×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبدالله بن خلف

مقالٌ بلا عنوان !
عبدالله بن خلف

هذا المقال محجوبٌ من العنوان , لذلك نود التنبيه بأنه ليس هُنالك تنبيه!

فإن هذه الكلمات المحجوبة من العنوان ليس لها وطنٌ إلا الورقات,

فإن رحلت الكلمات فما فائدة الورقات؟


(1)

اليوم دعوت أهم شخصياتٌ بارزةٌ في حياتي و حياة كل من لهُ حياة,

على احدى الطاولات المنسيات الهاربات من الممرات, على كوب قهوةٍ ثقيلةُ المذاقِ في جِيدها اغنياتٌ وهابية اللحن...

و في وجهها الكثير من الافكار..
اشخاصٌ كثيرون جداً على طاولةٌ واحدةٌ و كرسيٌّ واحد..
قد تتساءلون كيف لكرسيٌّ و احدٌ أن يحمل هؤلاء الأشخاص!

حسناً ماذا لو قلتُ لكم هذا الكرسيُّ هو الكرسيُّ الذي اجلس عليه!

لا استغراب لا استعجاب!

إنهُم أنا و بكلِّ جدارة المُناظرة

( أنا ) !




(2)



( البيوت تموت إذا غاب سكّانها )

درويش..

كان يجلس حول نفسه ناسياً نفسه, كان برفقة وحدته رغم ضجيج زحمة من حوله, كان يظن بأنه معانق الطرقات,

فتفاجئ بأن الطرقات بلا ورقات و بِلا امنيات,

كان يسئل نفسهُ :

هل أُبالي من اتساع ارض الوحدة, ام اُبالي من ضيق تجمّعهم حولي!؟

فإن جميعهم مشغولون بجميعهم, و انشغالهم هو سبب حياتهم...

و إن تطفلهم بجميعهم ليس لسعادتهم , إنما هدفاً منهم لتعاستهم!




(3)



و اخيراً تم معرفة الوقت الذي سأجالس به أنا !

ذاك الوقت الذي كُنت اظنّ بأنه قد ذُبل مع ساعة الحياة, تلك الساعة التي اعتقدتُ بأنها دُفنت مع تابوت التشاؤم

تلك الساعة التي ليس لها وقتٌ سوى التوقف!

هل حقيقة اللحظة لم تعلم حقيقتها, هل نسيت كيف تُرتب اللحظة قبل وقوعها! ؟

ام كُنت قبل أن تخطو الخطوة تقفُ مُصلباً معلقاً بين طيّات الذكريات! ؟

ربما هو سُؤالاً لمْ يُسئل بعد وجواباً لم يأتي بعد..

قد يكون خيالٌ يتلبس الواقع و قد يكون واقعٌ يتعرى من التوقع!

ربما..

( نحن ننسى بأننا لا ننسى )

ونتجاهل كيف لنا أن نتجاهل, حتى نمضي حول الفواصل ونتناسى بأن هُناك نقطة لكل فاصلة قاتلة. !




(4)



اتيتُ أنا و شخصياتُ أنا الموقرة, جلسنا و طلبنا قهوتنا و بدأنا نقاشنا, و كان نقاشنا حول متى يحين نقاشنا !؟

لنناقش أهم قضايانا المنسيّة عنّا و نبحث عن شخصٌ منّا ليصرخ بكلمةٌ واحدةٌ من معاجم صرح هذا الصمت العجيب


كلمةٌ واحدة..

تكون مفتاحاً فوّاحاً لذاك الباب الذي لُقّب نفسه بالانتظار الذي هجر نفسه سارقاً بابه مع مفتاحه ونسى بأنه مُنتظر !



كلمةٌ واحدة..

تُعرض بها سلعة كلماتي أمام موكب الساعة المُسجلة من القدر, فهل هنالك ساعة من احدى ساعات الليل و النهار تَشتري كلماتي المنسيّة, والمقابل نظراتُها القارئة لمنسيّاتي..؟

--



اعتقد أن حقيبة كلماتي تتمنّى أن تعود من شوارع الرحيل, إلى دواليب الذكرى طالبةً إيّاها أن تغفر خطاياها لذاك الجُرم الأصيل

و هو :

أن لا أُبالي من خيالي, إلى أين سيأخذني, او إلى اين سيفنى بحالي

او إلى اين سيجعلني حبيسُ سجنه الإنفرادي!



عفواً...

هُناك أمل و ليس مجرد أمل, بل إنها قاعدة تتربع فوق القواعد, بحذافير زفير انفاسها أتنفس بها عند كل منحدرٍ تشاؤميّ

و القاعدة :

‏( الوان الشروق ليست كـ الوان الغروب )



فتلك الالوان توقظُنا و الاخرى تٌهدئُنا, ما اجملك يا شروق حين نستنشقُك, وما اروعك يا غروب حين نتأملك ..




(5)





ياه،.

كم أنا يا أنت مليؤون بالأفكار مزدحمون بالأسرار, منزعجون من صمتنا الذي ضيّع بصمتنا, إلى أن وصل بنا الحال أن لا نناقش اسرار صمتنا !

هل نسيت يا أنت ايُّها الأنا أن :

العقل يحتاج لبنيةٌ تحتيةٌ ويحتاج لمقاول و المقاول هو أنت يا أنا..

فكم من فكرةٌ ليس لها قوام, و كم من الجدران الكثيرة حولنا هي فقيرةٌ من النوافذ مُتشققةٌ من الإهمال ..

حتى اعتقدنا بأننا اثناء سيرنا بأنه سيكون كل شيء أمامنا والحقيقة أن السير تنحى عنّا وصار غير أمامنا..

لا اعلم يا أنا...

لكنني كُنت أُحاول جاهداً راكعاً أمام صمتك يا أنا...

علّك تُسقي عطشي بكلمةٌ واحدة تُبرهن لي يا أنا بأنني كُنت:

( بلا بُرهان ، بلا خفقان )

بلا مُثابرةٍ حول كل هدفٍ كان يرافق ظلّي

بلا صدقةٌ منك لأنا..

و الصدقة هي بسمةٌ منك عكس تعبّسك, ابتسامةٌ منك تجرُّني من الغرق الذي يلبسني ,

من السبات الذي رافق جفن افكاري, حتى صرت من جفاء ابتسامتك..

لا اعلم بأنني لا اعلم و لا اعلم بأنني لا احلم, حتى صرت لا اسمعُني حين أتكلم, اشبه بالموت الذي تراه يُلاحقك..!

يجب أن ترأف بي يا أنا و ترتب اوراقي المُبعثرة و أن تُجبّر كسور ظلّي لكي انهض من شلل جلوسي الوسواسي !



(6)



كانت القصّة غصّة لكل من ابتسم لغيره ناسياً أن يبتسم لنفسه,
و لكل من يفكرون بعقله قبل ان يُفكر هو بعقله!



( ما اجمل انسانك وما اجمل انسانك بعقلك )



لكم منّي أنا و اشخاصي...

اجمل رسالة سلام,

تشبه الوان الشروق,
مزدحمةٌ بروائح العطور..




عبدالله خلف
binkhallf@
بواسطة : عبدالله بن خلف
 3  0