القرية التي هي حاضنة البحر [ ١٠ ]
( لمى الروقي ) .. قُدِّرَ لها أن تكون أحد أطفال تلك القرية ، وقُدِّرَ لنا أن نعيش مأساتها بكل تفاصيلها
ربما ينسى الناس ذات يوم تلك الأحداث ولكن قريتي لن تنساها ، باتت لمى الروقي
وحكاية فقدها المشهورة إحدى تفاصيل تلك القرية التي كان بالقرب منها مسرح أحداث ذلك الفقد وميدانه ، ومازالت حتى كتابة هذه السطور حكايتها مستمرة ومازال ميدانها مكتظا بالجموع لمشاهدة آخر فصول وتفاصيل تلك الرواية ،
وبات الناس ساهرون واجفون متألمون منتظرون وأكفّهم ترتفع تضرعا بأن ينزل الله صبرا ليكون ترياقا لقلبيّ والديها
( لمى الروقي ) تاريخ من بياض ، طفلة لم تكمل عامها السادس شغلت الأرض وحركت النبض وأغرت البعض
حتى أضحت حكاية سقوطها في البئر شغل الناس الشاغل ، التراب في ( وادي الأسمر ) الذي كما قيل تنازل
عن اسمه ليصبح ( وادي لمى ) أختلطت جزيئاته بجلد لمى وأحتضن - دمية لمى -
وسكنته روح لمى بكل طهرها ، وشهد على تجمهر الجموع الغفيرة في انتظار - خروج لمى -
- يوم الجمعة السابع عشر من صفر لعام ١٤٣٥هـ كان يوما فاصلا في تاريخ تحول ذلك [ الوادي الأسمر ]
الذي تهيأ اسمه للحزن الكبير على لمى قبل أن تولد ونولد ويولد أغلب من هناك
بهذا اللون الذي أختاره لأسمه في زمن ما ولسبب ما لا نعلمهما .
- الإعلام يتحدث عن لمى بكل وسائلة المقروءة والمسموعة والمرئية ،
الناس يتحدثون عن لمى ويبكونها كأنهم اشتركوا في أبوّتها وكأنها طفلتهم الوحيدة
المكان بكى وتأثر وهو يشاهد تفاصيل الفقد المريرة ومشاعر الأبوين النازفة ...
- عايض الروقي الأب المكلوم وحرمه ( والدة لمى ) الأم الثكلى وأبنتيهما الأكبر منها والأصغر لها
لن يبرح هذا الوادي وذلك اليوم وتلك الأحداث مخيلاتهم ( عائلة قُدِّرَ لها الألم / الفقد الموجوع المستمر الذي لم ولن يُنسى )
ستبقى ذاكرة أفئدتهم وأيامهم ذاكرة / نازفة لكل وبكل ما مر بهم في تلك الأيام العصيبة
وفي هذا المصاب الجلل على قلوبهم ولكن أسأل الله أن يكون لهم
في الإحتساب أجرا وفي الصبر ثوابا وفي الجنة دارا )
- سألت نفسي كثيرا ماسر أن يأتي القدر بأسرة لمى الروقي من وسط المملكة إلى أطرف أطراف شمالها قريتي
وتصبح نهايتها هنا في أحد أبارها ؟ إنه القدر ولا غرابة ! فقد لمى بات مؤرقا وهاجسا لكل ذي قلب .
غياب لمى في غيابات الجب ، كان لدى البعض كغياب يوسف عليه السلام
الذي لم يكن غيابا أبديا حسمه الموت بل كثير كانوا ينتظرون من بين ذرات الرمل بارقة أمل تلوح لروح لمى
تتنفس من خلالها وربما كنت أنا أحدهم ، ففي بعض الأحيان نتشبث بالأمل عنوة كي نجعل لنا فية حياة ،
- ( دمية لمى ) كان لها دورا في بطولة الفقد تلك ولو إنها تنطق لنطقت
وحدثتنا عما جرى منذ ساعات الغياب الأولى .
- والدة لمى جفف الحزن مآقيها ، وكم تخيلت نفسي اُطارح الفقد مكانها وما أدراك ما الفقد ؟
إنه الموت البطئ المحقق ، ولكم تخيلتها وهي ترى فلذة كبدها تهوى في البئر وتتماسك
وتحتسب هو الإيمان ورحمة الله لا سواهما ، فلله درها ودرّ أبيها !
