خطيب الحرم المكي: رمضان والقرآن قرينان متلازمان ويشتركان في تحقيق معالم التقوى
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، فضيلة الشيخ الدكتور ياسر بن راشد الدوسري المسلمين بتقوى الله وتزكية الأعمال والأقوال بالتقوى والإخلاص، وأن يبادروا بالتوبة.
وقال في خطبة الجمعة، التي ألقاها بالمسجد الحرام: ما زالت رحى الزمان تدار، متقلبة بين ليل ونهار، وعشي وإبكار، تتعاقب جراءها الدهور والأعصار، عبرة لمن تفكر، وتذكرة لمن تدبر، (وهو ٱلذي جعل ٱليۡل وٱلنهار خلۡفةٗ لمنۡ أراد أن يذكر أوۡ أراد شكورٗا)، ففي كل عام يحط رحاله ضيف كريم، ويلقي بظلاله موسم عظيم، وهو رمضان بخيره العميم، منة وفضلا من الرحمن الرحيم، وكم تشرئب الأعناق في كل سنة لإهلاله، وتتوق النفوس لأفضاله، وتشتاق أفئدة الصالحين لنفحاته، فينصبون أبدانهم لله ابتغاء مرضاته، فرمضان شهر القرآن، وشهر الإحسان، وشهر الرضوان، تفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، ويصفد فيه كل شيطان، إنه شهر الرحمة والغفران، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه» متفق عليه، فهذه أيام يجب أن تصان؛ لأنها كالتاج على رأس الزمان.
وأضاف: ها قد شارف الثلث الأول من شهركم على انقضائه، والحصيف العاقل من شد العزم في إدراكه، فقد بقي الثلثان، لمن أراد المنافسة في الجنان، والترقي في مدارج الرضوان، والفوز بمغفرة الرحمن، والعتق من النيران، فاغتنموا ما تبقى من شهركم بأفعال الخير، وأفردوها عن الخطايا لتكون وحدها لا غير، وبادروا بالأعمال الصالحة وتسابقوا في السير، فيا لهناء من استغل أيامه ولياليه بالأعمال الصالحة، فجد وشد، وبالصيام والقيام جسده اشتد، وبالصدقات يده تمتد، فنال الخير والسعد، ويالسعادة من عرف فضل زمانه، ومحا بدموعه وخضوعه صحائف عصيانه، وعظم خوفه ورجاؤه، فأقبل طائعًا تائبًا يرجو عتق رقبته وفك رهانه.
وأشار إمام خطيب المسجد الحرام إلى أنه من أعظم خصائص رمضان من بين سائر الشهور، وأجلى شاماته على جبين الزمان على مر الدهور: هو ذلك الحدث العظيم، الذي به شرف الله هذا الشهر الكريم، ألا وهو نزول الذكر الحكيم: (شهۡر رمضان ٱلذي أنزل فيه ٱلۡقرۡءان هدٗى للناس وبينتٖ من ٱلۡهدى وٱلۡفرۡقانۚ)، وقد جاء البيان القرآني بأنه أنزل ليلا، فقال تعالى: (إنا أنزلۡنه في ليۡلةٖ مبركةۚ)، ثم زاد الله البيان فعين تلك الليلة فقال: (إنا أنزلۡنه في ليۡلة ٱلۡقدۡر )، فكان هذا التنزيل غاية في البيان، وبراعة في التبيان، ثم أبهم الله عين تلك الليلة ليجتهد أهل الحجا والأفهام، في تحصيل فضلها بتوفيق من ذي الفضل والإنعام ،هيبة وجلال، منة عظيمة وجمال، حبل من السماء قد مد، ونور عم الأرض ليهدي الناس وعن الضلال يصد، إنها آية من آيات الربوبية، وهداية وبينات للبشرية، تشرف بها شهركم الكريم ليكون ظرفًا لنزولها، ومحطًا لاستقبالها، مناسبة عظيم أمرها، عزيز قدرها، أرشدنا الله إليها لنعي ونفهم، ونتعرض لآثارها ونغنم، فتفكروا يا عباد الله في دلائلها، وأيقظوا القلوب لفهم مقاصدها؛ لأن القلوب إذا وعت الحكم والغايات أحسنت وسارعت وسابقت، ومتى ما غابت عنها قصرت وتقاعست وتخاذلت.
