الأديب والشاعر عمر علي علوان
عادة ما يواجه الكاتب صعوبة، وحيرة أحياناً، وقتما يشرع في كتابة أي مقال يريده، فما بالكم بمن يكتب عن شخص له في سويداء القلب محبة ومعزة لا حدود لها كما هو حالنا مع هذا المقال لا لقلة في الكلمات ولا في المعلومات وإنما لأن هذا الشخص الذي سنتحدث عنه في هذا المقام قد تشكلت شخصيته من متنوعات فكرية ووجدانية وفنية جعلت منه وبما ترسخ في ذاتيته من وئام تام وقامة أدبية وثقافية ورياضية وسياحية واجتماعية ووطنية لها شفرتها وبصمتها الخاصة أينما توجهت تأتي بخير، ولنا العذر في ذلك حينما نسأل من أين نبدأ وكيف نبدأ مقالنا هذا ؟
هل نبدأهُ من تلكمُ الدار التي تزاحمت فيه مقتنياته الأثرية ولوحاته الفنية التي رسمتها أنامله وغيرها من الصور الفتوغرافية التي جسدت حقبة تاريخية وحضارات متعددة موغلة في القدم ببلدته العُلا ؟ أم من تلكمُ البيوت والقصور المنحوتة بالجبال بمدائن صالح والتي تفنن وأبدع في تصويرها ونشرها في مؤلفاته والتي غدت لا حقاً ضمن التراث العالمي اليونسكو. أم من جبلي الفيل وموسى بن نصير والبلدة القديمة التي تزينت بمسجد العظام الذي صلى فيه النبي صل الله عليه وسلم اثناء توجهه لغزوة تبوك والتي أعجبته فصورها وكثيراً ما يتحد عنها ويتفاخر بها. أم من تلكمُ الابتسامة التي لا تفارق مُحياه كيفما كانت أحواله وظروفه، وحتى لا نطيل عليكم هذا السرد الجميل، فإن أديبنا في هذا المقام والذي غادرنا لدار الآخرة قبل ستة عشرة عاماً وتحديداً يوم 18 رمضان 1428هـ جعل الله مثواه الجنة هو الأخ والصديق العزيز عمر بن علي العلوان أحد أبناء مُحافظة العُلا ومن مواليدها عام 1358هـ والذي تربى وترعرع ودرس فيها المرحلة الابتدائية حتى الصف الخامس، وحيث لا يوجد بها صف سادس آنذاك سافر إلى المدينة النبوية لاستكمال دراسته في هذه المرحلة.
بدأ عمل بوزارة الدفاع والطيران بالطائف والتي انتقلت عام 1377هـ للعاصمة الرياض وحيث وجد فرصة سانحة للدراسة بمعهدها العلمي فقد التحق به وتحصل على شهادته عن طريق الانتساب، وفي عام 1384هـ تم نقله للعمل بالشؤون المالية بالقوات المسلحة بأبها، ومن ثم رُشح مديراً للمحاسبة بالقوات المسلحة بالشمالية الغربية حتى عام 1388هـ بالإضافة لقيامه بعمل سكرتيراً غير متفرغاً للنادي الوطن بتبوك أعقب ذلك ابتعاثه لجمهورية مصر العربية لدراسة السكرتارية وقيادة الأندية وبعد عودته عام 1396هـ عُين مديراً لمكتب قائد الكلية الحربية بالرياض حتى عام 1399هـ ثم مديراً لفرع وزارة الأشغال العامة والإسكان بالمدينة المنورة بالإضافة لشغله سكرتيراً غير متفرغاً بنادي أحد الرياضي حتى تقاعده عام 1403هـ ليعود حينئذ لمسقط رأسه العُلا، ويُرشح رئيساً لمجلس ناديها الرياضي وادي القرى والذي تحول فيما بعد إلى نادي العُلا حتى عام 1406هـ.
وحينما شُكلت لجنة للسياحة والآثار بهذه المحافظة الغنية بآثارها، وقد توافرت فيه الأهلية عُين رئيساً لها، فقام بدوره خير قيام يشهد له كل من لا زمه العمل، ولولعه الشديد وحبه للكتابة فقد سخر قلمه للكتابة في المواضيع التي يهواها في مجال الأدب والرياضة والسياحة وذلك في أكثر من صحيفة ومجلة محلية، وتحدث عن الأثار والسياحة بالمحافظة لأكثر من مرة عبر التلفاز السعودي بالإضافة لتأليفه عدة كتب ومنها ( فرع من دوحة العلا، ولوحات من مدائن صالح ) في أربعة أجزاء بدءً من عام 1408هـ ونشرها على نطاق واسع.
