الحياد الصفري هدف السعودية فماذا يعني؟
تسعى المملكة- أكبر مصدر للنفط في العالم- للوصول للحياد الصفري لانبعاثات الكربون بحلول 2050، بحسب تصريحات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وذلك من خلال نهج اقتصادي يتوافق مع خطط البلاد التنموية، في خطوة وصفها القادة الدوليون بـ”التاريخية”، والتي من شأنها أن تبرز عمق وقوة المملكة لمساعدة العالم في قضية تغير المناخ.
وتأتي المبادرات التي أطلقها ولي العهد لتتماشى مع المحرك الأساسي الذي يحفظ دور المملكة الريادي في تعزيز أمن واستقرار أسواق الطاقة العالمية، في ظل نضج وتوفر التقنيات اللازمة لإدارة وتخفيض الانبعاثات، معلنًا دعم بلاده لمشروعات مبادرة الشرق الأوسط الأخضر بـ 2.5 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة.
بمقدار 10 سنوات
قبل أكثر من عام، أعلن الأمير محمد بن سلمان في كلمته أمام منتدى مبادرة السعودية الخضراء، الذي عقد في الرياض في 23 أكتوبر 2021، عن “استهداف المملكة الوصول للحياد الصفري في عام 2060، من خلال نهج الاقتصاد الدائري الكربوني”، وفي كلمته أمام قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، المنعقدة في مدينة شرم الشيخ بمصر، اليوم بالتزامن مع انعقاد المؤتمر الـ27 للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، أعلن ولي العهد عن “استهداف صندوق الاستثمارات العامة للوصول للحياد الصفري لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2050 من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون”.
ومن الملفت للانتباه أن تخفيض المملكة 10 سنوات من المهلة التي حددتها لنفسها للوصول إلى الحياد الكربوني يعود إلى أن الخطط والمبادرات التي وضعتها المملكة لإزالة الانبعاثات الكربونية، بدأت تؤتي ثمارها بما يتيح للمملكة تقديم موعد وصولها للحياد بمقدار 10 سنوات، وهو ما يشير إلى تحقيق الملكة معدلات متسارعة في معالجة التغير المناخي.
الحياد الصفري
يقصد به تحقيق التوازن بين مقدار انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وبين مقدار إزالة هذه الغازات منه، فلا تزيد الانبعاثات على الإزالة، ويُعد “الحياد الصفري” أحد بنود اتفاق باريس للمناخ في 2015، وهناك العديد من الدول أعلنت عن تعهدها بالوصول إليه في مدد زمنية مختلفة، تتناسب مع خطط كل منها في معالجة التغير المناخي.
قمة كوب 27
واليوم وبعد توافد العشرات من قادة العالم إلى مؤتمر الأطراف حول المناخ “كوب 27” الذي يعقد في شرم الشيخ بمصر، أجمع معظم المتحدثين على خطورة الأزمة المناخية التي تهدد العالم أجمع، مشددين على ضرورة التحرك واتخاذ خطوات عملية من أجل خفض حرارة الكوكب.
يأتي الحديث عن أزمة المناخ تزامنًا مع أزمات عدة تشهدها المنطقة، وعلى رأسها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والتضخم الجامح وخطر وقوع ركود وأزمة الطاقة مع تجدد الدعم لمصادر الطاقة الأحفورية، وأزمة الغذاء في حين سيتجاوز عدد سكان العالم 8 مليارات نسمة، ما قد يدفع بأزمة التغير المناخي إلى المرتبة الثانية في سلم الأولويات رغم أن تداعياتها المدمرة تجلت كثيرًا عام 2022 مع الفيضانات القاتلة وموجات القيظ والجفاف التي عاثت فسادًا بالمحاصيل في العديد من الدول، لاسيما الإفريقية.
