المواطن فريد من نوعه ! هو مواطن حاله مثل حال أي مواطن مازال يكن بالحب والإخلاص والولاء لله أولا ثم المليك ( أطال الله في عمره ورعاه ) والوطن , لقد حاول فريد مرارا وتكرارا لأن ينفرد ويتميز عن غيره في كل شي , حتى أنه قد عرف عنه بل وأشتهر لدى الجميع بـ : المواطن فريد من نوعه ! , وبالرغم من وجود كل المفسدين والذين قد كانوا يعملون بجواره أو يقفون ضده , إلا أنه كان فريدا من اسمه وبفعله كمواطن شريف ونزيه ومجتهد في عمله , كما كان أيضا فريدا من نوعه وحتى في حسن تعامله وسمو أخلاقه وتربيته , فهو فقير الحال ولم يتزوج ولم يمتلك بعد لأي مسكن , و كثيرا ما كان يحلم ويحلم ويحلم أسوة بغيره , حتى أن أكثر أحلامه أو كما قد قيل عنها بأنها أو لم تكن إلا كمجرد أحلام خيالية سهلة في المنام , وبرغم تفردها وتميزها إلا أنها قد ملأت عليه بطابع من عدم التحقيق لها أو حتى للبعض منها , نظرا لصعوبتها أو لأن تكون متعلقة بأمل الانتظار : كأن يكون له مسكن ليمتلكه ومركبة ليمتلكها ورصيد مالي في البنك باسمه ليكفيه طيلة حياته , وبتوفر العمل المريح له وبراتب مغري , وبجميع الخدمات الترفيهية منها أو بغيرها لأن تكون جميعها ملبية ومتوفرة له وبالمجان , وبزوجة صالحة لا تثقله بطلباتها أو تتعسه في حياته ومعيشته , كأن تعمل على إسعاده وراحته , وأن تشاركه في كل أفراحه وأحزانه , وأن تكون صبورة ووفية ومحبة ومخلصة له , وكتومة لكل أسراره وقائمة لبيته وأولاده على أكمل وجه , وأن يكون له أصدقاء محبين وافين ومخلصين له لا من أجل المصالح فقط , وبأصحاب نبلاء وطيبين مثله بطيبة قلبهم لا بخبثهم وبتقلبهم عليه , وأن تكون كل الحياة والأجواء المعيشية والمحيطة له مسخرة تحت خدمته وراحته ورفاهيته , وأن تعمل كذلك على إرضائه أولا ولمن حوله كثانيا , وأن يكون له ولبقية أسرته تأمين طبي وعلاج مجاني في جميع المستشفيات الأهلية , وأن يحضا أيضا برعاية أسرية كاملة ومتكاملة بعد تقاعده وبالمجان ... و و و الخ , ليجد فريد نفسه وفي آخر المطاف بأن كل ما كان يحلم به مسبقا لم يكن سوى حلم جميل , وقد زال فورا عند استيقاظه من النوم فجأة , وختاما .. ومن خلال كل ما سبق : فالبرغم من زوال حلم فريد , إلا أنه مازال محافظا ومحتفظا على ما قد عرف عنه وأشتهر به من قبل , كمواطن : وذلك بوطنيته في حبه وإخلاصه وولائه لدينه أولا ثم لمليكه ووطنه , وباسمه الفريد : والذي مازال منفردا ومتميزا به عن غيره سواء بالاسم أو بالفعل , وباحتفاظه لنوعه : لأنه مازال يحلم بأحلامه المتميزة والفريدة من نوعها , ليكتشف هو .. وبعد ذلك بأنه (وبالفعل) : مازال المواطن فريد من نوعه ! .