وأهدى منها لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وأطال في عمره نسخاً منها، وقتما كان أميراً لمنطقة الرياض وكذلك لأصحاب السمو الملكي الأمراء عبد المجيد بن عبد العزيز يرحمه الله، ومقرن بن عبد العزيز يحفظه الله عندما كانا أميرين على منطقة المدينة المنورة بالإضافة لسمو الأمير ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة أنذاك يرحمه الله، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان يحفظه الله، وقتما كان رئيساً للهيئة العامة للسياحة والأثار، وكذلك سمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير، والشيخ محمد بن جبير رئيس مجلس الشورى الأسبق يرحمه الله ومحافظ العُلا في ذلك الوقت الأستاذ أحمد بن عبد الله السديري يحفظه الله، وغيرهم من بعض المسئولين والأصدقاء والمفكرين والباحثين والإعلاميين، والذين جميعهم شكروه وأثنوا عليه وثمنوا ما قام به من جهود عظيمة في هذا الاتجاه، قال عنه سمو الأمير مقرن بن عبد العزيز يحفظه الله عندما كان أميراً لمنطقة المدينة المنورة وقتما تسلم نسخ من مؤلفاته: وليس ذلك بغريب منه، فالشيء من معدنه لا يُستغرب.
فيما اعتبر الأمير عبد المجيد مؤلفاته وما تضمنته من إشارات ودلالات تاريخية بمثابة مراجع مفيدة للباحثين والمهتمين بهذه المنطقة الأثرية الخالدة من بلادنا العزيزة، فقد ألف الأديب عمر علي العلوان عدة كتب أخرى تتعلق بالآثار والسياحة وديوان شعري ضم بين دفتيه عدداً من قصائده الشعرية الفصيحة والمتعددة الأغراض لما يملكه من موهبة فطرية طفقت تتنامى مع مرور الأيام من ناتج حبه وشغفه بقراءة الكتب الأدبية والثقافية، وحرصه الشديد على اقتناء جديدها حتى لو اضطره السفر للأمكنة التي تتواجد فيها ومن بينها معارض الكتاب التي تُقام في بعض المناطق غير أنها لم تكتمل نتيجةً للظروف الصحية التي ألمت به كما أحاطنا بذلك ضمن معلومات ثرية لسيرته العطرة كلاً من أبنه محمد، وأخويه الكريمين عبد الله العلوان الذي سبق أن شغل مديراً للاستقدام بالمنطقة الغربية، وسليمان العلوان الذي عمل بالخطوط السعودية بتبوك، وابنه وليد بن سليمان العلوان، ولجده واجتهاده وإخلاصه ومثابرته ونشاطه وتميزه يرحمه الله، فقد تحصل على كثير من خطابات الشكر والتقدير، والدروع من لدن بعض الجهات الرسمية والخاصة أيضاً، ومنها الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وشركة أراك، له من الصفات الخلاقة ما جعله محبوباً بين الناس، ومنها تواضعه الجم وكرمه ومرؤته وشهامته، ومقدرته الفائقة في الغوص في عميقات الأمور واختراق مُحجبات الكوامن بما يتمتع به من حدس وفراسة، واذا ما تحدث أطرب الآذان وأثرى من يسأله عن السياحة والآثار.
