ما إن يبدأ الفجر يفتح ستاره إيذاناً باستقبال ضوء جديد لإشراقة شمس تتهادى على استحياء تخشى رياح الشمال لما توقظه وتحمله من توجس وترقب .. يرن في مسامعها صدى الأيام سريعة لاهثة , ويتسلل إلى أذانها صافرة انطلاق لبدء سباق ..
سباق بين جُند إبليس وسراياه وأعوانه, الذي تبكينا جراحه وتُدمي قلوبنا انتصاراته, ونسأل الله أن يحفظنا وينصرنا نصراً عزيزا.
ترتفع قليلاً وقد احمر وجهها خشيةً من بدء الانطلاق من سيكسب الرهان.. تتسارع الأقدام, وتتسابق الخطى في ميادين الشر وعلى ساحات الغفلة.. تتبارى القوى, وتتنافس القدرات بين جنوده وأعوانه تحت السابقون السابقون ..
يتسلل ضوء الشمس إلى وكر إبليس , وهو مستلقٍ على عرشه يرصد نتائج المباراة التي سبق وأن رصدتها الأقلام بالدماء و أظهرتها المؤشرات بالدموع , استلقى وقد انتفخت أوداجه مما حقق من انتصارات ظهرت نتائجها على شاشته الشيطانية .. يبتسم انتصاراً لارتفاع المؤشرات بما حقق من انجاز.
فالسعودية تحصد يومياً 82 هدفاً , عًمان يومياً 96 هدفاً , البحرين 88 , الكويت 73 , الإمارات 41
رحلة دائرية تنطلق من إبليس بصافرة وتعود إليه ليُلبس التاج ويمنح الكأس لمن حقق الهدف ..
ما لذي توقظه فينا هذه اللوحة الرقمية ؟؟ !!
كم هُدمت من بيوت ؟؟!! , وكم شُردت من أُسر ؟؟!! , وكم قُطعت أواصر و ضُيعت عشائر ؟؟!!
كلمة واحدة تخرج من فم الرجل لا يلقي لها بالاً تهوي به وبأسرته وعشيرته إلى مسالك الضياع , ودروب الرذيلة والشقاق ( أنتِ طـــــــالـــق .. طـــــــالــــــق .. طـــــــالـــــــق ) يُطلقها الرجل أشد صوتاً على السمع , وأكثر وقعاً على النفس من صوت القنابل والحروب..
كلمة مخيفة تهتز لها القصور .. وتُزلزل بها البيوت .. وتدمع منها العيون .. وتبكي لها القلوب , هذا على المجتمع فما بالك على المرآة التي أصابتها قنابل الطلاق.
حينما تستيقظ من هول ما سمعت , وتستفيق من الذهول , وتُدرك إصابتها إلا وترى نفسها مهيضة الجناح , لا تملك إلا دموعاً تحرق مأقيها , تحاول أن تخفف حر جمرها , تكفكف ما تساقط منها , وشهيق يقطع نياط قلبها .
تبدأ بجمع أشلائها المتناثرة .. وبقاياها المحطمة.. تدخل غرفتها تتلمس بقايا ملابس تطُولها يدها وكأنه كفنها الذي تتوارى به .. تنتظر من يقوم بتشييعها إلى مثواها في بيت والدها وهي تُشيع بعينيها الدامعتين مملكتها وتُلقي نظرة الوداع على عرشها الذي نُسف بقنابل الطلاق .. تُغادر وهي تعلم جيداً ما لحق بمملكتها من أضرار , وما سيلحق به بعد ذلك من دمار ..
