أسرار خلف الابتسامة
مُقابلة الناس بالابتسامة تُعد من الأخلاقيات الجميلة في حياة الإنسان المسلم، لما تؤديه من تقارب في القلوب وتقوية في العلاقات الطيبة والحسنة بين عامة الناس، عدا كونها صدقة، لقوله صلى الله عليه وسلم : تبسمك في وجه أخيك صدقة، غير أن هناك من الأشخاص من يستخدمون هذه الابتسامة كوسيلة لتحقيق أهداف مُعينة يسعون إليها، فما كل من يقابلنا بالابتسامة إذاً يُخلص لنا النية وصدق المحبة، فقد يكون هذا نوع من الخداع والاستدراج من حيث لا نعلم، فما بداخل القلوب من مشاعر طيبة ومخلصة وعلى نقيضها من الحـقـد والحسد والاستغلال لا يعلمها إلا علام الغيوب سبحانه وتعالى، وحتى نعرف حقيقة أمثال هؤلاء السيئين ينبغي التأكد أولاً من سلوكياتهم وإن أمكن مُعاشرتهم وتجريبهم، فلقد قيل في المثل العربي أتعرف فلان؟ قال نعم، قال هل جربته؟ قال لا !! قال إذاً لم تعرفه، يُذكرنا هذا بموقف زميل قد وقع في فخ أحد النصابين من خلال هذه الطريقة الجاذبة، فبعدما تملك مشاعره طلب منه مبلغاً من المال ووعده بإعادته بعد شهرين، غير أنه فوجئ بعد انقضاء هذه المدة بتنكره له ومقاطعه نهائياً، وهو ما ينطبق عليه قول أحد الشعراء: إذا رأيت نيوب الليث بارزة * فلا تظنن أن الليث يبتسم.