يعجبني دائماً ذلك المسؤول المتوقد الحس ، الذي تهمه وزارته أو إدارته ، فيقوم بزيارات مفاجأة ليتأكد من سير العمل على الوجه الذي يريده .
وفي الحقيقة أن منهج المفاجأة في زيارات القطاعات التابعة لمعاليه أو سعادته دليل والله على حرصه وأمانته .
فالزيارة المفاجأة ستكشف لمعاليه أو لسعادته ، مانراه نحن المواطنون من صنوف المفاجأت في كافة الإدارات لدينا ، وبلا شك ولا ريب أن ما سيراه رغم المفاجأة أهون بكثير مما نراه .
لكن الإشكال في الأمر يا صحب الكرام : أني ما رأيت زيارة مفاجأة من قبل ، بل رأيت صورة معاليه أو سعادته ، تحت عنوان معالي الـ .. أو سعادته الـ .. يقوم بزيارة مفاجأة لـ .. !
فيبهرني المنظر ، ويحيرني الأمر ، فأنا بادرت لقراءة الموضوع على أنه زيارة مفاجأة ، قام بها حفظه الله ليقف على مكامن الخلل في وزارته ، لكن الغريب أن هذه الزيارة المفاجأة قد حظيت بحضور إعلامي كبير ، وحشد جماهيري ليس باليسير ، وحاشية يسمى عددهم في عرفنا كثير !
فلم أفهم ولن أفهم ولا اريد والله أن أفهم ، كيف سميت هذه زيارة مفاجأة ، وما نوع المفاجأة فيها ، ومالذي وقف عليه معاليه وسعادته في وزارته أو إدارته مادامت مفاجأة معاليه بهذا الشكل ؟
هل سيضع يده على تلاعب لم يستطع من تحته إخفاءه ( لاستخدام معاليه ) عنصر المفاجاة ؟
أم هل سيأتي ليجد موظفيه في تسيب وتهرب من العمل لأنهم لم يعلموا بقدومه ؟
أو هل سيرى أولئك المواطنين يعانون في وزارته وإدارته ؟
نعم سيرى ذلك كله وأكثر !
ولكن عندما يقوم معاليه بزيارة مفاجأة حقيقة !
لا بهرجة إعلامية
إشكال : أتوقع أن اصحاب المعالي والسعادة يعملون بهذا الحديث (لا يحل لمسلم أن يروع مسلما )