"مدائن صالح" .. مملكة الحضارات الثلاث
على بعد 22 كم شمال شرق مدينة العلا، و 400 كم شمال غرب المدينة المنورة، وتزيد قليلاً عن هذه المسافة من الجنوب الشرقي من البتراء الأردنية، تقع مدائن صالح والتي كانت تشتهر قديماً في الأزمنة الماضية بـ "الحِجْر"، وحينما تدخل مدائن صالح تسرح في كثيراً في هذا الموقع الاستراتيجي والأبنية الشاهقة التي بداخل باطن الجبل يمتد على طريق رملي، وعلى مسافة ليست بعيدة عن مظاهر الحضارة والتمدن.
ومدائن صالح هو موقع أثري يقع في إقليم الحجاز بشبه الجزيرة العربية شمال غرب المملكة وتحديداً في محافظة العلا، ويمتد المكان موفع استراتيجي على الطريق الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية ببلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر.
ديار ثمود
الحجر اسم ديار ثمود في وادي القرى بين المدينة وتبوك، وكانت موطن قوم ثمود الذين استجابوا لدعوة نبي الله صالح، ثم ارتدُّوا عن دينهم وعقروا الناقة التي أرسلها الله لهم آية فأهلكهم بالصيحة، وكانت أكبر أدوار الحضارة في مدائن صالح في القرن الاول قبل الميلاد والأول الميلادي، وه كانت الفترة المزدهرة للدولة النبطية قبل سقوطها على الإمبراطورية الألمانية عام 106 م ، كما انها كانت عاصمة مملكة لحيان في شمال شبه الجزيرة العربية.
ويقع الموقع الأثري على منطقة سهلية عند سفح هضبة من البازلت وتحتوي على المياه الجوفية التي يمكن الوصول إليها على عمق 20 متراً تقريباً، حيث يتميز بطبيعة صحرواية والتكوينات الصخرية، وتنوع ألوان صخورها الرملية بين الأحمر والأصفر والأبيض، كما يحيط الموقع بالكثبان الرملية من كافة الجهات.
الأثار الموجودة في مدائن صالح
تضم آثار مدائن صالح 153 واجهة صخرية منحوتة، كما تضم عدداً من الآثار الإسلامية والتي تتمثل في عدد من القلاع وبقايا خط سكة حديد الحجاز والتي تمتد لمسافة 13 كم وكذلك المحطة والقاطرات. في سنة 2008م تم تسجيل الموقع ضمن قائمة مواقع التراث العالمي، ليصبح بذلك أول موقع يتم تسجيله في السعودية.
كما يوجد موقع أثري آخر يعرف بمدائن شعيب يقع شمال غرب مدائن صالح ويتبع منطقة تبوك، حيث يحتوي الموقع على آثار تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في مدائن صالح.
الممالك الثلاث:
عاش في مدائن صالح ثلاث ممالك جاءت الأولى وخلفتها الثانية ثم جاءت الثالثة، فكانت الأولى هي "مملكة ديدان" والثانية "اللحيانيون" والثالثة "الأنباط" .
مملكة ديدان
مملكة ديدان عاشت في مدائن صالح بداية من القرن الخامس قبل الميلاد حتى بدايات القرن الأول قبل الميلاد، واستوطن أهلها في الحجر والأجزاء الشمالية الغربية من شبه الجزيرة العربية وكانوا من سكان العربية الجنوبية، واستوطنوا جنوب أراضي لحيان واستولوا على اليمن واسموها على اسم قبيلتهم كما كونوا مستعمرات في أعالي الحجاز منذ القرن الخامس قبل الميلاد لتأمين الطريق التجارية من اليمن إلى الشام.
اللحيانيين
وجاء اللحيانيين استوطنوا في الحجر حيث اختلف المؤرخون فيهم حيث يرى فريف منهم أنهم فرع من ثمود، والأخر يرى أنهم شعب عربي جنوبي، وكانت مدينة العلا مركز أساسي للحيانيين، وكانت تقع في وادي القرى جنوب شرق حرة العويرض بين سلسلة من الجبال في الشرق والغرب، وعلى بعد 15 كم إلى الجنوب من مدائن صالح، وامتد نفوذ دولة لحيان على الأرض الممتدة غربي النفود، من شمال يثرب إلى ما يحاذي خليج العقبة، واختلف المؤرخون على الفترة التي عاش فيها اللحيانيين في العلا، حيث رأى فريق أنهم ظهروا بين القرن الخامس ونهاية القرن الثالث قبل الميلاد، بينما قال أخرون أنهم ظهروا ما بين القرن الثاني قبل الميلاد وبين نهاية القرن الثالث بعد الميلاد.