أزمة كارثية
يذكر أنه ينبغي أن تنخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 45% بحلول العام 2030 لتكون هناك فرصة لتحقيق أكثر أهداف اتفاق باريس للمناخ المبرم عام 2015 طموحًا ويقضي بحصر الاحترار بـ1,5 درجة مئوية مقارنة بالحقبة ما قبل الصناعية، لكن التعهدات الحالية للدول الموقعة حتى لو احترمت في نهاية المطاف، ستؤدي إلى ارتفاع الانبعاثات بنسبة تتراوح بين 5 و10%، ما يضع العالم على مسار تصاعدي قدره 2,4 درجة مئوية في أفضل الحالات بحلول نهاية القرن الحالي.
من جهتها، رأت الناشطة الدولية في شؤون البيئة نادية أبوراس، أنه من وجهة نظرة علمية لا سوداوية، لم يعد أمام العالم وقت للتباطؤ بشأن حلول لأزمة المناخ، موضحة أن موارد الكوكب ستنتهي، وأن الإنسان سيتأثر، وبالتالي لا نعلم ماذا يمكن أن تواجه الأجيال القادمة.
في سياق متصل، رأى البروفيسور دونال برادلي المستشار العلمي لرئيس جامعة كاوست، أن هناك أملًا لكبح درجات الحرارة بشكل كبير إذا ما تمّ الالتزام بالهدف طويل الأمد، وبوصول الانبعاثات الكربونية إلى صفر منتصف القرن الحالي.
صورة مختلفة
لكن المشهد مختلف في المملكة، حيث أعلن منتج النفط الأول في العالم عن خطة يلتزم فيها بصفر انبعاثات كربونية 2050، وفي ذات الوقت أكدت الرياض أن أمن الطاقة ومعالجة مشكلة التغيير المناخي يجب أن يسيران جنبًا إلى جنب، خصوصًا وأنها بلد يوفّر 10% من الإنتاج العالمي للنفط، ويستحوذ على 70% من الطاقة الإنتاجية الاحتياطية عالميًّا.
بالإضافة إلى ذلك فإن مشاريع الطاقة المتجددة تشكّل عادة جزءًا من التزام أكبر تحرص عليه الرياض، التي أطلقت مؤخرًا مبادرة السعودية الخضراء، ورصدت لها سبعمائة مليار ريال، كما أعلنت عن 60 مشروعًا ضمن هذه المبادرة، حيث تسعى جاهدة لتحقيق الوعد الأخضر وبلوغ هدف الحياد الصفري في عام 2060.
وتأتي المبادرات التي أطلقها ولي العهد لتتماشى مع المحرك الأساسي الذي يحفظ دور المملكة الريادي في تعزيز أمن واستقرار أسواق الطاقة العالمية، في ظل نضج وتوفر التقنيات اللازمة لإدارة وتخفيض الانبعاثات، معلنًا دعم بلاده لمشروعات مبادرة الشرق الأوسط الأخضر بـ 2.5 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة.
بمقدار 10 سنوات
قبل أكثر من عام، أعلن الأمير محمد بن سلمان في كلمته أمام منتدى مبادرة السعودية الخضراء، الذي عقد في الرياض في 23 أكتوبر 2021، عن “استهداف المملكة الوصول للحياد الصفري في عام 2060، من خلال نهج الاقتصاد الدائري الكربوني”، وفي كلمته أمام قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، المنعقدة في مدينة شرم الشيخ بمصر، اليوم بالتزامن مع انعقاد المؤتمر الـ27 للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، أعلن ولي العهد عن “استهداف صندوق الاستثمارات العامة للوصول للحياد الصفري لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2050 من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون”.
ومن الملفت للانتباه أن تخفيض المملكة 10 سنوات من المهلة التي حددتها لنفسها للوصول إلى الحياد الكربوني يعود إلى أن الخطط والمبادرات التي وضعتها المملكة لإزالة الانبعاثات الكربونية، بدأت تؤتي ثمارها بما يتيح للمملكة تقديم موعد وصولها للحياد بمقدار 10 سنوات، وهو ما يشير إلى تحقيق الملكة معدلات متسارعة في معالجة التغير المناخي.