وتابع "الدوسري" أن الله تعالى عندما خص هذا الشهر بإنزال القرآن الكريم، فقد خصه أيضًا بنوع عظيم من أنواع العبودية وهو الصيام، لتتهيأ القلوب لقراءته، ففي الصيام حسن تلق لآياته، وتيسير لتلاوته وتدبر بيناته، وتضييق لمجاري الشيطان، وتهيئة لاستقبال كلام الرحمن، فرمضان والقرآن قرينان متلازمان لا ينفكان، فإذا ذكر رمضان ذكر القرآن، فهما يشتركان في تحقيق معالم التقوى من أجل مقاصد الصيام وأعظم غاياته، ففي الصوم تطهير للنفس من علائق الدنيا، وتزكية لها مما يشوبها، فإذا طابت القلوب وزكت، وإلى مدارج التقوى ارتقت، انتفعت بكلام ربها وسمت، وإن ميزان الهدى والفلاح، والتقى والصلاح، هو ما كان عليه نبيكم عليه الصلاة والسلام، فقد كانت يداه تسابق في الجود الرياح؛ ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة»، وهذا مما يدل على عظم هذه المناسبة بين رمضان والقرآن، أن جعل الله رمضان موسما لمدراسة كلامه بين سيد البشر وسيد الملائكة عليهما السلام، فقد دل الحديث على استحباب دراسة القرآن في رمضان والاجتماع على ذلك.
وذكر أن سلف هذه الأمة عرفوا عظمة هذه المناسبة وأدركوها أيما إدراك، فكانوا إذا دخل رمضان يعكفون وينكبون على القرآن، يتدارسونه ويتلونه آناء الليل وأطراف النهار، خاشعة قلوبهم، مقشعرة جلودهم، يزدادون إيمانا مع إيمانهم، وكان لهم مجاهدات في كثرة الختمات، رواها الأئمة الثقات الأثبات رحمهم الله.
ودعا المسلمين إلى العيش مع القرآن كما عاشوا في رمضان، وفي سائر الأزمان، والاجتهاد في ذلك كل قدر الطاقة، فاعمروا به المساكن والدور، واملؤوا به القلوب والصدور، وعلموه أبناءكم وأهليكم لتضيء حياتكم وحياتهم بالنور، وتظفروا بالتوفيق والهدى والحبور، والنجاح والفلاح يوم البعث والنشور.
وأضاف خطيب الحرم المكي: هذا القرآن لا يخفى أمره على من يريد الهدى، ويلتمس طريق النجاة بالتقى، إذ لا هدى إلا منه، ولا نجاة إلا بالتعلق به، وإنه لواضح المنهج لا غموض فيه ولا إبهام، حيث يشتمل على البيان الكامل والتوضيح الشامل لمعالم الشريعة التي يحتاجها الناس في دنياهم وأخراهم، في سلسلة من التوجيهات الربانية العميقة، ومنظومة من الأحكام الجامعة الدقيقة، كما يتضمن صادق الأخبار والغيبيات، وبليغ الأمثال والعظات، وأحسن القصص والمثلات،ولا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر، فمن أراد زيادة الإيمان والانتفاع بالقرآن: فليجمع قلبه عند تلاوته، وليلق سمعه، وليحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه، فإذا حصل المؤثر وهو القرآن، والمحل القابل وهو القلب الحي، ووجد الشرط وهو الإصغاء، وانتفى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب وانصرافه عنه إلى غيره، حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكر، فمن تدبر كلام الله: عرف الرب، وعرف عظيم سلطانه وقدرته، وعرف عظيم تفضله على المؤمنين، وعرف ما عليه من فرض عبادته، فألزم نفسه بما ألزمه مولاه، وحذر مما حذره منه، ورغب فيما رغبه فيه.