وعثر في العلا بالقرب من مدائن صالح على ما يقارب من 400 نقش لحياني أغلبها عبارة عن نقوش وقطع صغيرة، ومنها ما يحتوي على بعض أسماء الملوك والمعبودات الوثنية، أما بالنسبة للكتابة اللحيانية، فهي كتابة محلية حروفها سامية جنوبية وقريبة جداً من الكتابة العربية الجنوبية والحبشية، أما اللهجة فعربية شمالية وهي أيضاً سامية جنوبية.
الأنباط
الأنباط استوطنوا الحجر في القرن الأول قبل الميلاد وهم من العرب من شمال شبه الجزيرة العربية، وكان ذلك في فترة حكم الحارث الرابع، وهو من جعل الحجر هي العاصمة الثانية للأنباط بعد البتراء، وقاموا بتشييد المقابر في الجبال على طريق حضارتهم المشيدة، وأضافوا لها الكثير من جماليات البناء القديم، حيث عثر على كتابات نبطية منقوشة في الصخور على الواجهات الخاصة بهم، وبرع الأنباط في حفر خزانات لمياه الأمطار داخل الصخور، بالإضافة إلى نحت أماكن العبادة في النتوءات الصخرية.
وتوسعت حضارة الانباط في الازدهار والتوسع حتى تحكموا في طرق التجارة في العالم القديم، كما احتكروا الأنباط تجارة البخور والمر والتوابل، وكانت التجارة تسير في طريق من جنوب شبه الجزيرة العربية إلى الحجز، ومن الحجر يتفرع إلى طريقين البتراء ومصر والشام، والأخر يذهب إلى تيماء ثم تدمر في العراق.
وحينما ازدهرت الحضارة الرومانية وثبتت قوتهم وازدهرت حضارتهم، خشوا من نفوذ الأنباط في الجزيرة العربية من شرقها إلى جنوبها، وخافوا على دولتهم من الإغارة عليهم من المملكة القريبة منهم قاموا بشن حرب دامية عليهم وعلى الانباط، واستطاعوا أن يهزموهم في الحجر عام 106 م، ولكن تركوا الحجر وعادوا إلى الشام، فدمرت الحجر ولم يعد لهم أي ذكر وظلت مهجورة زمن طويل صخور بلا حضارة، فانخفضت أهمية المدينة التجارية بعد أن كانت مركز تجاري عالمي، وخفت نجم مدينة الحضارات منذ انهيار الإمبراطورية الرومانية حتى ظهور الإسلام، إلى أن مر عليها النبي "صلى الله عليه وسلم" أثناء توجهه لغزوة تبوك، وبعدها شهد الطريق حركة كبيرة من قبل المسافرين والحجاج في طريقهم إلى مكة المكرمة، حيث تحول الحجر إلى محطة للاستراحة بها والتزود بالماء والطعام
توحيد المملكة
بعد ظهور الإسلام وانتشاره عادت الحركة إلى الحجر، كما تم ذكرها في القرون اللاحقة من قِبَل المسافرين والحجاج في طريقهم إلى مكة، حيث كانت الحجر تخدم كمحطة للاستراحة بها والتزوّد بالماء والطعام.
وبعد توحيد المملكة على يد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - ورجاله البواسل، وفي ستينات القرن الميلادي، تم ترميم محطة السكك الحديدية، حيث تتكون المحطة من 16 مبنى على طول 400 متر تقريباً وتضم مباني للإدارة والمخازن ومركزاً للشرطة ومركزاً صحياً وإقامة للعاملين في المحطة واستراحات للزوار، كما تتضمن محطة لصيانة القاطرات وورشة للصيانة ومخازن الحطب والطاقة.
وتتميز المدافن النبطية في مدائن صالح كونها ليست مبنية وإنما محفورة في الصخور الرملية، والذي ساهم في سهولة عملية النحت والحفر، كون تلك الصخور غير صلبة ولكنها تتأثر بعوامل التعرية. تتباين ألوان الصخور من الأحمر إلى الأبيض، كما تتنوع الكتابات الموجودة في مدائن صالح، فهناك العربية الجنوبية، اللحيانية، والثمودية، والنبطية، واللاتينية، والإسلامية، كما أن أكثر النقوش الموجودة في الموقع فهي النقوش الملكية.
