×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
صدى تبوك

خن الدجاج



(( خُن الدجاج ))

حقيقة لا اعلم لماذا يُصر بعض المسئولين في الدوائر الحكومية على الاستمرار في تطبيق ذات الإجراءات التي صيغت كي تخدم حقبة زمنية آفلة أكل وشرب عليها الزمن ولماذا لا يدرك أولئك المسئولين أن الزمن قد تغير وان هذه الدولة المباركة أصبحت تزاحم أكبر الدول في الحضارة وتحتاج هذه القفزة الهائلة إلى إعادة سن بعض القوانين وتجديد بعض الإجراءات المطبقة في الدوائر الحكومية بأخرى تلبي أهم ما يميز هذا الزمن وهو السرعة والجودة في الخدمة المقدمة وهذا ما دعت له القيادة المباركة وطالبت مراراً وتكراراً المسئولين في جميع الوزارات والدوائر الحكومية إلى التحول السريع لما يسمى بالإدارة الحكومية لتسهيل أمور الناس والقضاء على الزحام ومواكبة العصر ... ولكن للأسف لم نلمس ذلك على ارض الواقع فالدوائر التي تحولت إلى نظام الإدارة الحكومية تحولت بخطوات متثاقلة وبخدمة لم تلبي تطلعات ولاة الأمر واغلب الدوائر الأخرى لازالت في (( محلك راوح )) فلا زالت كلمة (( وقف في السرا )) وكلمة (( راجعنا بكره )) ولازال (( الملف العلاقي )) ولازال (( المعروض )) و (( تعبئة النماذج )) تسود أجواء العمل اليومي في اغلب الدوائر الحكومية .. وهذا والله ليس إلا تقاعس من مسئولي تلك الدوائر في تطبيق ما دعت إليه قيادتنا الرشيدة.



ومن الصور العتيقة التي لازالت تُصر على استجلابها من الزمن الغابر وزارة الشئون البلدية والقروية وتقوم بتطبيقها دون دراسة وتمعن ودون أن تسأل نفسها هل هذه السياسة لازالت نافعة في هذا العصر ؟؟

فهي لازالت تصر على توزيع الأراضي على المستحقين ضمن إجراءات عفا عليها الزمن جعلت من طوابير الانتظار ما يستحق أن يسجل في كتاب غينس للأرقام القياسية وبعد عنا الانتظار يتم الإفراج عن المنحة بمساحة 20×20 يعني (( خُن دجاج )) وليس منزلاً يلبي احتياجات المواطن وأسرته ويحافظ على الواجهة الحضارية للمدينة ويساعد الجهات الأمنية في الحد من سرقات السيارات التي تقبع أمام المنازل في أشكال هندسية تعكر منظر الشارع وتجعله بعد البراح ضيق بالكاد أن تعبر منه السيارات الأخرى وقد تكون فوق الأرصفة وتحت الأشجار التي تزين الشوارع بحثاً عن الظلال فتشل حركة مرتادي الأرصفة .



فما الضير لو رمت وزارة الشئون البلدية بهذه السياسة العتيقة خلف ظهرها وسنت سياسة أخرى بتوزيع أراضي ذات مساحات كبيره تلبي حاجة الأسرة السكنية حيث يستطيع المواطن أن يبني له منزلاً بفناء يحتوي على حديقة تكون متنفس له ولأولاده ومرآب لسيارته .



إن توزيع أراضي المنح وخاصة في المخططات الجديدة سيكون قفزة هائلة وخطوة حضارية غير مسبوقة يلبي حاجة الأسرة حيث يبقى الأطفال في امن وآمان يلعبون في فناء المنزل بدلاً من الشارع ويقضي تماما على هاجس سرقة السيارات الذي اقلق الجهات الأمنية واقلق المواطن على حد سواء ويجعل شوارعنا واسعة نظيفة لا نرى بها سيارات تقف ذات اليمين وذات الشمال في شكل فوضوي ويقضي على كثيراً من السلبيات .



الأمر لا يستحق من العناء إلا استبدال (( 20×20 )) إلى (( 50×50 )) كي نستطيع فعلا أن نقول أننا نواكب العصر ومتغيراته وأننا آمة لا تلتفت للماضي بل نحن امة زاحفة للأمام نرتقي للمجد ونتغير دائما للأفضل .



فهل يحدث ذلك ... الأمر منوطا بمدى تقبل المسئولين للغة العصر ومواكبتهم لعجلة التطور!!



تحياتي



بقلم /عبدا لله بن على الاحمري

بواسطة : صدى تبوك
 1  0