أشعر من بالشام ومن بالعراق
عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون
تاريخ الأدب العربي يزخر بأسماء شعراء بقي الزمان يردد أشعارهم ومكانتهم التي حفظها الرواة وتناقلتها الأجيال، فكانوا حقيقين بها لتميز أساليبهم، وتتالي إبداعاتهم، وحضور بديهتهم وقوة ذاكرتهم.
وأبو العلاء المعري: هو أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري الضرير الفيلسوف المؤلف، نشأ بالمعرة، ودرس على أبيه وأهله صبياً، ثم على علماء حلب وأعالي الشام حتى صار علماً في الاشتهار، ثم ذهب إلى بغداد ولاقى علماءها ورؤساءها، ومكث فيها فلم يطب له العيش، فرجع إلى منزله ولم يخرج منه، وعمّر حتى مات سنة 449هـ
تروي كتب الأدب أنه دخل أبو نصر المنذري على أبي العلاء المعري في جماعة أهل الأدب، فأنشد كل واحد من شعره ما تيسر، وأنشده أبو نصر:
وقانا لفحة الرمضاء واد...
سقاه مضاعف الغيث العميم
نزلنا دوحة فحنا علينا...
حنو الوالدات على الفطيم
وأرشفنا على ظمأ زلالا...
ألذ من المدامة للنديم
يصد الشمس أنى واجهتنا...
فيحجبها ويأذن للنسيم
يروع حصاه حالية العذارى...
فتلمس جانب العقد النظيم
فقال أبو العلاء: أنت أشعر من بالشام.
ثم رحل أبو العلاء إلى بغداد، فدخل المنذري عليه في جماعة من أهل الأدب ببغداد، وأبو العلاء لا يعرف منهم أحداً، فأنشد كل واحد منهم ما حضره من شعره، حتى جاءت نوبة المنذري فأنشده:
لقد عرض الحمام لنا بسجع...
إذا أصغى له ركب تلاحى
شجى قلب الخلي فقيل غنّى...
وبرّح بالشجي فقيل ناحا
وكم للشوق في أحشاء صب...
إذا اندملت أجدَّ لها جراحا
ضعيف الصبر عنك وإن تقاوى...
وسكران الفؤاد وإن تصاحى
بذاك بنو الهوى سكرى صحاة ...
كأحداق المها مرضى صحاحا
فقال أبو العلاء: ومن بالعراق، عطفا على قوله: من بالشام.
تاريخ الأدب العربي يزخر بأسماء شعراء بقي الزمان يردد أشعارهم ومكانتهم التي حفظها الرواة وتناقلتها الأجيال، فكانوا حقيقين بها لتميز أساليبهم، وتتالي إبداعاتهم، وحضور بديهتهم وقوة ذاكرتهم.
وأبو العلاء المعري: هو أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري الضرير الفيلسوف المؤلف، نشأ بالمعرة، ودرس على أبيه وأهله صبياً، ثم على علماء حلب وأعالي الشام حتى صار علماً في الاشتهار، ثم ذهب إلى بغداد ولاقى علماءها ورؤساءها، ومكث فيها فلم يطب له العيش، فرجع إلى منزله ولم يخرج منه، وعمّر حتى مات سنة 449هـ
تروي كتب الأدب أنه دخل أبو نصر المنذري على أبي العلاء المعري في جماعة أهل الأدب، فأنشد كل واحد من شعره ما تيسر، وأنشده أبو نصر:
وقانا لفحة الرمضاء واد...
سقاه مضاعف الغيث العميم
نزلنا دوحة فحنا علينا...
حنو الوالدات على الفطيم
وأرشفنا على ظمأ زلالا...
ألذ من المدامة للنديم
يصد الشمس أنى واجهتنا...
فيحجبها ويأذن للنسيم
يروع حصاه حالية العذارى...
فتلمس جانب العقد النظيم
فقال أبو العلاء: أنت أشعر من بالشام.
ثم رحل أبو العلاء إلى بغداد، فدخل المنذري عليه في جماعة من أهل الأدب ببغداد، وأبو العلاء لا يعرف منهم أحداً، فأنشد كل واحد منهم ما حضره من شعره، حتى جاءت نوبة المنذري فأنشده:
لقد عرض الحمام لنا بسجع...
إذا أصغى له ركب تلاحى
شجى قلب الخلي فقيل غنّى...
وبرّح بالشجي فقيل ناحا
وكم للشوق في أحشاء صب...
إذا اندملت أجدَّ لها جراحا
ضعيف الصبر عنك وإن تقاوى...
وسكران الفؤاد وإن تصاحى
بذاك بنو الهوى سكرى صحاة ...
كأحداق المها مرضى صحاحا
فقال أبو العلاء: ومن بالعراق، عطفا على قوله: من بالشام.