إمام المسجد النبوي: من صور تدنيس الفضيلة عبر شبكات التواصل تلويث الأخلاق وكشف أسرار البيوت وهتك أستار الخصوصية
أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.
وبعد أن حمد الله تبارك في علاه استهل خطبته قائلاً: أيها المسلمون: إن الإسلام أعطى كل ذي حقّ حقه، وجعل للجلوس على الطرقات أداباً تشمل أدب الطريق، وأدب الاجتماع، وأدب الحق المشترك، ومن ضروب الجلوس على الطرقات، المجالس الافتراضية عبر شبكات التواصل الاجتماعية التي برزت في عصرنا الحاضر، وقد تجاوزت الحدود، واخترقت الحصون، وتفجر تأثيرها، لكل أناس فيها مشربهم، تستقى منها الأخبار، وفي ساحاتها يتواصلون، وفي ردهات غرفها يتداول المتحاورون الأفكار، وتوطدت علاقة بعضهم بهذه الوسائط حتى بلغت حد الإدمان، بل يشعر أنه لا وجود له إلا بها، ولا يطيب عيشه إلا من خلالها، فنسى المرء ذاته، وفترت الوشائج الاجتماعية والروابط الأسرية، والأنكى التقصير في حق الخالق.
وأكمل فضيلته: ففي هذه الوسائط الشبكية مجالس خير وعلم تثري العقل، وتغذي الروح، وتنمي المعرفة، أقبل عليها العقلاء فزاد إيمانهم، وسمت أخلاقهم، وارتقت ثقافتهم. وفيها مجالس تزعزع العقيدة، وتضعف الإيمان، وتنتهك المحرمات، وتلوث الأخلاق، وتدنس الفضيلة والحشمة، لا حصر لصورها، ولا يتسع المقام لعدها، ومن صور ذلك: الاعتداء على حرمة الآخرين، وتتبع عوراتهم، والتشهير بأعراضهم، والإساءة لهم بالتصوير وغيره؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم، وأبشاركم، عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا)
وأضاف فضيلته: ومنها كشف أسرار البيوت، وهتك أستار الخصوصية، والمظاهرة بالنعم، والمباهاة بمركوب أو مطعوم أو مشروب أو ملبوس، ونشر حياتهم الشخصية سعيا وراء سراب الشهرة، وطلباً لإثارة مجردة من القيم، مسلوبة المبادئ؛ ولا يزال المرء في عافية وفسحة من دينه؛ إن هو ستر على نفسه حتى يجاهر المعصية. ومنها إثارة العصبيات الجاهلية، والتنقص من الشعوب والقبائل؛ وهذا ينافي معاني الأخوة، ويفتت لحمة الوطن، ويشحن النفوس بالبغضاء، ويثير العداوات؛ قال تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). ومنها ما يفضي إلى إشاعة مغرضة، أو نشر الفاحشة بين الناس وإظهار المفاسد، ليقصد نقدها وهو يساهم في نشرها من حيث لا يشعر، ومنها ما فيه تهييج ضد الأمن والاستقرار، ومنها ما اشتمل على ما ينافي أحكام الدين، كالاختلاط بين الجنسين بالصور المحرمة والفن الهابط؛ فهذا كله ينافي آداب المجالس، ويقع المشارك فيها في المحرم، والتعاون على الإثم والعدوان.
وأضاف:فإن التهاون في التعامل مع هذه المجالس الافتراضية قد يوقع في شر مستطير؛ من نفخ النار وإضرامها لإيقاظ فتنة نائمة، وسن سنة سيئة يعمل بها من بعده، فلا يزال عليه وزرها ووزر من عمل بها في حياته وبعد موته وهو في قبره، ما دام العمل بها قائما جيلا بعد جيل، ولا يصرفه من الوزر إلا انقطاع عمل الناس بها.
فالمتعدي من الذنوب أخطر من القاصر؛ إذ المتعدي ضر صاحبه وسرى إلى غيره سريان النار في الهشيم، وأما القاصر فربما انقطع ومات بموت صاحبه.
ومن مساوئ هذه الوسائط؛ هدر الأوقات وإضاعة العمر فيما لا طائل فيه ولا ثمرة ترجى؛ هذا إن سلم القلب والعقل، والعمر والحياة وجميع المصالح إنما تنشأ من الوقت؛ فإن أضاعه ضاعت عليه مصالحه، وإن ضيعه لم يستدركه أبدا.
واختتم فضيلته الخطبة بقوله: تستهدف هذه المنصات والمجالس الافتراضية مستقبل الوطن وقلب الأمة فئة الشباب؛ لسرعة تأثرهم وحماسهم الدافق، ويمرر الخطر عبر مشوقات تهفو إليها نفوسهم، من أعمال تتسم بالتحدي، وألعاب شبكية من خلالها يتسلل إلى الشباب الفكر الشاذ، والانحراف في السلوك، والإعاقة العقلية.
والمأمول التصدي لهذه المنصات بحملات توعوية وإرشادية؛ تغرس في النفوس مراقبة الله، وتقوي الوازع الديني، وتعزز الأخلاق، مع هجر الجهات المشبوهة والشركات التي تروج للشر من خلال هذه المنصات.