انتهى الشوط , وأُعلنت النتائج .. ووزعت الكؤوس .. وأُلبس التاج للفائز .. ولمزيد من الاحتفال تُرصد الآثار
وقفـــــــــــــــــات :
أختي المطلقة .. ماذا يعني لكِ اليوم الجديد , وماذا يهِبُك من إحساس صادق للمواجهة .. دعي الواقع يتشكل لك , ويُمطر عليك من سماءٍ زرقاء تفتح أبوابها لكِ .. تدعُوك لأن تتقدمي خطوة تتبعها أخرى وثالثة .. فالحياة قابلة للبداية .. اغلقي نوافذ الماضي الذي يتسرب منها نعيب الغراب ونعيق البوم .. افتحي نوافذ حديقتك, وترقبي تغريد عصافير ستُطل على حدائقك ذات يوم.. تُقلبين صفحة العمر من جديد وتأملي قول الله تعالى ( سيجعل الله من بعد عسرٍ يسرا ) سورة الطلاق آية 7
أخي الرجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رفقاً بالقوارير ) .. لا تتخذ ممن يُرددونا هذا البيت حكمتاً لك اعرف موضعك من الموضع الذي تضعها فيه " إن النساء شياطين خُلقنا لنا .. نعوذُ بالله من كيدِ الشياطينِ ", وردد البيت الذي يقول " إن النساء رياحين خُلقنا لنا .. وكُلنا يهوى شم الرياحينِ"
ركز اهتمامك على ريحانتك , وازرع الورود من حولها , واسقها بماء العطف والرعاية , ولرائحة الرياحين خاصية في طرد الهموم , وتوسيع الصدر , وتأسي بقوله صلى الله عليه وسلم ( خيركم خيركم لأهله).
والد المطلقة .. كون لها عوناً .. اجبر كسرها .. ضع لها عرشاً في منزلك .. فقد أخرجتها ملكة .. فلا تعيدها خادمة , فقد وعدك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بأن حسن رعايتك لها مرافقته في الجنة , فأي شرف ستناله أعظم من ذلك .
المجتمع .. لعلنا نستطيع أن نُحقق مع الآخرين تسامُحاً لا يفقدنا رونق الصدق مع ذاتنا , ويجب أن نجعل من ردة فعلنا دائماً تعقُلاً و احتواءً لانفعالات الآخرين , ولا نجعل من كلماتنا واقتراحاتنا المُغلفة مِعولاً صلباً نُساعد به هدم صُروح الآخرين , ولنستجيب لقوله تعالى ( يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً).
إيمان خليل الهندي
طالبة ماجستير الإدارة والتخطيط التربوي بجامعة تبوك
سباق بين جُند إبليس وسراياه وأعوانه, الذي تبكينا جراحه وتُدمي قلوبنا انتصاراته, ونسأل الله أن يحفظنا وينصرنا نصراً عزيزا.
ترتفع قليلاً وقد احمر وجهها خشيةً من بدء الانطلاق من سيكسب الرهان.. تتسارع الأقدام, وتتسابق الخطى في ميادين الشر وعلى ساحات الغفلة.. تتبارى القوى, وتتنافس القدرات بين جنوده وأعوانه تحت السابقون السابقون ..
يتسلل ضوء الشمس إلى وكر إبليس , وهو مستلقٍ على عرشه يرصد نتائج المباراة التي سبق وأن رصدتها الأقلام بالدماء و أظهرتها المؤشرات بالدموع , استلقى وقد انتفخت أوداجه مما حقق من انتصارات ظهرت نتائجها على شاشته الشيطانية .. يبتسم انتصاراً لارتفاع المؤشرات بما حقق من انجاز.
فالسعودية تحصد يومياً 82 هدفاً , عًمان يومياً 96 هدفاً , البحرين 88 , الكويت 73 , الإمارات 41
رحلة دائرية تنطلق من إبليس بصافرة وتعود إليه ليُلبس التاج ويمنح الكأس لمن حقق الهدف ..
ما لذي توقظه فينا هذه اللوحة الرقمية ؟؟ !!
كم هُدمت من بيوت ؟؟!! , وكم شُردت من أُسر ؟؟!! , وكم قُطعت أواصر و ضُيعت عشائر ؟؟!!
كلمة واحدة تخرج من فم الرجل لا يلقي لها بالاً تهوي به وبأسرته وعشيرته إلى مسالك الضياع , ودروب الرذيلة والشقاق ( أنتِ طـــــــالـــق .. طـــــــالــــــق .. طـــــــالـــــــق ) يُطلقها الرجل أشد صوتاً على السمع , وأكثر وقعاً على النفس من صوت القنابل والحروب..
