هذا المقال هدية ود ، وباقة صدق ، ونسيم صبح، وعطر ياسمين ، ورسالة شكر، لمتيمتي ، ونور عيني ،ورفيقة دربي ، إنها مملكة حبي ،وعرش مودتي إنها "أمي" أم ماجد " حلوة اللبن"
أخي القارئ الحديث عن الأم حديث يلوح بالذكريات يعصف بالآهات والزفرات واعتذر لكل من فقد والديه حينما تتفجر براكين اشتياقه وحمم حنانه على فقدهما أو أحدهما ولعلك ستعيش معي تلك اللحظات والساعات وسيعيش معنا كل من رأى هذه المشاهد وعاينها سابقا مع والديه . والقرية المذكورة قي المقال هي قرية الفارعة وما أدراك ما الفارعة حنين الماضي ومرتع الصبا ومهبط الشعر والأدب منبع الكرم وزاد العفة والنقاء تقع شمال محافظة العلا فهي سماء وهواء وماء و صفاء فهي جبل أحمر وتل أصفر وصخرة صماء وحرة كحرار المدينة المنورة وسهول متواضعة وجبال شم وسحاب ملئ غيثا وبردا وعطرا وشمسا ساطعة و نخيل باسقات وأشجار مثمرات وبحبوحة خضراء تسر الناظرين هي الآن عين المصطافين و تحتضن سدا من أكبر سدود المملكة (سد وادي الجزل).ففردت أوراقي واخترت أقلامي الأنيقة الجذابة , والمداد الصادق الذي أرسم به لوحة من لوحات الماضي العتيق وأهديك إيها ولتعلم أن الأحداث التي ستمر عليها في هذا المقال هي فيض من الحقيقة عاصرتها وعشتها حقيقة وليست طفرة أدبية أو مقالة ترفية استعرض بها ملاحمي وعباراتي الأدبية ... . .
أمي..... كلمة ليست كباقي الكلمات وأحرف ليست كباقي الحروف هي عبق الذكريات زهر الحاضر والأمل المنشود والصدق المعهود هي اللطف والحنان هي الدمعة الحارة والضحكة الباسمة والشوق الملتهب هي رمز الفداء ونبراس الفرح والسرور هي سحاب كريم وأرض طيبة وبستان يانع بحر متلاطم من الخوف عليك والشفقة تجاهك , أيها القارئ دعني أخرج لك مشاعري التي لطالما اختزلتها بين جوانحي وأسكنتها غياهب جناني قبل أيام وليالي انخفضت درجة البرودة ووصلت قريبة من الصفر لبست أكواتي وبجا يمي وكنت مستعدا للقاء مع البرد لكن ذكرت موقفا بل مواقف قديمة اسخنتني وكدت أن أخلع دروعي ,,,, قبل عشرين سنة وأنا لازلت صغيرا بين أحضان والدي واجهتنا سنة ممطرة شاتيه قارصة شديدة البرد لا يكاد أن يخرج الإنسان إلا وقد ارتعش جسده وعلا زفيره وشهيقه من أسياط البرد فكنا ننتظر من يوقد لنا النار و يصنع لنا الحليب ويحمينا من هذا الغازي الجريء القاسي وفي لحظة مرجوة وساعة مشهودة أرى أمي ذلك الوجه المشرق والقلب المتدفق حنانا ودفئا تقاوم صفعات البرد وزمهرير القرية فتنشر الأمل وتنشر لنا الابتسامة والضحكة والقوة والثقة بأنفسنا فتقوم وتستعين بالله لتأتي لنا بالحطب من خارج منزلنا فتقبل على العناء وعلى المرض وعلى الظلام وترسم لنا التضحية في أرقى وأصفى المشاهد والمنابر فكأنها تقول خذ يا زمن مني الدروس والعبر رحمك الله ياأمي كم وقعت في طريقها وهي تمشي باتجاه أكوام الحطب وكم صعق قلبها عند سماعها لحتحتت الأشجار و سماع ماتحدثه الرياح من صفير مخيف فإنها تخشى أن يكون الذئب المفترس الذي هام خبره وسادت شراسته الأسماع في قريتنا ولم يقتل حتى الآن فكانت مع علمها بوجود الذئب فإنها تخاطر ولا تخشاه وكم وطأت على مايؤلمها ويزعجها وكم كانت تريد أن تأخذ أعواد الحطب فيشوبها من الشوك مايشوبها وتتحمل في سبيل أن ترانا حولها في غاية الدفء والراحة .. أخي القارئ هنا دعني أدع القلم على الورقة وأسكب دمعات صدق ووفاء على خدي عرفانا بما قدمت أمي وضحت دعني أرفع يدي بدعوة عل الله يرحمها ويحفظها , فكانت تأتي بالحطب من الخارج وتذهب به في الصالة وتوقده فتشتعل تلك الأعواد بصعوبة وبمحاولات مرهقة وذلك بسبب قطرات الندى المصاحبة مع انخفاض درجة البردة فتصب الكاز مرة وتنفخ في فمها الطاهر مرة حتى تشتعل النار وتشتد حرارتها ففي هذه اللحظة تكون أنهت الفصل الأول من عنائها وتعبها ثم تذهب لتلك الحجرة لتبدأ كذلك عملا أخر أنها حجرة المطبخ ...................
البيوت قديما في قريتنا كبيرة المساحة متباعدة الغرف واسعة الأفنية فهي بمثابة قصر أفراح وملعب كرة قدم وميدان سباق للمرثون فكنا نستمتع بها أكثر من استمتاعنا الآن في الشقق والأدوار العلوية ... فتتوجه أمي إلى المطبخ البعيد وهي متدرعة بملابسها وقد جمعتها على جسدها من شدة ما تلاقي فتجهز لنا التمر والحليب والشاي بل وتخبز لنا على الصاج خبزا لذيذا وساخنا شهيا فتبدأ بعد ذلك بإرسال صوتها الندي العلي معلنة بالخروج من كهوفنا الصوفية المنامية لنتجه مباشرة لصالة ونستمتع بما صنعت ثم تجبرنا على المذاكرة والحفظ ثم تكون بجانبنا تجهز أحذيتنا وترتب كتبنا وتزيد من الحطب على النار إذا اشتكى أحدنا البرد تنظر إلينا وننظر إليها ماأجمل تلك اللحظات ياأمي كم أنا مشتاق لتلك المشاعر وتلك الصورة ... بعد قليل يرفع الأذان عمي عتيق أو عمي فرج رحم الله الجميع وأسكنهم فسيح جناته لنبدأ يومنا بالصلاة ومن ثم نرجع مرة ثانية للكتب والعلم . وهذا هو ديدنها طوال الامتحانات النصفية والنهائية فما كلت وما ملت لأن هدفها واضح ومبين
أمي أبشري فأنك صنعتي مني إنسان عرف معنى الحياة ومعنى التضحية صنعتي جيلا عطوفا رحيما يقدس الحياة الأسرية ويقدس مكانة الأب بينهم أماه ابشري فأنك بذرتي في قلوبنا الدين وحب القران والصلاة واسأل الله أن تذوقي مابذرتي عاجلا وآجلا .. أماه إن تألمتي ببعدنا فلا زلت أذكرك صباح مساء في سجداتي وخلواتي عند منبري عند محاربي عند سفري عند ضحكي وهزلي وجدي... أماه ليت الأمهات الآن يعرفن حقوق أبنائهن وأزاوجهن, أماه تعبت عيني من النظر إلى أطفال يحملهم الخدم وهم ينظرون إلى أمهاتهم يقولون نحن أحق من تلك الشنطة التي ملئت مساحيق وجوالات , سئمت من أمهات لم تضحي إحداهن من أجل أولادهن يا أمهات العصر يا صانعات التاريخ نريد رجالا صالحين وبنات محتشمات عفيفات في أقوالهن وأفعالهن وتصرفاتهن نريد رياض الصالحين يدور بين أبنائنا نريد كعكة التوحيد أن تخالط دمائهم وقلوبهم نريد ألفة ومحبة وبسمة وحب بيننا وبين أبنائنا . أخيرا جزيت خير ياقارئ هذا المقال فلك مني كل الشكر والتقدير وإلى لقاء قريب بإذن الله تعالى......
