×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

الهدية

الهدية
 
الكاتب هزاع حافظ

عاقب أب ابنته التي تتجاوز من العمر 5 سنوات لإتلافها أوراق تغليف الهدايا، وغضب حين رأى طفلته تحاول أن تزين علبه بين يديها .

وفي الصباح أحضرت الطفلة تلك العلبة الصغيرة لأبيها و هي تقول هذه هديتك يا أبي تلعثم عجز عن النطق توقفت ردة الفعل لديه ومع الحاح البنت أخذ الهديه و قد أصابه الخجل .

لكنه عاد واستشاط غضباً عندما فتح العلبة و اكتشف أن العلبة فارغه ! ثم صرخ ألا تعلمين أنه حينما تهدين شخصاً هدية يفترض أن يكون بداخلها شيء ما ؟

ثم ما كان منه إلا أن رمى بالعلبة في سلة المهملات قالت البنت الصغيرة و عيناها تدمعان يا أبي إنها ليست فارغه لقد وضعت الكثير من القبلات داخل العلبة و كلها لك يا أبي تحطم قلب الأب لدى سماع ذلك فشكر البنت كثيرا و عاد و أخذ العلبة .

و بدأ الأب يتظاهر بأخذ بعض القبلات من العلبة و ابنته تضحك و تصفق و هي في قمه الفرح وأصبح كل يوم يلعب معها و يقضيان وقتاً طيبا .

كبرت البنت و تزوجت و سافرت بعيداً عن أبيها و أصبح يشتاق لها كثيراً و كلما زاد شوقه لها أو تضايق من شيء أخرج علبة القبلات التي لا يزال يحتفظ بها و أخذ منها رائحة ابنته الحنونه فتكون كالبلسم على قلبه .

إن أحلى الهدايا لديكم هي وجود أحبتكم حولكم فاستمتعوا بوجودهم معكم و تعاملوا معهم بأحسن الأخلاق و إياكم أن تفسدوا أيامكم بالتخاصم أو التباغض لأنه سيأتي يوم ويرحلوا عنكم أو ترحلوا عنهم حينها ستندموا على أيام مضت و لن تعود أبداً .
التعليقات 0
التعليقات 0
المزيد