وعما تجود به معشوقته العُلا من مكنوزات تاريخية وحضارية وعادات وتقاليد من معين علمه وثقافته وسعة اطلاعه واحتكاكه بكبار السن والمتخصصين، إذا وعد وفى وإذا أنجز أوفى وإذا حاور أقنع بما يملكه من أساليب مؤثرة وقوة في الحجة والبرهان .أنيق في هيئته وشياكته ويجذب بشذا عطره الفواح كل من يمر بجانبه، ولتنوع تضاريس العُلا من جبال وتلال وأودية وتشكيلات رملية ومساحات خضراء يغطي معظمها النخيل الباسقات عدا المباني والشوارع الفسيحة وما تتجمل به من أشجار غاية في الجمال والروعة، فقد سما إلى شرفات التلال وصعد أعالي الجبال لكي يلتقط من قممها وعبر كمرته السحرية، صوراً أخاذة، ومُبهجة ليضعها في مؤلفاته الأربعة التي تميزت بتعليقاته المختصرة وتعابيره الايقاعية المشوقة والتي ترجم بعضاً منها باللغة الإنجليزية خدمةً للسائحين الأجانب بالإضافة لنماذج مُختارة من قصائده واشعاره، والتي اقتطفنا منها الأبيات التالية :
سـأبـقـى لـلـعــلا أبـنـاً وفــيـاً * وأذكر فضلها ما دمتُ حيا
وأشدوا إن طاعتني الـقـوافي * بأمجـاد الـعُـلا عـهـداً عليا
وأرخص كل غالي في هواها * لـيـبـقـى حُـبها شـبعاً وريا
ذلكم هو الأديب عمر علي العلوان الأبن البار والمغرم بالآثار والسياحة والرياضة والتصوير والرسم، والذي له السبق في تسمية جبل الفيل بالعُلا بهذا الأسم وتناقلت صوره العجيبة والملفتة للنظر بعض القنوات الفضائية، فضلاً عن تسميته العُلا بعروس الجبال والتي كان يتوقع لها مستقبلاً باهراً في مجال السياحة والآثار وغيرها من مجالات التنمية، وهو ما تشهده العُلا حالياً بفضل الله ثم بفضل ما أولته حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين ملكنا سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، من اهتمام بالغ وحرص شديد ودعم لا محدود في سبيل ذلك، وأخيراً كم نتمنى على الهيئة الملكية بالمحافظة وفي ظل ما تقوم به قيادتنا الرشيدة أعزها الله من تشجيع ومؤازرة ومكافأة كل مواطن مُخلص وغيور ومُحب لهذا الوطن المبارك المعطاء أن يُكرم هذا الأديب والذي نحسبه مواطناً صالحاً كغيرنا ممن شهد له بمعطياته المخلصة في مختلف جوانب الأعمال التي أنيطت به وغيرها من الأنشطة التي قام بها طيلة حياته، ولو بتسمية أحد الممرات المُؤدية لأحد المواقع الأثرية باسمه تقديراً وتخليداً لذكره الطيب نظير اخلاصه وتفانيه وتضحيته وما بذله من جهد ووقت ومال خدمة لهذه المحافظة، في وقت عزت فيه الأقلام، وندرت فيه كمرات التصوير لالتقاط ما يتوق لرؤيته السائح أينما كان من جمال الصور الرائعة التي تفردت بها هذه المحافظة العريقة والواعدة عن غيرها من بلدان العالم، سائلين الله له الرحمة والمغفرة والفردوس الأعلى في الجنة مع النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ، وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا.
هل نبدأهُ من تلكمُ الدار التي تزاحمت فيه مقتنياته الأثرية ولوحاته الفنية التي رسمتها أنامله وغيرها من الصور الفتوغرافية التي جسدت حقبة تاريخية وحضارات متعددة موغلة في القدم ببلدته العُلا ؟ أم من تلكمُ البيوت والقصور المنحوتة بالجبال بمدائن صالح والتي تفنن وأبدع في تصويرها ونشرها في مؤلفاته والتي غدت لا حقاً ضمن التراث العالمي اليونسكو. أم من جبلي الفيل وموسى بن نصير والبلدة القديمة التي تزينت بمسجد العظام الذي صلى فيه النبي صل الله عليه وسلم اثناء توجهه لغزوة تبوك والتي أعجبته فصورها وكثيراً ما يتحد عنها ويتفاخر بها. أم من تلكمُ الابتسامة التي لا تفارق مُحياه كيفما كانت أحواله وظروفه، وحتى لا نطيل عليكم هذا السرد الجميل، فإن أديبنا في هذا المقام والذي غادرنا لدار الآخرة قبل ستة عشرة عاماً وتحديداً يوم 18 رمضان 1428هـ جعل الله مثواه الجنة هو الأخ والصديق العزيز عمر بن علي العلوان أحد أبناء مُحافظة العُلا ومن مواليدها عام 1358هـ والذي تربى وترعرع ودرس فيها المرحلة الابتدائية حتى الصف الخامس، وحيث لا يوجد بها صف سادس آنذاك سافر إلى المدينة النبوية لاستكمال دراسته في هذه المرحلة.