- والد لمى ذلك البدوي الأشمّ المكلوم والذي باتت القنوات و وسائل الإعلام تقتات على حزنه وتصنع مواد إثارة برامجها
من جرح فقده أبكاني مرات ومرات وهو يتحدث بكل حزن وتلقائية لتلك القنوات
فقد أصبح مادة مستهلكة وهدفا منشودا طوال شهر أو يزيد ! ( وهنا يجب أن نتوقف
ونتبصّر قليلا في مُصدريّ اللآ إنسانية ومُستثمريها ) !
- لله هو و والدتها وشقيقتيها ، كم حزنت وتألمت لشقيقتها الكبرى ( شوق ) وهي تتحدث بكل براءة
وتقول : إنها ذهبت هي ولمى لإحضار ( الطينة ) كما وصفتها والتي أجزم بأن ذلك المنظر لن يفارقها وسيخيم على حياتها
المستقبلية بكل أبعاده ) ، ذهبت لمى ببرائتها لإحضار ( الطينة ) وسقطت ، سقطت في غيهب ظلام البئر
وبراثن الموت المختبئ به والذي تمكن منها رغم محاولات الحذر !
إنه الموت وهل لنا في الموت حيلة أو وسيلة ؟ إنه الموت : فكّ عزرائيل
المتربّص بأجسادنا ، المغيب لأرواحنا ) ..!
- لمى نحن خُلقنا من طين وهو ذات الطين الذي أغتالك عندما اغراك بالإمساك به وذهبتِ إليه بكلتا قدميك الصغيرتين
في إنطلاقة لعب غير مدركة ، كلنا من طين والطين من تراب والتراب هو من أحتوى جسدك
الطاهر رغم صقيع الشتاء الذي أذاب أطرافك بردا وظلاما ، إنه شتاءً لم تُدفئُكِ شمسه بل كله زمهريرا !
- لاكت الشائعات المغرضة والأقلام الموبوءة حادثة لمى ( بلا نفس لوامة أو مطمئنة راضية بالقدر بل بنفوس أمارة بالسوء ) يقودها شر مستطير ، سلقوهم بألسنةٍ حِداد ، قدوا قميص أسرتها من دبر وأصروا على بهتانهم وإنزال أقصى درجات العقاب بهم ، وعبّروا الرؤى وهم للرؤيا غير معبّرين ولا مدركين ، قُتِل الإنسان ما أكفره وتباً له إنه خُلِقَ ظلوما جهولا ،
لم يضع أحدهم نفسه مكان والديها ، ولم يضع في حسبانه دورة الأيام وشر عدم تقدير البلاء و الإبتلاء ، تناولوا لحم والديها
وافترسوه بأنيابهم القواطع الجائعة التي لا تبقي ولاتذر ولا تعرف للرحمة بابا ، وتبعهم ضعاف النفوس ،
جعلوا الرأي العام ينقسم إلى مصدق مايقولون ومستجير متعوذ بالله ممايأفكون !
حتى الذئب أتوا به في تلك الحكاية وللمرة الثانية في قصة تكاد تتشابه مع أشهر قصص الجب
في التاريخ يثبت الذئب برائته من أشلاء لمى !
( لمى ) .. قصة ستعيد صياغة خيالي كلما مررت بذلك الوادي التراب
وستتلوها ذاكرتي كلما فتح أذنيه للحديث باب ، وكلما غُرِسَ في أجساد
الطهر ناب ، ستبقى كـ قصة براءة الذئب من دم يوسف !
/
الطير والبشر والشجر والحجر والمطر وحتى البئر الذي ألتهمها
شق جيبه حزنا على فقد : لمى بنت عايض بن راشد الروقي العتيبي براءة حقل المفقودة
في ثنايا الرمل .... وكفى !!
