إذا أردت أن تصبح كاتباً مشهوراً فعليك بالدين وثوابت الوطن والموروثات من عادات وتقاليد اعمل قلمك فيها بالضرب تحت الحزام وبالهمز واللمز وستصبح كاتباً لا يشق له غبار !!عجباً لمن كان هذا منطقهم وتفكيرهم فنراهم ينتشرون في صحافتنا وأنديتنا الأدبية وفي أتون ومعاطن الانترنت كما ينتشر الداء الخبيث في أوصال الجسد . فمنهم من هاجم الدين والعلماء ورجالات الحسبة واكتسب بعض المجد المزيف لنفسه وهو نكره لم يكن معروفاً فأوغل بقلمه في موروثات الوطن وعاداته غير آبه بقوله تعالى (( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )) وقول رسول رب البشرية (( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )) ومن المتعارف عليه إن الأخلاق ماهي إلا مجموعة من العادات والتقاليد التي حفظت للإنسان العربي شخصيته التي تميزه بين شعوب العالم وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتممها وينبذ بالنصوص الشرعية ما كان سيئ منها , وهذا الكاتب المسكين ما يلبث أن يتلاشى لأنه ما أراد من ذلك إلا لفت الانتباه إليه (( يعني فقاعة صابون وانفجرت )) . ومنهم من هو موجه وله أجنده , وللأسف هو من أبناء جلدتنا ولكنه من الذي شربوا من مستنقعات الغرب الآسنة وجاء بقضه وقضيضه يحاول أن يطبق النموذج الغربي الذي بهره على مجتمع له خصوصية وله تميز عن باقي شعوب الأرض شعب متمسكا بدين الله لا يسمح لأحد أن يساومه عليه , شغله الشاغل هو كلمة (( لا إله الله محمد رسول الله )) هذه الكلمة التي هبطت من السماء على ثرى هذا الوطن وكانت الأساس في قيام هذه الدولة النبيلة وعليها بايعنا وعليها نموت , فالمتأمل في هذا الكاتب وأسلوبه في التلون والتخفي ودس السم في الدسم وباسم المواطنة والرغبة في نشل هذا المجتمع إلى الأفق الأرحب من خلال منظوره هو فالمتأمل - كم أسلفت - يفهم انه لا يفعل ذلك العداء الصريح إلا بأجندة موجهه فهو تارة يضرب في الدين وتارة في التعليم وتارة في المرأة وتارة في أجهزة الدولة وفي رجال الحسبة وفي دور العبادة وينكش قضايا هذه المحاور ليثير قطبين من الناس بين مدافع ومؤيد فيتمزق المجتمع ويميع الدين (( وتلك شنشنة نعرفها من اخزم )). هذه المحاور لو اطلع أحدكم على كتب التاريخ لوجدها هي الشغل الشاغل منذ القرون التالية لصدر الإسلام للمستشرقين ولأعداء الأمة ومثيري الشبه في العقيدة وفي الرسالة المحمدية وفي كتاب رب الأرباب ولكنهم خابوا وخسرت مساعيهم فاتجهوا لتجنيد أبناء الجلدة لكي يكون لهم صدى ومؤيدين ويكون لهم قبول وتصفيق بلسان عربي فصيح يستطيعون من خلاله خلخلت هذه المحاور كي تهوي الأمة في دروب الضياع فالمقصود ليس التحرر والتطور بل تمزيق هذا الدين الذي دخل فيه الناس وحدانا وزرافات وقد أوغل قلوبهم هذا الاستسلام لله والانقياد له تحت لواء محمد عليه أفضل الصلاة والسلام . وهناك من أبناء الأمة من لم يسافر ولم يشرب من المستنقعات القذرة للفكر في بلاد الغرب ولكنه مصفق جيد وحاله يشبه حال الببغاء المردد للكلام ولا يفقه معنى الكلام الذي يردده , هو قد قراءه في صحيفة أو كتاب وأعجب بأسلوب الكاتب وجاء يردد ليس إلا ونسي قوله تعالى ((وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون)) وللأسف أصبح أولئك الببغاوات منشكحين في كل المواقع شاهرين ألسنتهم في وجه كل داعية أو مصلح أو صاحب موروث نبيل ، واني أتعجب لأولئك الببغاوات هل رأوا ياباني رغم التقدم العلمي والتكنولوجي يهاجم عادات اليابانيين في طريقة أكلهم للطعام بالعُصي أو ايرلندي يتأفف من لبس التنورة الايرلندية للرجال أو مسيحي يندى جبينه من لبس بابا الفاتيكان وطريقة فتواه في أمور الدين المسيحي أو يهودي يتذمر من ذقون اليهود وقبعاتهم وضفائرهم وهزهم لأجسادهم عند حائط المبكى أو ما يفعله رجال بوذا من طقوس في نهر الرب ورمي موتاهم في النهر والسباحة في النهر والجثث تطفو بجوارهم اوعبادتهم للجرذان في معابدهم .. والقائمة طويلة , ولكل شعب من شعوب العالم عاداته وتقاليده التي تحضى بصيانة أفراد تلك الشعوب فما الذي جعل أبنائنا يهاجمون دينهم ووطنهم وموروثاتهم وهم يعلمون أن العادة الحسنة إن لم تنفع فهي لن تضر , أتمنى من كل قارئ أن يفكر قليلا وان يتعمق ويقرأ التاريخ جيدا ليجد الإجابة الشافية الكافية . همسه : ظهرك أمانة لديك فلا تجعله مطية لمن بقلوبهم مرض وأنت تعلم بأن الله قد فضحهم في مواطن كثيرة من القرآن واسماهم المنافقون وقال إنهم في الدرك الأسفل من النار, فلا تكن معهم ولا تكتب بقلمك إلا ما يسرك أن تقرأه في كتابك يوم لا ينفعك مال ولا بنون ولا تقدم ولا حضارة .