×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

مثقفون: موضوع "قراءة النص 19" يواكب توجهات الوزارة ويتسق مع رؤية 2030

مثقفون: موضوع "قراءة النص 19" يواكب توجهات الوزارة ويتسق مع رؤية 2030
 


أثنى عدد من المثقفين والأدباء على ملتقى قراة النص، الذي دأب النادي الأدبي الثقافي بجدة على تنظيمه بشكل دوري كل عام، مرتئين أن "أدبي جدة" قد أحسن اختيار موضوع هذا العام "الحراك الأدبي والنقدي للصالونات الثقافية في المملكة"، كونه يواكب توجهات وزارة الثقافة من جهة، ويتسق مع رؤية المملكة 2030 من جهة أخرى، كما امتدحوا اختيار الأديب الراحل عبدالمقصود خوجة – رحمه الله -، شخصية هذا العام للتكريم، بما يؤكد نهج الوفاء الذي عرف به النادي في مسيرته..
جملة هذه الآراء وغيرها في سياق هذا الاستطلاع حول ملتقى "قراءة النص 19"..

استهلالاً يرى الدكتور عبدالله الحيدري أن المجالس أو الصالونات الثقافية هي روافد مهمة للمؤسسات الثقافية الرسمية التي تنهض بها الدول، وأنها ولدت نتيجة التعطش لحراك ثقافي آخر يتسم بالعفوية ولا يرتبط بأيام العمل الرسمية ولا ساعات العمل المحددة، وإنما هي تستجيب لرغبات الناس ووقت فراغهم، كما أنها تمنح من لم يجد فرصة في الظهور في المنابر الرسمية أن يسمع الأدباء أو النقاد صوته بنص شعري أو نثري وقد يسمع بعض النقد الذي يفيده في مسيرته.
ويتابع الحيدري حديثه بإضاءة حول تاريخ الصالونات، قائلاً: لقد انتقلت ظاهرة الصالونات الأدبي،ة أو الثقافية من العالم العربي إلى المملكة العربية السعودية، ويمكن التأريخ لأقدم مجلس أو ندوة لها أثرها وأهميتها في انتشار هذه الظاهرة بندوة الأديب الأستاذ عبدالعزيز الرفاعي في مدينة الرياض التي يعود تأسيسها إلى أكثر من ستين عامًا، وبالتحديد في عام 1382هـ/1962م، واستمرت هذه الندوة وحيدة سنوات، ثم بدأت تتشكّل مجالس مهمة في مناطق أخرى ومدن أخرى، وتأخذ مسارات مختلفة في الطريقة والطرح والمنهج، ومن أهمها على الإطلاق "اثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة" في جدة التي انطلقت في عام 1403هـ/1982م، واستمرت نحوًا من أربعين عامًا، ومن هنا كانت محل التقدير من لدن الأدباء والمثقفين في الوطن العربي كله إذ لم يقتصر في تكريمه للرموز على السعوديين، بل كرّم عددًا من الشخصيات الفاعلة في الوطن العربي، وحينما توفي صاحب الاثنينية في عام 1444هـ/2022م كان لزامًا على الجهات الثقافية الاحتفاء به وتكريمه وتخصيص ندوة عن اثنينيته، وبخاصة أنه كان يرفض التكريم أثناء حياته، وهو ما ينهض به نادي جدة الأدبي الثقافي هذا العام في ملتقى قراءة النص.
ويختتم الحيدري بقوله: يأتي انعقاد الملتقى متزامنًا مع اهتمام رسمي من لدن هيئة التراث التابعة لوزارة الثقافة إذ عقدت ورشة في شهر جمادى الآخرة (يناير2023م) عنوانها "حصر وتوثيق المجالس الثقافية في منطقة الرياض وتفعيل دورها"، ويتوقع أن تُعقد ورش أخرى في مناطق المملكة المختلفة. وعليه فإن مبادرتي النادي والهيئة تمثلان دعمًا قويًا لمسيرة المجالس الثقافية، مع إيمان بدورها وأثرها وأهميتها، ورغبة في نموها واستمرارها، وتنافسيتها، وستكون بحوث ملتقى قراءة النص بإذن الله بعد طباعتها مرجعًا له أهميته في هذا السياق.
أما الدكتور عمر بن عبدالعزيز الـمحمود، فيقول: أضحى ملتقى (قراءة النص) علامة فارقة في مشهدنا الثقافي السعودي والعربي طوال مسيرته المتألقة في الأعوام السابقة، مما جعله من أكثر الملتقيات ترقباً من كافة النخب الثقافية التي تفخر بالمشاركة فيه، وحضور جلساته العلمية، والإفادة من موضوعاته المتجددة المواكبة لكل حديث، ومن أوراقه وبحوثه الأصيلة. ويظل هذا الحدث النقدي هو الأبرز والأعرق في المشهد النقدي السعودي المعاصر، وهو امتداد طبيعي لما تقدّمه الأندية الأدبية عموماً، ونادي جدة الأدبي خصوصاً على كافة المستويات الثقافية، أما الوفاء للرموز فهو أحد أهم رسائل هذا الملتقى الذي أصبح منذ أكثر من عقدين تقليداً ثقافياً راسخاً في المشهد الثقافي المحلي والعربي، وموعداً يترقّبه المثقفون والباحثون في كل عام؛ لما له من سمعة علمية وثقافية متميزة، جعلته يتصدّر الملتقيات الثقافية والندوات الأدبية في هذا الوطن الحبيب.
خالصًا إلى القول: يحسب لنادي جدة الأدبي تلك الجهود الجبارة التي يبذلها مسؤولوه في كل عام لإنجاح دوراته، وفي مقدّمتهم رئيس النادي سعادة الأستاذ الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي وجميع اللجان المنظمة، فهنيئاً لنا بهذه المؤسسة الثقافية الجادة، وهنيئاً لنا بهذا الملتقى الاستثنائي العريق.
وعلى ذات السياق الممتدح للملتقى، تقول الدكتورة مستورة العرابي :يعد ملتقى النص تقليدًا ثقافيا سنويًا عريقًا يقدمه نادي جدة الأدبي الثقافي للاهتمام بمجال البحث العلمي والطرح المعرفي والثقافي الجاد ومتابعة مسيرة الأدب السعودي وقضاياه، والبحث في القضايا الثقافية والفكرية العامة المرتبطة بالمشهد الثقافي في المملكة. كما يسعى إلى استقطاب كثير من الباحثين والباحثات وتشجيعهم للمشاركة في الكتابة عن كثير من قضايا الفكر والثقافة والأدب من خلال الموضوعات والمحاور البحثية المتجددة التي يطرحها النادي عليهم كل عام.
وترى مستورة أن "أدبي جدة" قد أجاد هذا العام في اختيار موضوعه ( الحراك الأدبي والنقدي للصالونات الثقافية في المملكة العربية السعودية) والمحاور العامة التي حددها له، نظرا للأهمية الثقافية والفكرية والتنويرية لهذه الصوالين والمنتديات الأهلية التي لعبت دورًا مهمًا في دعم الحركة الثقافية والأدبية والفكرية في المملكة.
ماضية إلى القول: النادي الأدبي بجدة سباق كعادته إلى طرح موضوعات مهمة جديدة ولافتة تستجيب لتطلعات الأدباء والنقاد والمهتمين بشؤون الثقافة والأدب في بلادنا. ولا شك في أن ملتقى النص سيحظى في دورته هذه بمتابعة دقيقة وباهتمام بالغ من قبل المهتمين بموضوع الصالونات الأدبية من داخل المملكة وخارجها، للتعرف على هذه الصالونات وتاريخها وأصحابها، وفعالياتها وإصداراتها، وعلى دورها في مساندة الحركة الأدبية والثقافية التي تقدمها المؤسسات الثقافية والأدبية الرسمية، وكذلك على كل ما لها وعليها .ومن المتوقع أن تطرح في هذا الملتقى قضايا إشكالية وأسئلة مثيرة مرتبطة بالدور التي لعبته هذه الصالونات والمنتديات الأهلية في الماضي وتلعبه الآن في ظل التطور التقني الافتراضي الجديد التي اتخذه كثير منها الآن .

ويشارك الدكتور سعد بن سعيد الرفاعي بقوله: ما زال نادي جدة الأدبي يخوض غمار التحديات مع نفسه منتقلاً من نجح إلى نجح، ومن منجز إلى آخر، مصرًّا على حمل راية التحدي لمواصلة العبور بملتقى النص من نسخة إلى أخرى، ومن موضوع عميق الصلة بشأننا الأدبي والثقافي إلى موضوعات أكثر عمقًا واحتياجًا، متجاوزًا كل المعوقات وأهمها الدعم المادي عبر شراكة ناجحة ممتدة مع جامعة الأعمال والتكنولوجيا التي نرفع لها القبعة احتراما وتقديرا ولمديرها الدكتور عبدالله دحلان على الدعم المستمر للعمل الثقافي في وقت هو أحوج ما يكون بحاجة إليه.
ويستطرد الرفاعي قائلاً: وعودًا إلى نادي جدة الأدبي، الذي ما زال يسير واثق الخطوة، مقتنص اللحظة، ناشرًا شعاع العطاء على كل الأنحاء بقيادة الدكتور الأنيق عبدالله السلمي وفريق عمله المتآلف المتناغم حد الانصهار في بوتقة واحدة لا تقنع بغير النجاح، مرتدين ثوب الوفاء، وسمو النبلاء، منطلقين إلى موضوع حيوي مهم يرصد من خلاله - عبر ملتقاه التاسع عشر - الحراك الأدبي والنقدي للصالونات الثقافية، وهو موضوع جد مهم في سبيل توثيق الحراك الأدبي غير الرسمي في وطننا الكبير.
ويثني الرفاعي على اختيار عبدالمقصود خوجة للتكريم في سياق قوله: جاء اختيار الشخصية المكرمة في الملتقى منطقيًا جدًّا باختيار الأديب الراحل الأستاذ والوجيه عبدالمقصود خوجة - رحمه الله - الذي قدم واحدة من أنضج تجارب الصالونات الثقافية من خلال الإثنينية الشهيرة بعملها المؤسسي الذي كان يضاهي وربما يتفوق على ما تقدمه بعض المؤسسات الثقافية الرسمية، من خلال برامج الإثنينية وهي غنية عن التعريف لاشتهارها، وأقول إن تكريمه منطقي؛ لعدد من الأسباب: أولها؛ مناسبة الشخصية المكرمة لموضوع الملتقى، وثانيها: سمة الوفاء التي انتهجها نادي جدة الأدبي عبر مناشطة المتصلة واهتمامه بالشخصيات الثقافية عامة والجدوية من أبناء جدة حيث يوجد النادي خاصة كالقحطاني - أمد الله في عمره - والمناع وأبومدين - رحمهما الله -، وثالثها: المبادرة لتكريم الراحل رحمه الله وتسليط الضوء على جهوده النوعية في هذا الصدد. وأخيرًا؛ فإن نادي جدة إنما يضع - باختياره لشخصية الراحل الخوجة مكرمًا – المؤسسات الثقافية غير الرسمية في دائرة السؤال والمراجعة حول السبل الممكنة لاستمرارها بعد رحيل أصحابها، وهو موضوع جدير بالدرس والبحث .
ويذيّل الرفاعي حديثه بقوله: وأخيرًا فإنني أكرر الشكر والتقدير لرئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالله السلمي، والشكر ممتد للدكتور الذي يعمل مخلصا بصمت الدكتور عبدالرحمن السلمي، وللداعم الوجيه الدكتور عبدالله دحلان ولجميع اللجان العاملة بالملتقى في نادي جدة الأدبي الذي ألف النجاح تلو النجاح، مبشرًا بإشراقاته كل صباح،
ويشارك الدكتور ياسر مرزوق بقوله: ليس بخاف على كل متابع ذلك الدور الذي يقوم به النادي الأدبي الثقافي بجدة، ولا سيما نشاطه السنوي المتمثل في ملتقى قراءة النص، هذا الملتقى الذي يأتي في كل عام جديدًا في فكرته، حديثًا في طرحه، متميزًا في آليته، مواكبًا في تطلعاته. وفي هذا العام يوجه بوصلته نحو الصالونات الثقافية، ونتاجها الأدبي والنقدي، إيمانًا منه بأهميتها في هذا الحراك المجتمعي البارز واللافت.
ويضيف مرزوق: لقد أحسن النادي بعد كل دورة بأن يخرج بحوث وأوراق ودراسات الملتقى في إحدى دورياته تحديدًا دورية "علامات" التي تجد رواجًا وطلبًا من قبل الدارسين والمهتمين، ومثل ذلك دليل على ما يجده هذا الملتقى من دعم واهتمام من إدارة النادي مشكورة، حيث ما يزال النادي الأدبي الثقافي بجدة علامة فارقة في عقد مثل هذه الملتقيات التي تشهد إقبالًا واهتمامًا من المتابعين والمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي.
ويرى مرزوق أن تحديد النادي لموضوع الملتقى لهذا العام حول الصالونات الثقافية وحراكها الأدبي والنقدي يأتي مواكبًا لتوجهات وزارة الثقافة المتسقة مع رؤية المملكة الطموحة 2030 الهادفة إلى نشر الثقافة وبثها بين أبناء المجتمع في منتدياتهم، وصالوناتهم، بل وحتى مقاهيهم.
ماضيًا إلى القول: من الجميل أن يكرّم النادي في هذا الملتقى الراحل الكبير، والوجيه القدير، والأديب والمثقف الأثير عبدالمقصود خوجة –رحمه الله- صاحب أشهر المنتديات، وأبرز الصالونات الأدبية والثقافية لعقود من الزمان، ضاربًا هذا النادي الرائد أروع الأمثلة في التكريم والوفاء. وكلي تفاؤل بهذا الملتقى، وأن تخرج توصياته فيما يخدم أدبنا وفكرنا وثقافتنا السعودية خصوصًا في هذه الدورة التي حملت عنوان "الحراك الأدبي والنقدي للصالونات الثقافية في المملكة"، وضمّت أسماء لها وزنها النقدي والأدبي والثقافي، الأمر الذي يؤكد على عميق إيمان النادي الأدبي الثقافي بجدة بأهمية الحراك الأدبي والنقدي في المملكة العربية السعودية، ومناقشة خطابه، وملامحه، وتطوراته، واتجاهاته، بما يشكل الوعي الثقافي والمجتمعي.
مرزوق ختم حديثه بأمل أن يلتفت الملتقى في دورته المقبلة إلى "الأدب الرقمي" بمزيد اهتمام، وكثير مناقشة، بوصفه – حسب رأيه - الأدب الذي يمثل اليوم حدثًا لافتًا، وحراكًا تقنيًا يتفق مع الرؤية الطموحة، وبدأ في أخذ مساحة لا بأس بها في الساحة الأدبية والثقافية، ووسائل التواصل الاجتماعي.
التعليقات 0
التعليقات 0
المزيد