- يتبع -
أوراق تتناولها امرأة من حقيبة العمر
لتحتفظ بها في صناديق الذكريات
وتهديها لـ ملفات التاريخ
الورقة السابقة ↓↓
http://www.sada-tabuk.com/articles-a...how-id-885.htm
تويتر : @Saqyat3trً
( لمى الروقي ) .. قُدِّرَ لها أن تكون أحد أطفال تلك القرية ، وقُدِّرَ لنا أن نعيش مأساتها بكل تفاصيلها
ربما ينسى الناس ذات يوم تلك الأحداث ولكن قريتي لن تنساها ، باتت لمى الروقي
وحكاية فقدها المشهورة إحدى تفاصيل تلك القرية التي كان بالقرب منها مسرح أحداث ذلك الفقد وميدانه ، ومازالت حتى كتابة هذه السطور حكايتها مستمرة ومازال ميدانها مكتظا بالجموع لمشاهدة آخر فصول وتفاصيل تلك الرواية ،
وبات الناس ساهرون واجفون متألمون منتظرون وأكفّهم ترتفع تضرعا بأن ينزل الله صبرا ليكون ترياقا لقلبيّ والديها
( لمى الروقي ) تاريخ من بياض ، طفلة لم تكمل عامها السادس شغلت الأرض وحركت النبض وأغرت البعض
حتى أضحت حكاية سقوطها في البئر شغل الناس الشاغل ، التراب في ( وادي الأسمر ) الذي كما قيل تنازل
عن اسمه ليصبح ( وادي لمى ) أختلطت جزيئاته بجلد لمى وأحتضن - دمية لمى -
وسكنته روح لمى بكل طهرها ، وشهد على تجمهر الجموع الغفيرة في انتظار - خروج لمى -
- يوم الجمعة السابع عشر من صفر لعام ١٤٣٥هـ كان يوما فاصلا في تاريخ تحول ذلك [ الوادي الأسمر ]
الذي تهيأ اسمه للحزن الكبير على لمى قبل أن تولد ونولد ويولد أغلب من هناك
بهذا اللون الذي أختاره لأسمه في زمن ما ولسبب ما لا نعلمهما .
- الإعلام يتحدث عن لمى بكل وسائلة المقروءة والمسموعة والمرئية ،
الناس يتحدثون عن لمى ويبكونها كأنهم اشتركوا في أبوّتها وكأنها طفلتهم الوحيدة
المكان بكى وتأثر وهو يشاهد تفاصيل الفقد المريرة ومشاعر الأبوين النازفة ...
- عايض الروقي الأب المكلوم وحرمه ( والدة لمى ) الأم الثكلى وأبنتيهما الأكبر منها والأصغر لها
لن يبرح هذا الوادي وذلك اليوم وتلك الأحداث مخيلاتهم ( عائلة قُدِّرَ لها الألم / الفقد الموجوع المستمر الذي لم ولن يُنسى )
ستبقى ذاكرة أفئدتهم وأيامهم ذاكرة / نازفة لكل وبكل ما مر بهم في تلك الأيام العصيبة
وفي هذا المصاب الجلل على قلوبهم ولكن أسأل الله أن يكون لهم
في الإحتساب أجرا وفي الصبر ثوابا وفي الجنة دارا )
- سألت نفسي كثيرا ماسر أن يأتي القدر بأسرة لمى الروقي من وسط المملكة إلى أطرف أطراف شمالها قريتي
وتصبح نهايتها هنا في أحد أبارها ؟ إنه القدر ولا غرابة ! فقد لمى بات مؤرقا وهاجسا لكل ذي قلب .
غياب لمى في غيابات الجب ، كان لدى البعض كغياب يوسف عليه السلام
الذي لم يكن غيابا أبديا حسمه الموت بل كثير كانوا ينتظرون من بين ذرات الرمل بارقة أمل تلوح لروح لمى
تتنفس من خلالها وربما كنت أنا أحدهم ، ففي بعض الأحيان نتشبث بالأمل عنوة كي نجعل لنا فية حياة ،
- ( دمية لمى ) كان لها دورا في بطولة الفقد تلك ولو إنها تنطق لنطقت
وحدثتنا عما جرى منذ ساعات الغياب الأولى .
- والدة لمى جفف الحزن مآقيها ، وكم تخيلت نفسي اُطارح الفقد مكانها وما أدراك ما الفقد ؟
إنه الموت البطئ المحقق ، ولكم تخيلتها وهي ترى فلذة كبدها تهوى في البئر وتتماسك
وتحتسب هو الإيمان ورحمة الله لا سواهما ، فلله درها ودرّ أبيها !