وبين "الدوسري" أن رمضان يجتمع الصيام والقرآن، فيجتمع على العبد جهادان: جهاد بالنهار على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فيفوز المؤمن يوم القيامة بشفاعتين: شفاعة القرآن له على قيامه، وشفاعة الصيام له على صيامه، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، قال: (فيشفعان).
وقال في خطبة الجمعة، التي ألقاها بالمسجد الحرام: ما زالت رحى الزمان تدار، متقلبة بين ليل ونهار، وعشي وإبكار، تتعاقب جراءها الدهور والأعصار، عبرة لمن تفكر، وتذكرة لمن تدبر، (وهو ٱلذي جعل ٱليۡل وٱلنهار خلۡفةٗ لمنۡ أراد أن يذكر أوۡ أراد شكورٗا)، ففي كل عام يحط رحاله ضيف كريم، ويلقي بظلاله موسم عظيم، وهو رمضان بخيره العميم، منة وفضلا من الرحمن الرحيم، وكم تشرئب الأعناق في كل سنة لإهلاله، وتتوق النفوس لأفضاله، وتشتاق أفئدة الصالحين لنفحاته، فينصبون أبدانهم لله ابتغاء مرضاته، فرمضان شهر القرآن، وشهر الإحسان، وشهر الرضوان، تفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، ويصفد فيه كل شيطان، إنه شهر الرحمة والغفران، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه» متفق عليه، فهذه أيام يجب أن تصان؛ لأنها كالتاج على رأس الزمان.
وأضاف: ها قد شارف الثلث الأول من شهركم على انقضائه، والحصيف العاقل من شد العزم في إدراكه، فقد بقي الثلثان، لمن أراد المنافسة في الجنان، والترقي في مدارج الرضوان، والفوز بمغفرة الرحمن، والعتق من النيران، فاغتنموا ما تبقى من شهركم بأفعال الخير، وأفردوها عن الخطايا لتكون وحدها لا غير، وبادروا بالأعمال الصالحة وتسابقوا في السير، فيا لهناء من استغل أيامه ولياليه بالأعمال الصالحة، فجد وشد، وبالصيام والقيام جسده اشتد، وبالصدقات يده تمتد، فنال الخير والسعد، ويالسعادة من عرف فضل زمانه، ومحا بدموعه وخضوعه صحائف عصيانه، وعظم خوفه ورجاؤه، فأقبل طائعًا تائبًا يرجو عتق رقبته وفك رهانه.
وأشار إمام خطيب المسجد الحرام إلى أنه من أعظم خصائص رمضان من بين سائر الشهور، وأجلى شاماته على جبين الزمان على مر الدهور: هو ذلك الحدث العظيم، الذي به شرف الله هذا الشهر الكريم، ألا وهو نزول الذكر الحكيم: (شهۡر رمضان ٱلذي أنزل فيه ٱلۡقرۡءان هدٗى للناس وبينتٖ من ٱلۡهدى وٱلۡفرۡقانۚ)، وقد جاء البيان القرآني بأنه أنزل ليلا، فقال تعالى: (إنا أنزلۡنه في ليۡلةٖ مبركةۚ)، ثم زاد الله البيان فعين تلك الليلة فقال: (إنا أنزلۡنه في ليۡلة ٱلۡقدۡر )، فكان هذا التنزيل غاية في البيان، وبراعة في التبيان، ثم أبهم الله عين تلك الليلة ليجتهد أهل الحجا والأفهام، في تحصيل فضلها بتوفيق من ذي الفضل والإنعام ،هيبة وجلال، منة عظيمة وجمال، حبل من السماء قد مد، ونور عم الأرض ليهدي الناس وعن الضلال يصد، إنها آية من آيات الربوبية، وهداية وبينات للبشرية، تشرف بها شهركم الكريم ليكون ظرفًا لنزولها، ومحطًا لاستقبالها، مناسبة عظيم أمرها، عزيز قدرها، أرشدنا الله إليها لنعي ونفهم، ونتعرض لآثارها ونغنم، فتفكروا يا عباد الله في دلائلها، وأيقظوا القلوب لفهم مقاصدها؛ لأن القلوب إذا وعت الحكم والغايات أحسنت وسارعت وسابقت، ومتى ما غابت عنها قصرت وتقاعست وتخاذلت.