مدافن مدائن صالح
مدافن جبل المحجر - مدافن قصر البنت - مدافن الجبل الأحمر - مدافن المنطقة «د» - مدافن الخريمات - قصر الصانع - قصر الفريد - مدافن المنطقة السكنية .
ومدائن صالح هو موقع أثري يقع في إقليم الحجاز بشبه الجزيرة العربية شمال غرب المملكة وتحديداً في محافظة العلا، ويمتد المكان موفع استراتيجي على الطريق الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية ببلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر.
ديار ثمود
الحجر اسم ديار ثمود في وادي القرى بين المدينة وتبوك، وكانت موطن قوم ثمود الذين استجابوا لدعوة نبي الله صالح، ثم ارتدُّوا عن دينهم وعقروا الناقة التي أرسلها الله لهم آية فأهلكهم بالصيحة، وكانت أكبر أدوار الحضارة في مدائن صالح في القرن الاول قبل الميلاد والأول الميلادي، وه كانت الفترة المزدهرة للدولة النبطية قبل سقوطها على الإمبراطورية الألمانية عام 106 م ، كما انها كانت عاصمة مملكة لحيان في شمال شبه الجزيرة العربية.
ويقع الموقع الأثري على منطقة سهلية عند سفح هضبة من البازلت وتحتوي على المياه الجوفية التي يمكن الوصول إليها على عمق 20 متراً تقريباً، حيث يتميز بطبيعة صحرواية والتكوينات الصخرية، وتنوع ألوان صخورها الرملية بين الأحمر والأصفر والأبيض، كما يحيط الموقع بالكثبان الرملية من كافة الجهات.
الأثار الموجودة في مدائن صالح
تضم آثار مدائن صالح 153 واجهة صخرية منحوتة، كما تضم عدداً من الآثار الإسلامية والتي تتمثل في عدد من القلاع وبقايا خط سكة حديد الحجاز والتي تمتد لمسافة 13 كم وكذلك المحطة والقاطرات. في سنة 2008م تم تسجيل الموقع ضمن قائمة مواقع التراث العالمي، ليصبح بذلك أول موقع يتم تسجيله في السعودية.
كما يوجد موقع أثري آخر يعرف بمدائن شعيب يقع شمال غرب مدائن صالح ويتبع منطقة تبوك، حيث يحتوي الموقع على آثار تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في مدائن صالح.
الممالك الثلاث:
عاش في مدائن صالح ثلاث ممالك جاءت الأولى وخلفتها الثانية ثم جاءت الثالثة، فكانت الأولى هي "مملكة ديدان" والثانية "اللحيانيون" والثالثة "الأنباط" .
مملكة ديدان
مملكة ديدان عاشت في مدائن صالح بداية من القرن الخامس قبل الميلاد حتى بدايات القرن الأول قبل الميلاد، واستوطن أهلها في الحجر والأجزاء الشمالية الغربية من شبه الجزيرة العربية وكانوا من سكان العربية الجنوبية، واستوطنوا جنوب أراضي لحيان واستولوا على اليمن واسموها على اسم قبيلتهم كما كونوا مستعمرات في أعالي الحجاز منذ القرن الخامس قبل الميلاد لتأمين الطريق التجارية من اليمن إلى الشام.
اللحيانيين
وجاء اللحيانيين استوطنوا في الحجر حيث اختلف المؤرخون فيهم حيث يرى فريف منهم أنهم فرع من ثمود، والأخر يرى أنهم شعب عربي جنوبي، وكانت مدينة العلا مركز أساسي للحيانيين، وكانت تقع في وادي القرى جنوب شرق حرة العويرض بين سلسلة من الجبال في الشرق والغرب، وعلى بعد 15 كم إلى الجنوب من مدائن صالح، وامتد نفوذ دولة لحيان على الأرض الممتدة غربي النفود، من شمال يثرب إلى ما يحاذي خليج العقبة، واختلف المؤرخون على الفترة التي عاش فيها اللحيانيين في العلا، حيث رأى فريق أنهم ظهروا بين القرن الخامس ونهاية القرن الثالث قبل الميلاد، بينما قال أخرون أنهم ظهروا ما بين القرن الثاني قبل الميلاد وبين نهاية القرن الثالث بعد الميلاد.
