×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

لماذا لا يستطيع البشر شرب الماء المالح؟

لماذا لا يستطيع البشر شرب الماء المالح؟
 
يعتبر الماء ضروريا لبقائنا على قيد الحياة، لكن رغم ذلك فإن أكثر من 96% من المسطحات السائلة على الكوكب غير صالحة للشرب من قبل الإنسان، لأنها تحتوي على الكثير من الملح.

وهنا يُطرح السؤال الآتي: لماذا لا نشرب كل هذا الماء المالح، على وجه التحديد؟.

إن الإجابة المختصرة عليه، بسيطة للغاية وهي لأن ”كليتينا غير قادرتين على تحمله والتعامل معه“.

ووفقًا لتقرير نشره موقع ”sciencepost“ يوم الخميس الماضي، فإن الحقيقة التي قد لا ندركها أن ”هناك الكثير والكثير من الملح المذاب في المحيطات“.

وحسب الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة ”NOAA“، تمثل هذه المادة حوالي 3,5% من وزن مياه البحر.

ولفهم ذلك بشكل أفضل فلنتخيل السيناريو التالي: ”لو تم جذب كل الملح الموجود في المحيطات ونُشر على جميع أسطح اليابسة من الأرض فإن الطبقة المالحة من هذه الأسطح ستصل إلى ارتفاع يزيد عن 166 مترًا وهو ما سيُنفّر فيزيولوجيا الإنسان“.

فريق المياه العذبة

وحسب التقرير، فقد ”طوّرت بعض الحيوانات في النظم البيئية للمحيطات، مثل طيور القطرس والنوارس وطيور البطريق البحرية وغيرها من الثدييات البحرية، تكيّفات تسمح لها بشرب المياه المالحة بأمان تام“.

وأشار إلى أنه على العكس من ذلك ”تطور البشر من ناحيتهم وجميع الحيوانات البرية تقريبًا لشرب المياه العذبة فقط“.

وبين أنه ”عندما ظهرت حيوانات البحار القديمة منذ مئات الملايين من السنين وبدأت في التكيف مع الحياة على الأرض ابتعدت الأنواع عن الموائل الساحلية لتعيش في المزيد من المناطق الداخلية“.

وتابع التقرير: ”وأخيرًا عاشت العديد من الأنواع البرية، بما في ذلك أسلافنا الرئيسيون، في مناطق توفر الكثير من المياه العذبة، خاصة في البحيرات والأنهار، والقليل جدًا من المياه المالحة، إنْ وُجدت“.

وذكر موقع ”sciencepost“، أن ”الانتقاء الطبيعي ركز على معالجة المياه غير المالحة. ولهذا السبب من الخطورة بمكان شرب الماء المحمّل بالملح، مثل مياه المحيطات“.

واعتبر أن ”جسدنا ببساطة غير متكيّف مع هذا الماء. تحتاج خلايانا إلى ماء في شكل نقيّ نسبيًا“.

كثرة الملح تؤدي إلى الجفاف

وأوضح أنه ”من الممكن بالطبع تناول القليل من الملح. فعندما ينهل الجسم كل ما يحتاجه من الملح يتم التخلص من الباقي على شكل بول تُنتِجه الكلى عن طريق إذابة الشوائب في الماء الزائد“.

ولفت تقرير الموقع إلى أن ”الكلى لا تستطيع أن تنتج سوى البول الأقل ملوحة من دمنا. ومع ذلك يحتوي الماء المالح على أكثر من ثلاثة أضعاف كمية الملح الموجودة عادة في دم الإنسان“.

وختم: ”لذلك لا يمكن السيطرة عليها، يتراكم الملح بعد ذلك ويمتص المزيد من الماء، ما يؤدي إلى حالة من الجفاف، لا يمكن للمياه المالحة أن تروي عطشك أبدًا. بل ستجعلك فقط أكثر عطشًا“.
التعليقات 0
التعليقات 0
المزيد