قضايا اجتماعية.. الجزء الثامن "قضية التعلق والعلاقات المشبوهة"
يعيش أبناؤنا وبناتنا المراهقين ، بل وحتى البالغين ، وكبار السن أيضاً المتعلمين منهم والجاهلين ، الفاشلين في حياتهم ، ومنهم كذاك الناجحين ، حالة من الجفاف العاطفي ، والفراغ الداخلي ، والتشتت الذهني ، والضغط النفسي ، تجعلهم يتعلقون بأشخاصٍ ، أو بأماكن ، ظناً منهم أنهم طوق النجاة بالنسبة لهم ، وأن حياتهم لن تحلو بدونهم ، وأنهم هم الوحيدون القادرون على ملء فراغهم ، وشغل أوقاتهم ، وإشباع رغباتهم ، وإنعاش قلوبهم ، وإرضاء نفوسهم ، وتحسين مزاجهم ، وقلب حياتهم كما يظنون ...
فيرتبطون بهؤلاء الأشخاص ، ارتباطا يصعب تفسيره ، ويتعلقون بهم تعلقا لا يمكن تبريره ، ويبحثون عن كل ما يذكرهم به ، صغير الشيء وكبيره ، وكأنهم أمسكوا بزمامهم ، بل وكأن الواحد منهم صار تابعه بل أسيره ، فلا يحلو الوقت إلا برفقته ، ولا يريد سوى طلته ، ولا يرتاح إلا مع صورته ، ولا يطمئن إلا بحضرته ، ولايرضيه إلا صحبته ، ويبتسم إن حضرت سيرته ، وينطوي مع حزنه إن طالت غيبته ، وكأن كل حياته أصبحت في قبضته ...
فأي حياة تلك التي سأحياها ، وقد ربطتها بشخص ، وأي راحة سأجدها إن كنت بذاك الرخص ، وكيف سأنجو من قبضتهم بعد أن أغرقت نفسي بهم وأنا لا أتقن الغوص ، وكيف سأحيا بدونهم إن فارقوني ، كما قلبي على عقلي ينص ...
قد نظنه حبا ، وننساق له غصبا ، فنرغب بهم قربا ، ونصب عليهم الاهتمام صبا ، ولا نرضى بغيرهم صحبا ، ولا نبصر فيهم عيبا ، ولا نرصد عليهم كذبا ، صوتهم في سمعنا كاللحن عذبا ، وحديثهم يسلب القلب سلبا ، فإن قلّ أو اختفى نجلبه جلبا ، ولا نرَ في الأمر ريبا ..
فأي حب هذا الذي نحياه ، وأي قيد لأنفسنا جلبناه ، وأي قفص حجرنا القلب فيه وحبسناه ، وأي رداء ضيق لبسناه ، وأي فرض على أنفسنا فرضناه ، حتى تمكن منا وأحكم قبضته فلا هو حررنا ولا نحن حررناه ..
هو ليس حباً صادقاً ، طالما أنه يحدُّ الحياة أمامي ، وقد اتسع رحبها ، وأراه يقيد يدي فلا أقوى على سحبها ، ويحجر قلبي حتى أن مشاعري لا ترى دربها ، وباختياري أستسلم لها فلا أنوي حربها ، فإن حاربتني سأذعن لها فقد بات يستهويني قبضها ...
هو ليس حباً إن لم يكن لي منه كما له مني ، ويراني بعينه كما أراه بعيني ، ويعطيني كما يأخذ مني ، إن أبعدته دنا مني و اقترب ، وإن هجرته عاد لي وإرضائي طلب ، وفي الخصام لا يروقه إن خسرت وقد غلب ، مصلحتي لديه تتقدم على مصلحته ، وللخسائر ما حسب ، يحيطني معه الأمان حتى وإن قلبي انتحب ، لا يَمُن ولا يُذّل ولا يخون إن احتجب ، فله الفؤاد وما طلب ، صدق الحبيب وإن كذب ..
فأحسنوا انتقاء أحبتكم ، لتكونوا معهم على سجيتكم ، واجعلوا التعامل والأخلاق أساساً في اختيارهم ، والمواقف هي الحاكم عند اختبارهم ، حيث يضعون مصلحتكم بعين اعتبارهم ، ويقدمونها على مصلحتهم دون إجبارهم ، يعطوننا قبل أن نسأل ، أقوالهم جميلة وهم بالفعل أجمل ، يفخرون بنا ومن ذكرنا لا تَحَرُّج أو خجل ، لهم في القلب محل ، وهم في العين المقل ، فالروح تبحث عنهم ، وبطيفهم طاف المُخَيل وارتحل ، وبذكرهم يحلو الحديث ، وعنهم لن يبتعد أو ينشغل ، حتى إن العقل اشتغل ... .
فلا تتعلقوا بعابر ، ولا تراهنوا على خاسر ، ولا تلقوا بأنفسكم كهف المخاطر ، وليكن العقل قبل القلب حاضر ، فليس حباً إن لم نكن فيه نجاهر ، وعن التصريح به أراني لست بقادر ، فهو وإن كان طاهرا في الظاهر ، إلا أنه من ضعفه لا يجادل أو يحاور ، فسيف الحب ساطٍ وهو على الجميع دائر ، ولن ينجو من سطوته إلا المغامر ، فالقلب دوماً راغب ، والعقل في الأحكام آمر ، والحياة تسوؤنا وتسرنا ، لكنها درب المسافر ، ومن يحبك في الخفاء فهو العدو الغادر ، ولنعترف بذلك لا نعاند أو نكابر ، وإن شعرتم أنكم ضحايا للتعلق ، فحرروا أنفسكم ، وأفيقوا ، وليكن ماضٍ وعليه أسدلنا الستائر .