وعثر في العلا بالقرب من مدائن صالح على ما يقارب من 400 نقش لحياني أغلبها عبارة عن نقوش وقطع صغيرة، ومنها ما يحتوي على بعض أسماء الملوك والمعبودات الوثنية، أما بالنسبة للكتابة اللحيانية، فهي كتابة محلية حروفها سامية جنوبية وقريبة جداً من الكتابة العربية الجنوبية والحبشية، أما اللهجة فعربية شمالية وهي أيضاً سامية جنوبية.
الأنباط
الأنباط استوطنوا الحجر في القرن الأول قبل الميلاد وهم من العرب من شمال شبه الجزيرة العربية، وكان ذلك في فترة حكم الحارث الرابع، وهو من جعل الحجر هي العاصمة الثانية للأنباط بعد البتراء، وقاموا بتشييد المقابر في الجبال على طريق حضارتهم المشيدة، وأضافوا لها الكثير من جماليات البناء القديم، حيث عثر على كتابات نبطية منقوشة في الصخور على الواجهات الخاصة بهم، وبرع الأنباط في حفر خزانات لمياه الأمطار داخل الصخور، بالإضافة إلى نحت أماكن العبادة في النتوءات الصخرية.
وتوسعت حضارة الانباط في الازدهار والتوسع حتى تحكموا في طرق التجارة في العالم القديم، كما احتكروا الأنباط تجارة البخور والمر والتوابل، وكانت التجارة تسير في طريق من جنوب شبه الجزيرة العربية إلى الحجز، ومن الحجر يتفرع إلى طريقين البتراء ومصر والشام، والأخر يذهب إلى تيماء ثم تدمر في العراق.
وحينما ازدهرت الحضارة الرومانية وثبتت قوتهم وازدهرت حضارتهم، خشوا من نفوذ الأنباط في الجزيرة العربية من شرقها إلى جنوبها، وخافوا على دولتهم من الإغارة عليهم من المملكة القريبة منهم قاموا بشن حرب دامية عليهم وعلى الانباط، واستطاعوا أن يهزموهم في الحجر عام 106 م، ولكن تركوا الحجر وعادوا إلى الشام، فدمرت الحجر ولم يعد لهم أي ذكر وظلت مهجورة زمن طويل صخور بلا حضارة، فانخفضت أهمية المدينة التجارية بعد أن كانت مركز تجاري عالمي، وخفت نجم مدينة الحضارات منذ انهيار الإمبراطورية الرومانية حتى ظهور الإسلام، إلى أن مر عليها النبي "صلى الله عليه وسلم" أثناء توجهه لغزوة تبوك، وبعدها شهد الطريق حركة كبيرة من قبل المسافرين والحجاج في طريقهم إلى مكة المكرمة، حيث تحول الحجر إلى محطة للاستراحة بها والتزود بالماء والطعام
توحيد المملكة
بعد ظهور الإسلام وانتشاره عادت الحركة إلى الحجر، كما تم ذكرها في القرون اللاحقة من قِبَل المسافرين والحجاج في طريقهم إلى مكة، حيث كانت الحجر تخدم كمحطة للاستراحة بها والتزوّد بالماء والطعام.
وبعد توحيد المملكة على يد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - ورجاله البواسل، وفي ستينات القرن الميلادي، تم ترميم محطة السكك الحديدية، حيث تتكون المحطة من 16 مبنى على طول 400 متر تقريباً وتضم مباني للإدارة والمخازن ومركزاً للشرطة ومركزاً صحياً وإقامة للعاملين في المحطة واستراحات للزوار، كما تتضمن محطة لصيانة القاطرات وورشة للصيانة ومخازن الحطب والطاقة.
وتتميز المدافن النبطية في مدائن صالح كونها ليست مبنية وإنما محفورة في الصخور الرملية، والذي ساهم في سهولة عملية النحت والحفر، كون تلك الصخور غير صلبة ولكنها تتأثر بعوامل التعرية. تتباين ألوان الصخور من الأحمر إلى الأبيض، كما تتنوع الكتابات الموجودة في مدائن صالح، فهناك العربية الجنوبية، اللحيانية، والثمودية، والنبطية، واللاتينية، والإسلامية، كما أن أكثر النقوش الموجودة في الموقع فهي النقوش الملكية.
مدافن مدائن صالح
مدافن جبل المحجر - مدافن قصر البنت - مدافن الجبل الأحمر - مدافن المنطقة «د» - مدافن الخريمات - قصر الصانع - قصر الفريد - مدافن المنطقة السكنية .