.. لأن غضبكم وامتعاضكم ، وعدم التحمل يكسر قلبي ويرهق روحي ويقصر عمري ..وتفريطكم في الاهتمام بي وعدم مشاركتي في إفطار رمضان يؤلمني ….
فلكل شيء نهاية. وإذا انتهت حياتي ولازلتم على ما أنتم عليه من تجاهل وجودي وتفريطكم في واجبكم نحوي، فلن أكون راضية عنكم في حياتي ولا بعد مماتي ،
فلا جدوى من قبلة اعتذار على جبين ميت.