وتابع "الدوسري" أن الله تعالى عندما خص هذا الشهر بإنزال القرآن الكريم، فقد خصه أيضًا بنوع عظيم من أنواع العبودية وهو الصيام، لتتهيأ القلوب لقراءته، ففي الصيام حسن تلق لآياته، وتيسير لتلاوته وتدبر بيناته، وتضييق لمجاري الشيطان، وتهيئة لاستقبال كلام الرحمن، فرمضان والقرآن قرينان متلازمان لا ينفكان، فإذا ذكر رمضان ذكر القرآن، فهما يشتركان في تحقيق معالم التقوى من أجل مقاصد الصيام وأعظم غاياته، ففي الصوم تطهير للنفس من علائق الدنيا، وتزكية لها مما يشوبها، فإذا طابت القلوب وزكت، وإلى مدارج التقوى ارتقت، انتفعت بكلام ربها وسمت، وإن ميزان الهدى والفلاح، والتقى والصلاح، هو ما كان عليه نبيكم عليه الصلاة والسلام، فقد كانت يداه تسابق في الجود الرياح؛ ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة»، وهذا مما يدل على عظم هذه المناسبة بين رمضان والقرآن، أن جعل الله رمضان موسما لمدراسة كلامه بين سيد البشر وسيد الملائكة عليهما السلام، فقد دل الحديث على استحباب دراسة القرآن في رمضان والاجتماع على ذلك.
وذكر أن سلف هذه الأمة عرفوا عظمة هذه المناسبة وأدركوها أيما إدراك، فكانوا إذا دخل رمضان يعكفون وينكبون على القرآن، يتدارسونه ويتلونه آناء الليل وأطراف النهار، خاشعة قلوبهم، مقشعرة جلودهم، يزدادون إيمانا مع إيمانهم، وكان لهم مجاهدات في كثرة الختمات، رواها الأئمة الثقات الأثبات رحمهم الله.
ودعا المسلمين إلى العيش مع القرآن كما عاشوا في رمضان، وفي سائر الأزمان، والاجتهاد في ذلك كل قدر الطاقة، فاعمروا به المساكن والدور، واملؤوا به القلوب والصدور، وعلموه أبناءكم وأهليكم لتضيء حياتكم وحياتهم بالنور، وتظفروا بالتوفيق والهدى والحبور، والنجاح والفلاح يوم البعث والنشور.
وأضاف خطيب الحرم المكي: هذا القرآن لا يخفى أمره على من يريد الهدى، ويلتمس طريق النجاة بالتقى، إذ لا هدى إلا منه، ولا نجاة إلا بالتعلق به، وإنه لواضح المنهج لا غموض فيه ولا إبهام، حيث يشتمل على البيان الكامل والتوضيح الشامل لمعالم الشريعة التي يحتاجها الناس في دنياهم وأخراهم، في سلسلة من التوجيهات الربانية العميقة، ومنظومة من الأحكام الجامعة الدقيقة، كما يتضمن صادق الأخبار والغيبيات، وبليغ الأمثال والعظات، وأحسن القصص والمثلات،ولا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر، فمن أراد زيادة الإيمان والانتفاع بالقرآن: فليجمع قلبه عند تلاوته، وليلق سمعه، وليحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه، فإذا حصل المؤثر وهو القرآن، والمحل القابل وهو القلب الحي، ووجد الشرط وهو الإصغاء، وانتفى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب وانصرافه عنه إلى غيره، حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكر، فمن تدبر كلام الله: عرف الرب، وعرف عظيم سلطانه وقدرته، وعرف عظيم تفضله على المؤمنين، وعرف ما عليه من فرض عبادته، فألزم نفسه بما ألزمه مولاه، وحذر مما حذره منه، ورغب فيما رغبه فيه.
وبين "الدوسري" أن رمضان يجتمع الصيام والقرآن، فيجتمع على العبد جهادان: جهاد بالنهار على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فيفوز المؤمن يوم القيامة بشفاعتين: شفاعة القرآن له على قيامه، وشفاعة الصيام له على صيامه، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، قال: (فيشفعان).