وبعد أن حمد الله تبارك في علاه استهل خطبته قائلاً: أيها المسلمون: إن الإسلام أعطى كل ذي حقّ حقه، وجعل للجلوس على الطرقات أداباً تشمل أدب الطريق، وأدب الاجتماع، وأدب الحق المشترك، ومن ضروب الجلوس على الطرقات، المجالس الافتراضية عبر شبكات التواصل الاجتماعية التي برزت في عصرنا الحاضر، وقد تجاوزت الحدود، واخترقت الحصون، وتفجر تأثيرها، لكل أناس فيها مشربهم، تستقى منها الأخبار، وفي ساحاتها يتواصلون، وفي ردهات غرفها يتداول المتحاورون الأفكار، وتوطدت علاقة بعضهم بهذه الوسائط حتى بلغت حد الإدمان، بل يشعر أنه لا وجود له إلا بها، ولا يطيب عيشه إلا من خلالها، فنسى المرء ذاته، وفترت الوشائج الاجتماعية والروابط الأسرية، والأنكى التقصير في حق الخالق.
وأكمل فضيلته: ففي هذه الوسائط الشبكية مجالس خير وعلم تثري العقل، وتغذي الروح، وتنمي المعرفة، أقبل عليها العقلاء فزاد إيمانهم، وسمت أخلاقهم، وارتقت ثقافتهم. وفيها مجالس تزعزع العقيدة، وتضعف الإيمان، وتنتهك المحرمات، وتلوث الأخلاق، وتدنس الفضيلة والحشمة، لا حصر لصورها، ولا يتسع المقام لعدها، ومن صور ذلك: الاعتداء على حرمة الآخرين، وتتبع عوراتهم، والتشهير بأعراضهم، والإساءة لهم بالتصوير وغيره؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم، وأبشاركم، عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا)
وأضاف فضيلته: ومنها كشف أسرار البيوت، وهتك أستار الخصوصية، والمظاهرة بالنعم، والمباهاة بمركوب أو مطعوم أو مشروب أو ملبوس، ونشر حياتهم الشخصية سعيا وراء سراب الشهرة، وطلباً لإثارة مجردة من القيم، مسلوبة المبادئ؛ ولا يزال المرء في عافية وفسحة من دينه؛ إن هو ستر على نفسه حتى يجاهر المعصية. ومنها إثارة العصبيات الجاهلية، والتنقص من الشعوب والقبائل؛ وهذا ينافي معاني الأخوة، ويفتت لحمة الوطن، ويشحن النفوس بالبغضاء، ويثير العداوات؛ قال تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). ومنها ما يفضي إلى إشاعة مغرضة، أو نشر الفاحشة بين الناس وإظهار المفاسد، ليقصد نقدها وهو يساهم في نشرها من حيث لا يشعر، ومنها ما فيه تهييج ضد الأمن والاستقرار، ومنها ما اشتمل على ما ينافي أحكام الدين، كالاختلاط بين الجنسين بالصور المحرمة والفن الهابط؛ فهذا كله ينافي آداب المجالس، ويقع المشارك فيها في المحرم، والتعاون على الإثم والعدوان.
وأضاف:فإن التهاون في التعامل مع هذه المجالس الافتراضية قد يوقع في شر مستطير؛ من نفخ النار وإضرامها لإيقاظ فتنة نائمة، وسن سنة سيئة يعمل بها من بعده، فلا يزال عليه وزرها ووزر من عمل بها في حياته وبعد موته وهو في قبره، ما دام العمل بها قائما جيلا بعد جيل، ولا يصرفه من الوزر إلا انقطاع عمل الناس بها.
فالمتعدي من الذنوب أخطر من القاصر؛ إذ المتعدي ضر صاحبه وسرى إلى غيره سريان النار في الهشيم، وأما القاصر فربما انقطع ومات بموت صاحبه.
ومن مساوئ هذه الوسائط؛ هدر الأوقات وإضاعة العمر فيما لا طائل فيه ولا ثمرة ترجى؛ هذا إن سلم القلب والعقل، والعمر والحياة وجميع المصالح إنما تنشأ من الوقت؛ فإن أضاعه ضاعت عليه مصالحه، وإن ضيعه لم يستدركه أبدا.
واختتم فضيلته الخطبة بقوله: تستهدف هذه المنصات والمجالس الافتراضية مستقبل الوطن وقلب الأمة فئة الشباب؛ لسرعة تأثرهم وحماسهم الدافق، ويمرر الخطر عبر مشوقات تهفو إليها نفوسهم، من أعمال تتسم بالتحدي، وألعاب شبكية من خلالها يتسلل إلى الشباب الفكر الشاذ، والانحراف في السلوك، والإعاقة العقلية.
والمأمول التصدي لهذه المنصات بحملات توعوية وإرشادية؛ تغرس في النفوس مراقبة الله، وتقوي الوازع الديني، وتعزز الأخلاق، مع هجر الجهات المشبوهة والشركات التي تروج للشر من خلال هذه المنصات.