كلمة مخيفة تهتز لها القصور .. وتُزلزل بها البيوت .. وتدمع منها العيون .. وتبكي لها القلوب , هذا على المجتمع فما بالك على المرآة التي أصابتها قنابل الطلاق.
حينما تستيقظ من هول ما سمعت , وتستفيق من الذهول , وتُدرك إصابتها إلا وترى نفسها مهيضة الجناح , لا تملك إلا دموعاً تحرق مأقيها , تحاول أن تخفف حر جمرها , تكفكف ما تساقط منها , وشهيق يقطع نياط قلبها .
تبدأ بجمع أشلائها المتناثرة .. وبقاياها المحطمة.. تدخل غرفتها تتلمس بقايا ملابس تطُولها يدها وكأنه كفنها الذي تتوارى به .. تنتظر من يقوم بتشييعها إلى مثواها في بيت والدها وهي تُشيع بعينيها الدامعتين مملكتها وتُلقي نظرة الوداع على عرشها الذي نُسف بقنابل الطلاق .. تُغادر وهي تعلم جيداً ما لحق بمملكتها من أضرار , وما سيلحق به بعد ذلك من دمار ..
انتهى الشوط , وأُعلنت النتائج .. ووزعت الكؤوس .. وأُلبس التاج للفائز .. ولمزيد من الاحتفال تُرصد الآثار
وقفـــــــــــــــــات :
أختي المطلقة .. ماذا يعني لكِ اليوم الجديد , وماذا يهِبُك من إحساس صادق للمواجهة .. دعي الواقع يتشكل لك , ويُمطر عليك من سماءٍ زرقاء تفتح أبوابها لكِ .. تدعُوك لأن تتقدمي خطوة تتبعها أخرى وثالثة .. فالحياة قابلة للبداية .. اغلقي نوافذ الماضي الذي يتسرب منها نعيب الغراب ونعيق البوم .. افتحي نوافذ حديقتك, وترقبي تغريد عصافير ستُطل على حدائقك ذات يوم.. تُقلبين صفحة العمر من جديد وتأملي قول الله تعالى ( سيجعل الله من بعد عسرٍ يسرا ) سورة الطلاق آية 7
أخي الرجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رفقاً بالقوارير ) .. لا تتخذ ممن يُرددونا هذا البيت حكمتاً لك اعرف موضعك من الموضع الذي تضعها فيه " إن النساء شياطين خُلقنا لنا .. نعوذُ بالله من كيدِ الشياطينِ ", وردد البيت الذي يقول " إن النساء رياحين خُلقنا لنا .. وكُلنا يهوى شم الرياحينِ"
ركز اهتمامك على ريحانتك , وازرع الورود من حولها , واسقها بماء العطف والرعاية , ولرائحة الرياحين خاصية في طرد الهموم , وتوسيع الصدر , وتأسي بقوله صلى الله عليه وسلم ( خيركم خيركم لأهله).
والد المطلقة .. كون لها عوناً .. اجبر كسرها .. ضع لها عرشاً في منزلك .. فقد أخرجتها ملكة .. فلا تعيدها خادمة , فقد وعدك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بأن حسن رعايتك لها مرافقته في الجنة , فأي شرف ستناله أعظم من ذلك .
المجتمع .. لعلنا نستطيع أن نُحقق مع الآخرين تسامُحاً لا يفقدنا رونق الصدق مع ذاتنا , ويجب أن نجعل من ردة فعلنا دائماً تعقُلاً و احتواءً لانفعالات الآخرين , ولا نجعل من كلماتنا واقتراحاتنا المُغلفة مِعولاً صلباً نُساعد به هدم صُروح الآخرين , ولنستجيب لقوله تعالى ( يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً).
إيمان خليل الهندي
طالبة ماجستير الإدارة والتخطيط التربوي بجامعة تبوك