بدأ عمل بوزارة الدفاع والطيران بالطائف والتي انتقلت عام 1377هـ للعاصمة الرياض وحيث وجد فرصة سانحة للدراسة بمعهدها العلمي فقد التحق به وتحصل على شهادته عن طريق الانتساب، وفي عام 1384هـ تم نقله للعمل بالشؤون المالية بالقوات المسلحة بأبها، ومن ثم رُشح مديراً للمحاسبة بالقوات المسلحة بالشمالية الغربية حتى عام 1388هـ بالإضافة لقيامه بعمل سكرتيراً غير متفرغاً للنادي الوطن بتبوك أعقب ذلك ابتعاثه لجمهورية مصر العربية لدراسة السكرتارية وقيادة الأندية وبعد عودته عام 1396هـ عُين مديراً لمكتب قائد الكلية الحربية بالرياض حتى عام 1399هـ ثم مديراً لفرع وزارة الأشغال العامة والإسكان بالمدينة المنورة بالإضافة لشغله سكرتيراً غير متفرغاً بنادي أحد الرياضي حتى تقاعده عام 1403هـ ليعود حينئذ لمسقط رأسه العُلا، ويُرشح رئيساً لمجلس ناديها الرياضي وادي القرى والذي تحول فيما بعد إلى نادي العُلا حتى عام 1406هـ.
وحينما شُكلت لجنة للسياحة والآثار بهذه المحافظة الغنية بآثارها، وقد توافرت فيه الأهلية عُين رئيساً لها، فقام بدوره خير قيام يشهد له كل من لا زمه العمل، ولولعه الشديد وحبه للكتابة فقد سخر قلمه للكتابة في المواضيع التي يهواها في مجال الأدب والرياضة والسياحة وذلك في أكثر من صحيفة ومجلة محلية، وتحدث عن الأثار والسياحة بالمحافظة لأكثر من مرة عبر التلفاز السعودي بالإضافة لتأليفه عدة كتب ومنها ( فرع من دوحة العلا، ولوحات من مدائن صالح ) في أربعة أجزاء بدءً من عام 1408هـ ونشرها على نطاق واسع.
وأهدى منها لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وأطال في عمره نسخاً منها، وقتما كان أميراً لمنطقة الرياض وكذلك لأصحاب السمو الملكي الأمراء عبد المجيد بن عبد العزيز يرحمه الله، ومقرن بن عبد العزيز يحفظه الله عندما كانا أميرين على منطقة المدينة المنورة بالإضافة لسمو الأمير ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة أنذاك يرحمه الله، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان يحفظه الله، وقتما كان رئيساً للهيئة العامة للسياحة والأثار، وكذلك سمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير، والشيخ محمد بن جبير رئيس مجلس الشورى الأسبق يرحمه الله ومحافظ العُلا في ذلك الوقت الأستاذ أحمد بن عبد الله السديري يحفظه الله، وغيرهم من بعض المسئولين والأصدقاء والمفكرين والباحثين والإعلاميين، والذين جميعهم شكروه وأثنوا عليه وثمنوا ما قام به من جهود عظيمة في هذا الاتجاه، قال عنه سمو الأمير مقرن بن عبد العزيز يحفظه الله عندما كان أميراً لمنطقة المدينة المنورة وقتما تسلم نسخ من مؤلفاته: وليس ذلك بغريب منه، فالشيء من معدنه لا يُستغرب.
فيما اعتبر الأمير عبد المجيد مؤلفاته وما تضمنته من إشارات ودلالات تاريخية بمثابة مراجع مفيدة للباحثين والمهتمين بهذه المنطقة الأثرية الخالدة من بلادنا العزيزة، فقد ألف الأديب عمر علي العلوان عدة كتب أخرى تتعلق بالآثار والسياحة وديوان شعري ضم بين دفتيه عدداً من قصائده الشعرية الفصيحة والمتعددة الأغراض لما يملكه من موهبة فطرية طفقت تتنامى مع مرور الأيام من ناتج حبه وشغفه بقراءة الكتب الأدبية والثقافية، وحرصه الشديد على اقتناء جديدها حتى لو اضطره السفر للأمكنة التي تتواجد فيها ومن بينها معارض الكتاب التي تُقام في بعض المناطق غير أنها لم تكتمل نتيجةً للظروف الصحية التي ألمت به كما أحاطنا بذلك ضمن معلومات ثرية لسيرته العطرة كلاً من أبنه محمد، وأخويه الكريمين عبد الله العلوان الذي سبق أن شغل مديراً للاستقدام بالمنطقة الغربية، وسليمان العلوان الذي عمل بالخطوط السعودية بتبوك، وابنه وليد بن سليمان العلوان، ولجده واجتهاده وإخلاصه ومثابرته ونشاطه وتميزه يرحمه الله، فقد تحصل على كثير من خطابات الشكر والتقدير، والدروع من لدن بعض الجهات الرسمية والخاصة أيضاً، ومنها الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وشركة أراك، له من الصفات الخلاقة ما جعله محبوباً بين الناس، ومنها تواضعه الجم وكرمه ومرؤته وشهامته، ومقدرته الفائقة في الغوص في عميقات الأمور واختراق مُحجبات الكوامن بما يتمتع به من حدس وفراسة، واذا ما تحدث أطرب الآذان وأثرى من يسأله عن السياحة والآثار.