1429
أخي القارئ الحديث عن الأم حديث يلوح بالذكريات يعصف بالآهات والزفرات واعتذر لكل من فقد والديه حينما تتفجر براكين اشتياقه وحمم حنانه على فقدهما أو أحدهما ولعلك ستعيش معي تلك اللحظات والساعات وسيعيش معنا كل من رأى هذه المشاهد وعاينها سابقا مع والديه . والقرية المذكورة قي المقال هي قرية الفارعة وما أدراك ما الفارعة حنين الماضي ومرتع الصبا ومهبط الشعر والأدب منبع الكرم وزاد العفة والنقاء تقع شمال محافظة العلا فهي سماء وهواء وماء و صفاء فهي جبل أحمر وتل أصفر وصخرة صماء وحرة كحرار المدينة المنورة وسهول متواضعة وجبال شم وسحاب ملئ غيثا وبردا وعطرا وشمسا ساطعة و نخيل باسقات وأشجار مثمرات وبحبوحة خضراء تسر الناظرين هي الآن عين المصطافين و تحتضن سدا من أكبر سدود المملكة (سد وادي الجزل).ففردت أوراقي واخترت أقلامي الأنيقة الجذابة , والمداد الصادق الذي أرسم به لوحة من لوحات الماضي العتيق وأهديك إيها ولتعلم أن الأحداث التي ستمر عليها في هذا المقال هي فيض من الحقيقة عاصرتها وعشتها حقيقة وليست طفرة أدبية أو مقالة ترفية استعرض بها ملاحمي وعباراتي الأدبية ... . .
أمي..... كلمة ليست كباقي الكلمات وأحرف ليست كباقي الحروف هي عبق الذكريات زهر الحاضر والأمل المنشود والصدق المعهود هي اللطف والحنان هي الدمعة الحارة والضحكة الباسمة والشوق الملتهب هي رمز الفداء ونبراس الفرح والسرور هي سحاب كريم وأرض طيبة وبستان يانع بحر متلاطم من الخوف عليك والشفقة تجاهك , أيها القارئ دعني أخرج لك مشاعري التي لطالما اختزلتها بين جوانحي وأسكنتها غياهب جناني قبل أيام وليالي انخفضت درجة البرودة ووصلت قريبة من الصفر لبست أكواتي وبجا يمي وكنت مستعدا للقاء مع البرد لكن ذكرت موقفا بل مواقف قديمة اسخنتني وكدت أن أخلع دروعي ,,,, قبل عشرين سنة وأنا لازلت صغيرا بين أحضان والدي واجهتنا سنة ممطرة شاتيه قارصة شديدة البرد لا يكاد أن يخرج الإنسان إلا وقد ارتعش جسده وعلا زفيره وشهيقه من أسياط البرد فكنا ننتظر من يوقد لنا النار و يصنع لنا الحليب ويحمينا من هذا الغازي الجريء القاسي وفي لحظة مرجوة وساعة مشهودة أرى أمي ذلك الوجه المشرق والقلب المتدفق حنانا ودفئا تقاوم صفعات البرد وزمهرير القرية فتنشر الأمل وتنشر لنا الابتسامة والضحكة والقوة والثقة بأنفسنا فتقوم وتستعين بالله لتأتي لنا بالحطب من خارج منزلنا فتقبل على العناء وعلى المرض وعلى الظلام وترسم لنا التضحية في أرقى وأصفى المشاهد والمنابر فكأنها تقول خذ يا زمن مني الدروس والعبر رحمك الله ياأمي كم وقعت في طريقها وهي تمشي باتجاه أكوام الحطب وكم صعق قلبها عند سماعها لحتحتت الأشجار و سماع ماتحدثه الرياح من صفير مخيف فإنها تخشى أن يكون الذئب المفترس الذي هام خبره وسادت شراسته الأسماع في قريتنا ولم يقتل حتى الآن فكانت مع علمها بوجود الذئب فإنها تخاطر ولا تخشاه وكم وطأت على مايؤلمها ويزعجها وكم كانت تريد أن تأخذ أعواد الحطب فيشوبها من الشوك مايشوبها وتتحمل في سبيل أن ترانا حولها في غاية الدفء والراحة .. أخي القارئ هنا دعني أدع القلم على الورقة وأسكب دمعات صدق ووفاء على خدي عرفانا بما قدمت أمي وضحت دعني أرفع يدي بدعوة عل الله يرحمها ويحفظها , فكانت تأتي بالحطب من الخارج وتذهب به في الصالة وتوقده فتشتعل تلك الأعواد بصعوبة وبمحاولات مرهقة وذلك بسبب قطرات الندى المصاحبة مع انخفاض درجة البردة فتصب الكاز مرة وتنفخ في فمها الطاهر مرة حتى تشتعل النار وتشتد حرارتها ففي هذه اللحظة تكون أنهت الفصل الأول من عنائها وتعبها ثم تذهب لتلك الحجرة لتبدأ كذلك عملا أخر أنها حجرة المطبخ ...................
البيوت قديما في قريتنا كبيرة المساحة متباعدة الغرف واسعة الأفنية فهي بمثابة قصر أفراح وملعب كرة قدم وميدان سباق للمرثون فكنا نستمتع بها أكثر من استمتاعنا الآن في الشقق والأدوار العلوية ... فتتوجه أمي إلى المطبخ البعيد وهي متدرعة بملابسها وقد جمعتها على جسدها من شدة ما تلاقي فتجهز لنا التمر والحليب والشاي بل وتخبز لنا على الصاج خبزا لذيذا وساخنا شهيا فتبدأ بعد ذلك بإرسال صوتها الندي العلي معلنة بالخروج من كهوفنا الصوفية المنامية لنتجه مباشرة لصالة ونستمتع بما صنعت ثم تجبرنا على المذاكرة والحفظ ثم تكون بجانبنا تجهز أحذيتنا وترتب كتبنا وتزيد من الحطب على النار إذا اشتكى أحدنا البرد تنظر إلينا وننظر إليها ماأجمل تلك اللحظات ياأمي كم أنا مشتاق لتلك المشاعر وتلك الصورة ... بعد قليل يرفع الأذان عمي عتيق أو عمي فرج رحم الله الجميع وأسكنهم فسيح جناته لنبدأ يومنا بالصلاة ومن ثم نرجع مرة ثانية للكتب والعلم . وهذا هو ديدنها طوال الامتحانات النصفية والنهائية فما كلت وما ملت لأن هدفها واضح ومبين
أمي أبشري فأنك صنعتي مني إنسان عرف معنى الحياة ومعنى التضحية صنعتي جيلا عطوفا رحيما يقدس الحياة الأسرية ويقدس مكانة الأب بينهم أماه ابشري فأنك بذرتي في قلوبنا الدين وحب القران والصلاة واسأل الله أن تذوقي مابذرتي عاجلا وآجلا .. أماه إن تألمتي ببعدنا فلا زلت أذكرك صباح مساء في سجداتي وخلواتي عند منبري عند محاربي عند سفري عند ضحكي وهزلي وجدي... أماه ليت الأمهات الآن يعرفن حقوق أبنائهن وأزاوجهن, أماه تعبت عيني من النظر إلى أطفال يحملهم الخدم وهم ينظرون إلى أمهاتهم يقولون نحن أحق من تلك الشنطة التي ملئت مساحيق وجوالات , سئمت من أمهات لم تضحي إحداهن من أجل أولادهن يا أمهات العصر يا صانعات التاريخ نريد رجالا صالحين وبنات محتشمات عفيفات في أقوالهن وأفعالهن وتصرفاتهن نريد رياض الصالحين يدور بين أبنائنا نريد كعكة التوحيد أن تخالط دمائهم وقلوبهم نريد ألفة ومحبة وبسمة وحب بيننا وبين أبنائنا . أخيرا جزيت خير ياقارئ هذا المقال فلك مني كل الشكر والتقدير وإلى لقاء قريب بإذن الله تعالى......
1429