إمام المسجد النبوي: من هذّب لسانه وجمّل بيانه وزيّن خطابه تقديراً وتوقيراً للمخاطبين انقادت له القلوب بالمحبة
خطب وأم بالمصلين فضيلة الشيخ صلاح بن محمد البدير إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، وبعد أن حمد الله تبارك في علاه قال: أيها المسلمون: المحادثة مع الناس صلة لا محيد عنها، ففيها تحصيل للعلوم وتنوير للفهوم وتلقيح للعقول، وترويح للقلوب وتسريح للهموم، وحسن المحادثة وجمال الكلام عند المخاطبة، وحلاوة المنطق عند المقابلة والمواجهة والمجالسة، من كرائم الخصال وأشهرها منقبة وأرفعها درجة، ومن وشى مقاله وزِّوق كلامه وهذّب لسانه وجمّل بيانه وزيّن خطابه تقديراً وتوقيراً للمخاطبين انقادت له القلوب بالمحبة، وسرت إليه النفوس بالوداد وقد جبلها الله القلوب على حبّ من خاطبها بالألفاظ المُستعذبة الرائِقة سماعاً كما جبلها على بغض فاسد اللسان وعلى مقت الصخّاب الحديد السليط الشتّام وعلى كره الفاحش البذي الذي لا يبالي بما نطق من الكلام. قال بعض الحكماء: الكلام اللين يغسل الضّغائن المُستَكنَّة في الجَوانح وحلاوة المنطق سلوى لكل محروم ومكلوم ومهموم، وقد قال صلى الله عليه وسلم "والكلمة الطيّبة صدقة"
وأضاف: فلا تخاطبوا الناس إلا بأحسن الألفاظ وأجملها وألطفها وأبعدها عن اللفظ الخسيس المفحش والجافِ الغليظ وأسلمها مما فيه ضعة أو نقيصة أو حطٌّ أو زراية بالمخاطبين وأنقاها مما فيه تهكم أو تحقير أو تصغير أو تقليل للسامعين قال الله تعالى: " وقولوا للناس حسناً "
وأكمل فضيلته: وقد قيل: الحرب أولها كلام وآخرها اصطلام. كبيرُ الشّر أولُهُ صغيرٌ.. كذاَك الحرب يَقدُمها الكلامُ، وقال المتنبي: لا خيل عندك تهديها ولا مال….فليسعد النطق إن لم يسعد الحالُ
وتحدث فضيلته عن أولى الناس بمخاطبتهم بالكلام اللين المؤدب فقال: فأولى من تتأكد العناية بالألفاظ عند محادثته ومخاطبته الوالدان ولا يخاطب الوالدان إلا بالمعاني المزوقة المحسّنة بحلل الألفاظ الشريفة لعلو مكانتهما ورفعة قدرهما وعظيم حقهما قال الله جل وعز : " ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً " فنهى عن مخاطبتهما بصوت الأفّاف المتضجّر المتكرّه المتثاقل، وأمر بالقول الجَميل الذي يقتضيه حسن الأدب، ولا يدعوهما بأسمائهما ولا يرفع صوته بلا فائدة عند مقامهما لأن ذلك من الجفاء وسوء الأدب .
ونصح فضيلته الزوجات فقال: أيها الزوجة المباركة: زوجك كِنّكِ و ِظِلّك وعضادتك وباب سعادتك فلا تخاطبيه بما يؤذيه ولا تطلقي لسانك بالسوء فتغضبيه وعظّميه وبجّليه فقد سمى الله الزوج سيداً فقال: " وألفيا سيدها لدى الباب " و سُمي سيداً لأنه يسوس زوجته ويقوم عليها بالأمرِ والنهي.
ونصح فضيلته الآباء والأمهات فقال: أيها الآباء والأمهات: الولد ثمرة القلب وريحانة الفؤاد فأسمعوه خطاب الرأفة والرحمة والتحنن والتحبّب والتّرفق وأظهروا له لسان التشجيع والتحضيض والاستمالة والإقناع ومن وصف ولده بالبلادة والبلاهة والغفلة والخرق فقد وقع في التعنيف اللفظي المنافي لكمال التربية، وإن لم تصل
تلك الألفاظ إلى حد التحريم، ولا يحل للوالد أن يكون شتِّاماً ولعاناً لأهله وأولاده، ومن اعتاد شتم
أهله وأولاده بالكلمات المحرمة شرعاً فقد سقطت عدالته وردت شهادته عند بعض الفقهاء، وينبغي
الدعاء للأولاد بالهداية والتوفيق والصلاح، ولا يجوز الدعاء عليهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا تَدعُوا عَلى أَنْفُسِكُم، وَلا تدْعُوا عَلى أَولادِكُم، وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُم، لا تُوافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةً يُسأَلُ فِيهَا عَطاءً، فيَسْتَجيبَ لَكُم".
واختتم فضيلته الخطبة بقوله: أيها المسلمون ينبغي للنظير أن يخاطب نظيره في المهنة وقرينه في الوظيفة وصاحبه في الخِلطة والشركة بخطاب الأودّاء لا بخطاب الأعداء، ويتحدث معه بلسان المقاربة لا بلسان المغالبة، ومن الناس من يتعمّد إساءة مخاطبة قرينه أو نظيره، ويروم مشاغبة زميله بحضرة الناس بقصد الغضّ منه والحطّ من مقداره، ومجادلته في وجهه بما يرتفع عنه أرباب المروءات ومواجهته بخطاب الإغضاب والإضجار فيلصق
به التهم ويصغره بالإفك ويحاربه بالكذب وذلك فعل المغرور المستبد المستأثر الطامع الذي يروم الصعود على حقوق نظرائه، والاستحواذ على استحقاق شركائه، ويطمح لإقصاء الآخرين بالمكائد
والخديعة والدناءة ويشتري النصر بالغدر والعلاء بالافتراء، ويرجو التوفيق بالتلفيق وذلك ديدن من كان مذهبه النفاق لا حسن الأخلاق، وقانا الله وإياكم سبل السفهاء والجاهلين وسلك بنا سبيل أهل الدين واليقين.
وأضاف: فلا تخاطبوا الناس إلا بأحسن الألفاظ وأجملها وألطفها وأبعدها عن اللفظ الخسيس المفحش والجافِ الغليظ وأسلمها مما فيه ضعة أو نقيصة أو حطٌّ أو زراية بالمخاطبين وأنقاها مما فيه تهكم أو تحقير أو تصغير أو تقليل للسامعين قال الله تعالى: " وقولوا للناس حسناً "
وأكمل فضيلته: وقد قيل: الحرب أولها كلام وآخرها اصطلام. كبيرُ الشّر أولُهُ صغيرٌ.. كذاَك الحرب يَقدُمها الكلامُ، وقال المتنبي: لا خيل عندك تهديها ولا مال….فليسعد النطق إن لم يسعد الحالُ
وتحدث فضيلته عن أولى الناس بمخاطبتهم بالكلام اللين المؤدب فقال: فأولى من تتأكد العناية بالألفاظ عند محادثته ومخاطبته الوالدان ولا يخاطب الوالدان إلا بالمعاني المزوقة المحسّنة بحلل الألفاظ الشريفة لعلو مكانتهما ورفعة قدرهما وعظيم حقهما قال الله جل وعز : " ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً " فنهى عن مخاطبتهما بصوت الأفّاف المتضجّر المتكرّه المتثاقل، وأمر بالقول الجَميل الذي يقتضيه حسن الأدب، ولا يدعوهما بأسمائهما ولا يرفع صوته بلا فائدة عند مقامهما لأن ذلك من الجفاء وسوء الأدب .
ونصح فضيلته الزوجات فقال: أيها الزوجة المباركة: زوجك كِنّكِ و ِظِلّك وعضادتك وباب سعادتك فلا تخاطبيه بما يؤذيه ولا تطلقي لسانك بالسوء فتغضبيه وعظّميه وبجّليه فقد سمى الله الزوج سيداً فقال: " وألفيا سيدها لدى الباب " و سُمي سيداً لأنه يسوس زوجته ويقوم عليها بالأمرِ والنهي.
ونصح فضيلته الآباء والأمهات فقال: أيها الآباء والأمهات: الولد ثمرة القلب وريحانة الفؤاد فأسمعوه خطاب الرأفة والرحمة والتحنن والتحبّب والتّرفق وأظهروا له لسان التشجيع والتحضيض والاستمالة والإقناع ومن وصف ولده بالبلادة والبلاهة والغفلة والخرق فقد وقع في التعنيف اللفظي المنافي لكمال التربية، وإن لم تصل
تلك الألفاظ إلى حد التحريم، ولا يحل للوالد أن يكون شتِّاماً ولعاناً لأهله وأولاده، ومن اعتاد شتم
أهله وأولاده بالكلمات المحرمة شرعاً فقد سقطت عدالته وردت شهادته عند بعض الفقهاء، وينبغي
الدعاء للأولاد بالهداية والتوفيق والصلاح، ولا يجوز الدعاء عليهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا تَدعُوا عَلى أَنْفُسِكُم، وَلا تدْعُوا عَلى أَولادِكُم، وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُم، لا تُوافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةً يُسأَلُ فِيهَا عَطاءً، فيَسْتَجيبَ لَكُم".
واختتم فضيلته الخطبة بقوله: أيها المسلمون ينبغي للنظير أن يخاطب نظيره في المهنة وقرينه في الوظيفة وصاحبه في الخِلطة والشركة بخطاب الأودّاء لا بخطاب الأعداء، ويتحدث معه بلسان المقاربة لا بلسان المغالبة، ومن الناس من يتعمّد إساءة مخاطبة قرينه أو نظيره، ويروم مشاغبة زميله بحضرة الناس بقصد الغضّ منه والحطّ من مقداره، ومجادلته في وجهه بما يرتفع عنه أرباب المروءات ومواجهته بخطاب الإغضاب والإضجار فيلصق
به التهم ويصغره بالإفك ويحاربه بالكذب وذلك فعل المغرور المستبد المستأثر الطامع الذي يروم الصعود على حقوق نظرائه، والاستحواذ على استحقاق شركائه، ويطمح لإقصاء الآخرين بالمكائد
والخديعة والدناءة ويشتري النصر بالغدر والعلاء بالافتراء، ويرجو التوفيق بالتلفيق وذلك ديدن من كان مذهبه النفاق لا حسن الأخلاق، وقانا الله وإياكم سبل السفهاء والجاهلين وسلك بنا سبيل أهل الدين واليقين.