وعما تجود به معشوقته العُلا من مكنوزات تاريخية وحضارية وعادات وتقاليد من معين علمه وثقافته وسعة اطلاعه واحتكاكه بكبار السن والمتخصصين، إذا وعد وفى وإذا أنجز أوفى وإذا حاور أقنع بما يملكه من أساليب مؤثرة وقوة في الحجة والبرهان .أنيق في هيئته وشياكته ويجذب بشذا عطره الفواح كل من يمر بجانبه، ولتنوع تضاريس العُلا من جبال وتلال وأودية وتشكيلات رملية ومساحات خضراء يغطي معظمها النخيل الباسقات عدا المباني والشوارع الفسيحة وما تتجمل به من أشجار غاية في الجمال والروعة، فقد سما إلى شرفات التلال وصعد أعالي الجبال لكي يلتقط من قممها وعبر كمرته السحرية، صوراً أخاذة، ومُبهجة ليضعها في مؤلفاته الأربعة التي تميزت بتعليقاته المختصرة وتعابيره الايقاعية المشوقة والتي ترجم بعضاً منها باللغة الإنجليزية خدمةً للسائحين الأجانب بالإضافة لنماذج مُختارة من قصائده واشعاره، والتي اقتطفنا منها الأبيات التالية :
سـأبـقـى لـلـعــلا أبـنـاً وفــيـاً * وأذكر فضلها ما دمتُ حيا
وأشدوا إن طاعتني الـقـوافي * بأمجـاد الـعُـلا عـهـداً عليا
وأرخص كل غالي في هواها * لـيـبـقـى حُـبها شـبعاً وريا
ذلكم هو الأديب عمر علي العلوان الأبن البار والمغرم بالآثار والسياحة والرياضة والتصوير والرسم، والذي له السبق في تسمية جبل الفيل بالعُلا بهذا الأسم وتناقلت صوره العجيبة والملفتة للنظر بعض القنوات الفضائية، فضلاً عن تسميته العُلا بعروس الجبال والتي كان يتوقع لها مستقبلاً باهراً في مجال السياحة والآثار وغيرها من مجالات التنمية، وهو ما تشهده العُلا حالياً بفضل الله ثم بفضل ما أولته حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين ملكنا سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، من اهتمام بالغ وحرص شديد ودعم لا محدود في سبيل ذلك، وأخيراً كم نتمنى على الهيئة الملكية بالمحافظة وفي ظل ما تقوم به قيادتنا الرشيدة أعزها الله من تشجيع ومؤازرة ومكافأة كل مواطن مُخلص وغيور ومُحب لهذا الوطن المبارك المعطاء أن يُكرم هذا الأديب والذي نحسبه مواطناً صالحاً كغيرنا ممن شهد له بمعطياته المخلصة في مختلف جوانب الأعمال التي أنيطت به وغيرها من الأنشطة التي قام بها طيلة حياته، ولو بتسمية أحد الممرات المُؤدية لأحد المواقع الأثرية باسمه تقديراً وتخليداً لذكره الطيب نظير اخلاصه وتفانيه وتضحيته وما بذله من جهد ووقت ومال خدمة لهذه المحافظة، في وقت عزت فيه الأقلام، وندرت فيه كمرات التصوير لالتقاط ما يتوق لرؤيته السائح أينما كان من جمال الصور الرائعة التي تفردت بها هذه المحافظة العريقة والواعدة عن غيرها من بلدان العالم، سائلين الله له الرحمة والمغفرة والفردوس الأعلى في الجنة مع النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ، وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا.