×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

قطار العُمر

قطار العُمر
 
الكاتب : هزاع حافظ
يمر قطار العمر سريعاً..
يأخذ معه مشاعرنا وأحلام صبانا وشبابنا وحياتنا كي تكون وقوداً يسيره..
وفي كل محطة يمر عليها،
نفقد على رصيفها جزءاً من أنفسنا
لا يمكننا أبدا أن نستعيده فيما بعد!
ولا يمكن أن نلتقي به مرة أخرى
إلا كطيف من الماضي
يمُر أمام أعيننا كحزمة من الضوء..
نراها ولا نستطيع أن نلمسها..
وفي كل مرة،
يقف الواحد منا وقفة طويلة مع نفسه
يتساءل في حيرة:
"من أنا؟
وإلى أين أنا ذاهب؟
وماذا حققت وأنجزت؟
وهل يمكنني إدراك ما فاتني؟
وكيف سأعيش ما تبقّى لي من عمر؟"...
والقطار ينطلق ويمضي في طريقه فتمزقنا الحياة بأعبائها وشجونها ومشاغلها ودوائرها التي تسير في شكل حلزوني لا نهاية له...
دون أن تعطينا فرصة نلتقط فيها الأنفاس
ونجيب عن تلك الأسئلة...
ويمر بنا الزمن متعجلاً مهرولاً
دون أن نشعر به..
حتى أنه يسرقنا من أنفسنا
ويسرق أنفسنا منا..
ويتغير الحال..
وتتبدل الأشياء...
حتى إذا أفقنا برهة من سكرة الحياة
ونظرنا إلى المرآة،
رأينا الشعر الأبيض
وقد بدأ يغزو رؤوسنا رغم صغر سنين عمرنا
ونحن مستسلمون لغزو الأيام وعجله الحياه
هذا الذي لا مجال لمقاومته .٠
التعليقات 0
التعليقات 0
المزيد