فيرتبطون بهؤلاء الأشخاص ، ارتباطا يصعب تفسيره ، ويتعلقون بهم تعلقا لا يمكن تبريره ، ويبحثون عن كل ما يذكرهم به ، صغير الشيء وكبيره ، وكأنهم أمسكوا بزمامهم ، بل وكأن الواحد منهم صار تابعه بل أسيره ، فلا يحلو الوقت إلا برفقته ، ولا يريد سوى طلته ، ولا يرتاح إلا مع صورته ، ولا يطمئن إلا بحضرته ، ولايرضيه إلا صحبته ، ويبتسم إن حضرت سيرته ، وينطوي مع حزنه إن طالت غيبته ، وكأن كل حياته أصبحت في قبضته ...
فأي حياة تلك التي سأحياها ، وقد ربطتها بشخص ، وأي راحة سأجدها إن كنت بذاك الرخص ، وكيف سأنجو من قبضتهم بعد أن أغرقت نفسي بهم وأنا لا أتقن الغوص ، وكيف سأحيا بدونهم إن فارقوني ، كما قلبي على عقلي ينص ...
قد نظنه حبا ، وننساق له غصبا ، فنرغب بهم قربا ، ونصب عليهم الاهتمام صبا ، ولا نرضى بغيرهم صحبا ، ولا نبصر فيهم عيبا ، ولا نرصد عليهم كذبا ، صوتهم في سمعنا كاللحن عذبا ، وحديثهم يسلب القلب سلبا ، فإن قلّ أو اختفى نجلبه جلبا ، ولا نرَ في الأمر ريبا ..
فأي حب هذا الذي نحياه ، وأي قيد لأنفسنا جلبناه ، وأي قفص حجرنا القلب فيه وحبسناه ، وأي رداء ضيق لبسناه ، وأي فرض على أنفسنا فرضناه ، حتى تمكن منا وأحكم قبضته فلا هو حررنا ولا نحن حررناه ..
هو ليس حباً صادقاً ، طالما أنه يحدُّ الحياة أمامي ، وقد اتسع رحبها ، وأراه يقيد يدي فلا أقوى على سحبها ، ويحجر قلبي حتى أن مشاعري لا ترى دربها ، وباختياري أستسلم لها فلا أنوي حربها ، فإن حاربتني سأذعن لها فقد بات يستهويني قبضها ...
هو ليس حباً إن لم يكن لي منه كما له مني ، ويراني بعينه كما أراه بعيني ، ويعطيني كما يأخذ مني ، إن أبعدته دنا مني و اقترب ، وإن هجرته عاد لي وإرضائي طلب ، وفي الخصام لا يروقه إن خسرت وقد غلب ، مصلحتي لديه تتقدم على مصلحته ، وللخسائر ما حسب ، يحيطني معه الأمان حتى وإن قلبي انتحب ، لا يَمُن ولا يُذّل ولا يخون إن احتجب ، فله الفؤاد وما طلب ، صدق الحبيب وإن كذب ..
فأحسنوا انتقاء أحبتكم ، لتكونوا معهم على سجيتكم ، واجعلوا التعامل والأخلاق أساساً في اختيارهم ، والمواقف هي الحاكم عند اختبارهم ، حيث يضعون مصلحتكم بعين اعتبارهم ، ويقدمونها على مصلحتهم دون إجبارهم ، يعطوننا قبل أن نسأل ، أقوالهم جميلة وهم بالفعل أجمل ، يفخرون بنا ومن ذكرنا لا تَحَرُّج أو خجل ، لهم في القلب محل ، وهم في العين المقل ، فالروح تبحث عنهم ، وبطيفهم طاف المُخَيل وارتحل ، وبذكرهم يحلو الحديث ، وعنهم لن يبتعد أو ينشغل ، حتى إن العقل اشتغل ... .
فلا تتعلقوا بعابر ، ولا تراهنوا على خاسر ، ولا تلقوا بأنفسكم كهف المخاطر ، وليكن العقل قبل القلب حاضر ، فليس حباً إن لم نكن فيه نجاهر ، وعن التصريح به أراني لست بقادر ، فهو وإن كان طاهرا في الظاهر ، إلا أنه من ضعفه لا يجادل أو يحاور ، فسيف الحب ساطٍ وهو على الجميع دائر ، ولن ينجو من سطوته إلا المغامر ، فالقلب دوماً راغب ، والعقل في الأحكام آمر ، والحياة تسوؤنا وتسرنا ، لكنها درب المسافر ، ومن يحبك في الخفاء فهو العدو الغادر ، ولنعترف بذلك لا نعاند أو نكابر ، وإن شعرتم أنكم ضحايا للتعلق ، فحرروا أنفسكم ، وأفيقوا ، وليكن ماضٍ وعليه أسدلنا الستائر .