"سفرة الطعام حكاية لاتنسى"
بقلم | شفاء الوهاس
قال أحدهم :
" نحن جيل الطيبين نحذركم من أنها في طريقها إلي الإنقراض في غضون سنوات أو عقود قليلة …
ستنضم السفرة إلي قائمة ضحايا طوفان الميديا ،والإنعزالية …
أو نتاج شراء " الدماغ" لسيدات البيوت ، وتفضيل الناس أن تكون المناسبات والعزائم خارج البيت .. بلا وجع دماغ !!
وهذا أصبحنا نراه بكثرة الآن
وللسفرة تاريخ ضارب في الزمن ، وذكريات جميلة وصعبة مع الجميع ، ومعي بصفة خاصة ..
فبجانب ثلاث عبارات خالدة :
أفرشوا السفرة …
الأكل على السفرة …
وشيلوا السفرة ..
هذه التعبيرات اكاد أُجزم بانها غابت عن مسامع الكثير ممن يقرأ الآن من الجيل الجديد ..لأنهم يطلبون( دلفري) ويأكلون في غرفهم
فالجلوس على السفرة مع الأسرة كان حدث يتكرر ثلاث مرات يوميا في طفولتي ….
( افطار - غداء - عشاء ).
وأول من إختفي وأنسحب كان العشاء
لأسباب كثيرة منها (الرجيم ..والنوم خفيف)
بعدها توارى الإفطار من السفرة حزيناً ، وذلك نتيجة الصيام المتقطع..الموضة التي ظهرت حديثا..ويزعمون أنه صحي الاستيقاظ وقت الظهيرة
وأخيراً الغداء …
والذي ظل صامداً لفترة ، محافظاً على هيبته وكينونته لمدة أطول ، حتى بدأ ينهار أيضاً ، بفعل اختلاف المواعيد والانشغال والأكل في الشارع ورچيم الصيام المتقطّع …وأصبحنأ نوزع الغداء في صحون لمن يتأخر.. ليسخنها في المكرويف وياكل وحده...فضاعت بركة الطعام وعدم الاجتماع.
بالنسبة لجيل الطيبين ، السفرة لم تكن للطعام فقط …
السفرة كانت للاجتماع و في كثير من الأحوال جلسة استماع و تاديب و تربية و ارشاد و توجيه و ..
وكنت تواجه فيها مصيرك …
فأنت ستجلس في مواجهة الركن المهيب ، الوالد ، والذي يكون بمثابة رئيس الجلسة ….
والإدّعاء ، أمي ، والتي تشكوني،وفي نفس الوقت تحاول أن اخذ حكم خفيف ..
والشهود ، الاخوة ، والذين يكونون غالباً مشاركين في الجريمة .
تأخذ الحكم ، وتذهب إلى غرفتك وانت تضرب برجلك في الأرض ، وتبرطم بكلام من مصلحتك ان يكون غير مفهوم .
غابت هذه المحكمة الجميلة ، وذهب الوالدان إلى رحمة الله ، بعد أن منحونا كل رحمتهم ..
وتفرّق الشهود …
واليوم ، لا تجمّع لأي أسرة علي السفرة …قدر علمي في الثلاث وجبات..وتبقى الأم والأب بمفردهم.
فالاكل إن لم يكن في الشارع ، فهو في المطبخ ، أو على الطاير …
علينا العمل على إنقاذ السفرة
فبانقاذها قد تنجو الأسرة من التفكك الكامل …
السفرة ليست " مفرش وطعام فقط …
السفرة حوار ونقاش ومشاركة
السفرة حكايات وضحك ونصائح وتعليم .
السفرة حياة أسرة ومجتمع … فأحيطوا بها كي تبقي"
قال أحدهم :
" نحن جيل الطيبين نحذركم من أنها في طريقها إلي الإنقراض في غضون سنوات أو عقود قليلة …
ستنضم السفرة إلي قائمة ضحايا طوفان الميديا ،والإنعزالية …
أو نتاج شراء " الدماغ" لسيدات البيوت ، وتفضيل الناس أن تكون المناسبات والعزائم خارج البيت .. بلا وجع دماغ !!
وهذا أصبحنا نراه بكثرة الآن
وللسفرة تاريخ ضارب في الزمن ، وذكريات جميلة وصعبة مع الجميع ، ومعي بصفة خاصة ..
فبجانب ثلاث عبارات خالدة :
أفرشوا السفرة …
الأكل على السفرة …
وشيلوا السفرة ..
هذه التعبيرات اكاد أُجزم بانها غابت عن مسامع الكثير ممن يقرأ الآن من الجيل الجديد ..لأنهم يطلبون( دلفري) ويأكلون في غرفهم
فالجلوس على السفرة مع الأسرة كان حدث يتكرر ثلاث مرات يوميا في طفولتي ….
( افطار - غداء - عشاء ).
وأول من إختفي وأنسحب كان العشاء
لأسباب كثيرة منها (الرجيم ..والنوم خفيف)
بعدها توارى الإفطار من السفرة حزيناً ، وذلك نتيجة الصيام المتقطع..الموضة التي ظهرت حديثا..ويزعمون أنه صحي الاستيقاظ وقت الظهيرة
وأخيراً الغداء …
والذي ظل صامداً لفترة ، محافظاً على هيبته وكينونته لمدة أطول ، حتى بدأ ينهار أيضاً ، بفعل اختلاف المواعيد والانشغال والأكل في الشارع ورچيم الصيام المتقطّع …وأصبحنأ نوزع الغداء في صحون لمن يتأخر.. ليسخنها في المكرويف وياكل وحده...فضاعت بركة الطعام وعدم الاجتماع.
بالنسبة لجيل الطيبين ، السفرة لم تكن للطعام فقط …
السفرة كانت للاجتماع و في كثير من الأحوال جلسة استماع و تاديب و تربية و ارشاد و توجيه و ..
وكنت تواجه فيها مصيرك …
فأنت ستجلس في مواجهة الركن المهيب ، الوالد ، والذي يكون بمثابة رئيس الجلسة ….
والإدّعاء ، أمي ، والتي تشكوني،وفي نفس الوقت تحاول أن اخذ حكم خفيف ..
والشهود ، الاخوة ، والذين يكونون غالباً مشاركين في الجريمة .
تأخذ الحكم ، وتذهب إلى غرفتك وانت تضرب برجلك في الأرض ، وتبرطم بكلام من مصلحتك ان يكون غير مفهوم .
غابت هذه المحكمة الجميلة ، وذهب الوالدان إلى رحمة الله ، بعد أن منحونا كل رحمتهم ..
وتفرّق الشهود …
واليوم ، لا تجمّع لأي أسرة علي السفرة …قدر علمي في الثلاث وجبات..وتبقى الأم والأب بمفردهم.
فالاكل إن لم يكن في الشارع ، فهو في المطبخ ، أو على الطاير …
علينا العمل على إنقاذ السفرة
فبانقاذها قد تنجو الأسرة من التفكك الكامل …
السفرة ليست " مفرش وطعام فقط …
السفرة حوار ونقاش ومشاركة
السفرة حكايات وضحك ونصائح وتعليم .
السفرة حياة أسرة ومجتمع … فأحيطوا بها كي تبقي"