- والد لمى ذلك البدوي الأشمّ المكلوم والذي باتت القنوات و وسائل الإعلام تقتات على حزنه وتصنع مواد إثارة برامجها
من جرح فقده أبكاني مرات ومرات وهو يتحدث بكل حزن وتلقائية لتلك القنوات
فقد أصبح مادة مستهلكة وهدفا منشودا طوال شهر أو يزيد ! ( وهنا يجب أن نتوقف
ونتبصّر قليلا في مُصدريّ اللآ إنسانية ومُستثمريها ) !
- لله هو و والدتها وشقيقتيها ، كم حزنت وتألمت لشقيقتها الكبرى ( شوق ) وهي تتحدث بكل براءة
وتقول : إنها ذهبت هي ولمى لإحضار ( الطينة ) كما وصفتها والتي أجزم بأن ذلك المنظر لن يفارقها وسيخيم على حياتها
المستقبلية بكل أبعاده ) ، ذهبت لمى ببرائتها لإحضار ( الطينة ) وسقطت ، سقطت في غيهب ظلام البئر
وبراثن الموت المختبئ به والذي تمكن منها رغم محاولات الحذر !
إنه الموت وهل لنا في الموت حيلة أو وسيلة ؟ إنه الموت : فكّ عزرائيل
المتربّص بأجسادنا ، المغيب لأرواحنا ) ..!
- لمى نحن خُلقنا من طين وهو ذات الطين الذي أغتالك عندما اغراك بالإمساك به وذهبتِ إليه بكلتا قدميك الصغيرتين
في إنطلاقة لعب غير مدركة ، كلنا من طين والطين من تراب والتراب هو من أحتوى جسدك
الطاهر رغم صقيع الشتاء الذي أذاب أطرافك بردا وظلاما ، إنه شتاءً لم تُدفئُكِ شمسه بل كله زمهريرا !
- لاكت الشائعات المغرضة والأقلام الموبوءة حادثة لمى ( بلا نفس لوامة أو مطمئنة راضية بالقدر بل بنفوس أمارة بالسوء ) يقودها شر مستطير ، سلقوهم بألسنةٍ حِداد ، قدوا قميص أسرتها من دبر وأصروا على بهتانهم وإنزال أقصى درجات العقاب بهم ، وعبّروا الرؤى وهم للرؤيا غير معبّرين ولا مدركين ، قُتِل الإنسان ما أكفره وتباً له إنه خُلِقَ ظلوما جهولا ،
لم يضع أحدهم نفسه مكان والديها ، ولم يضع في حسبانه دورة الأيام وشر عدم تقدير البلاء و الإبتلاء ، تناولوا لحم والديها
وافترسوه بأنيابهم القواطع الجائعة التي لا تبقي ولاتذر ولا تعرف للرحمة بابا ، وتبعهم ضعاف النفوس ،
جعلوا الرأي العام ينقسم إلى مصدق مايقولون ومستجير متعوذ بالله ممايأفكون !
حتى الذئب أتوا به في تلك الحكاية وللمرة الثانية في قصة تكاد تتشابه مع أشهر قصص الجب
في التاريخ يثبت الذئب برائته من أشلاء لمى !
( لمى ) .. قصة ستعيد صياغة خيالي كلما مررت بذلك الوادي التراب
وستتلوها ذاكرتي كلما فتح أذنيه للحديث باب ، وكلما غُرِسَ في أجساد
الطهر ناب ، ستبقى كـ قصة براءة الذئب من دم يوسف !
/
الطير والبشر والشجر والحجر والمطر وحتى البئر الذي ألتهمها
شق جيبه حزنا على فقد : لمى بنت عايض بن راشد الروقي العتيبي براءة حقل المفقودة
في ثنايا الرمل .... وكفى !!
- يتبع -
أوراق تتناولها امرأة من حقيبة العمر
لتحتفظ بها في صناديق الذكريات
وتهديها لـ ملفات التاريخ
الورقة السابقة ↓↓
http://www.sada-tabuk.com/articles-a...how-id-885.htm
تويتر : @Saqyat3trً