الحياد الصفري
يقصد به تحقيق التوازن بين مقدار انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وبين مقدار إزالة هذه الغازات منه، فلا تزيد الانبعاثات على الإزالة، ويُعد “الحياد الصفري” أحد بنود اتفاق باريس للمناخ في 2015، وهناك العديد من الدول أعلنت عن تعهدها بالوصول إليه في مدد زمنية مختلفة، تتناسب مع خطط كل منها في معالجة التغير المناخي.
قمة كوب 27
واليوم وبعد توافد العشرات من قادة العالم إلى مؤتمر الأطراف حول المناخ “كوب 27” الذي يعقد في شرم الشيخ بمصر، أجمع معظم المتحدثين على خطورة الأزمة المناخية التي تهدد العالم أجمع، مشددين على ضرورة التحرك واتخاذ خطوات عملية من أجل خفض حرارة الكوكب.
يأتي الحديث عن أزمة المناخ تزامنًا مع أزمات عدة تشهدها المنطقة، وعلى رأسها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والتضخم الجامح وخطر وقوع ركود وأزمة الطاقة مع تجدد الدعم لمصادر الطاقة الأحفورية، وأزمة الغذاء في حين سيتجاوز عدد سكان العالم 8 مليارات نسمة، ما قد يدفع بأزمة التغير المناخي إلى المرتبة الثانية في سلم الأولويات رغم أن تداعياتها المدمرة تجلت كثيرًا عام 2022 مع الفيضانات القاتلة وموجات القيظ والجفاف التي عاثت فسادًا بالمحاصيل في العديد من الدول، لاسيما الإفريقية.
أزمة كارثية
يذكر أنه ينبغي أن تنخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 45% بحلول العام 2030 لتكون هناك فرصة لتحقيق أكثر أهداف اتفاق باريس للمناخ المبرم عام 2015 طموحًا ويقضي بحصر الاحترار بـ1,5 درجة مئوية مقارنة بالحقبة ما قبل الصناعية، لكن التعهدات الحالية للدول الموقعة حتى لو احترمت في نهاية المطاف، ستؤدي إلى ارتفاع الانبعاثات بنسبة تتراوح بين 5 و10%، ما يضع العالم على مسار تصاعدي قدره 2,4 درجة مئوية في أفضل الحالات بحلول نهاية القرن الحالي.
من جهتها، رأت الناشطة الدولية في شؤون البيئة نادية أبوراس، أنه من وجهة نظرة علمية لا سوداوية، لم يعد أمام العالم وقت للتباطؤ بشأن حلول لأزمة المناخ، موضحة أن موارد الكوكب ستنتهي، وأن الإنسان سيتأثر، وبالتالي لا نعلم ماذا يمكن أن تواجه الأجيال القادمة.
في سياق متصل، رأى البروفيسور دونال برادلي المستشار العلمي لرئيس جامعة كاوست، أن هناك أملًا لكبح درجات الحرارة بشكل كبير إذا ما تمّ الالتزام بالهدف طويل الأمد، وبوصول الانبعاثات الكربونية إلى صفر منتصف القرن الحالي.
صورة مختلفة
لكن المشهد مختلف في المملكة، حيث أعلن منتج النفط الأول في العالم عن خطة يلتزم فيها بصفر انبعاثات كربونية 2050، وفي ذات الوقت أكدت الرياض أن أمن الطاقة ومعالجة مشكلة التغيير المناخي يجب أن يسيران جنبًا إلى جنب، خصوصًا وأنها بلد يوفّر 10% من الإنتاج العالمي للنفط، ويستحوذ على 70% من الطاقة الإنتاجية الاحتياطية عالميًّا.
بالإضافة إلى ذلك فإن مشاريع الطاقة المتجددة تشكّل عادة جزءًا من التزام أكبر تحرص عليه الرياض، التي أطلقت مؤخرًا مبادرة السعودية الخضراء، ورصدت لها سبعمائة مليار ريال، كما أعلنت عن 60 مشروعًا ضمن هذه المبادرة، حيث تسعى جاهدة لتحقيق الوعد الأخضر وبلوغ هدف الحياد الصفري في عام 2060.