أصعب لحظات المحبين تلك اللحظة التي يلملم فيها كل طرف بقايا مشاعره ..... وأحلامه ..... وذكرياته ويقرر الرحيل
تلك اللحظة التي ينتبه فيها القلب إلى نصفه الأخر الذي سيتركه حتما دون رجوع
هناك ذهول ...غضب ...حيرة .... ألم ... رجاء..
فلا عجب !
إن تصاعدت الزفرات و إغرورقت العيون بالدمعات وضربت اليمين بالشمال وسرح الفكر وجال
فلا عجب إن تثاقلت الخطى بعد عصف الذكريات والمواقف الماضيات الحلوة النضرة مع من تحب .هي نفس الصورة حينما ودعت طلابي 2/ج في مدرسة عبدا لله بن عباس الابتدائية لتحفيظ القران الكريم بمحافظة العلا و عينت مرشدا طلابيا في ثانوية الملك عبد العزيز بمغيراء يوم السبت بتاريخ 10/10/1433 هـ
(هذه المقالة كتبتها بين طلابي في الحصة الخامسة في الصف في آخر سنة 1432 هــ وكان لي في تلك المدرسة سبع سنين )
يا طلابي بل يا أولادي نعم أولادي أكتب هذه الكلمات بقلب ذاب بمحبتكم وبشوق صدع قلب معلمكم أكتبها وأنا أستمتع الآن لضجيجكم ومزاحكم مع بعضكم البعض
هي رسالة لكل طالب من صميم قلبي لكل طالب شرفني بأن أكون له معلما .... يا طلابي .. عمري أين أقضيه .. وفكري لمن أعطيه ...وتعبي لمن أهديه ..أليس لكم .. ألست أجلس معكم يوميا ما يقارب ست ساعات متواصلة عيني بعينكم أرقبكم من قريب وبعيد .
يا أبنائي لا تنسوني إذا خرجتم من عندي وسحتم في بوتقة هذه الحياة ولم نجتمع وتفرقتم على درجات السلم الاجتماعي فأصبح منكم صاحب المنصب والجاه والرسالة والمهنة ولاتعتقدوا أني أريد منكم شفاعات أو أوسمة أو مكافآت ولكن طلبي أن تذكروا ذلك الإنسان الذي علمكم من كل ما أوتي من قوة وعزم لتصبحوا فخرا لدينكم وبلدكم . أريد أن تذكروا غضباتي من أجلكم وتذكروا ذلك الحليم السمح كيف يثور ولا تهدأ له عاصفة إذا أوذي أحدكم من أي شخصا كان فلقد دافعت عنكم بقلمي ولساني وكنت مستعدا أن أدافع عنكم بيدي إن لزم الحال , وكم ثرت كالبركان تجاه من أساء إليكم ولو بكلمة لأنكم طلابي قرأتم القران وحفظتم الآداب وكنت واثق بأخلاقكم ومستواكم ومن يقلل من شأنكم كنت أيقن أن العلة فيه ليست بكم ..
تذكروا حينما أرقيكم وأحصنكم وأمسح على رؤسكم
تذكروا لما صدعنا بالنشيد واستخففت معكم ونسيت وغردنا سوينا بدون قيود لاي لاي لاي ليلاه ...
تذكروا حينما نصف الماصات لنصلي صلاة الضحى
تذكروا ذلك الحب الذي سأحتفظ به وسأريه لأبنائي لاحقا
يا طلابي اذكروني بدعوة.. أو بصدقة... أو بذكر طيب .. بزيارة .. يا أحبابي دخلتم علي أطفالا بعقولكم وأجسادكم وخرجتم وأنتم أجساد الأطفال أحلام الكبار .. يا أولادي لقد رأيت أولادي بكم وسمعت أصواتهم من أفواهكم فيا ترى هل حقيقة بعد أيام لا أراكم ولا أقف بينكم
يا أبنائي سأخرج الآن لأني بدأت أرتجف من شدة ما يثار بداخلي من مشاعر تجاهكم وبما يتفجر بي من حمم حين قرب فراقكم .. وهل تأبى الدموع أن تخرج من المحاجر في مثل هذه الساعة وهذا الموقف العصيب .. بلا .
وداعا مكتبي .. وداعا سبورتي.. وداعا أقلامي
اللهم إني استودع أولئك الفتية من يخافك ويرعاك
يا أبنائي ســـــــــــــاااامحوني إن قسوت عليكم .. أحدكم .. أو قللت.من شأنه... صدقوني لم أفعل ذلك إلا لإصلاح عوجه وتعليمه
يا أحبابي وداعا ولا تلومونني إن بدا نحيبي وعلا صوتي بالبكاء فإن هذا الجسم المبسوط باللحم يتواراه قلب شفيق أرق من النسيم وأعذب من النيل وأرق ملمسا من الحرير ... يا أحبابي سنفترق لكن مفارقة أجساد وتبقى أرواحنا ممتزجة مع بعضها وو الله لن أنساكم... لن أنساكم.. لأني أحبكم ..
أحبكم لا تسألوني لماذا **** أحبكم لأن الحب مذهبي
سأدعو لكم في محاربي... ومنبري... و في صلواتي... وسفراتي .... ختاما
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محبكم الأستاذ / ماجد أبو ذراع رائد صف / الثاني (ج)
1432ه