حينما تهدأ العيون ، وتسدل السُتر ، وترخى الجفون
ويخيم الظلام بسكونه المخيف ، حينها ؛ ارهف سمعك لتلك الزفرات الملتهبة ، وذلك الـانين الحرّاق
سكون الليل للناس ؛هدوء واطمئنان ، ولكنه مثير الأشجان وباعث الأحزان ، ولكن لمن ؟
إنهن الاسيرات : أولئك الاتي يقبعن خلف أسوار البيوت ، يحجبهن الحياء ، ويلجمهن السكوت
ضحايا القسوة والاستبداد ، و الظلم والاستعباد ، من يذُقن المر ، ويشربن الويل ، ويتجرعن الأسى ، على يديّ أقرب قريب ، على يدي من كان يرجى منه الحنان والعطف ، والشفقة واللطف .
إنهن أولئك الفتيات اللاتي بلغن الثلاثين وتجاوزنها إلى الأربعين وهن مازلن أبكاراً ، تمر عليهن السنين بآلام تجثو على صدورهن ، ونيران تحترق في كبودهن ، قد افترشن الحسرة والتحفن الألم ، لا يُعلم بحالهن ، ولا يُدرى عن ضيمهن !
لم يرتبكن جريمة تمنعهن من حقوقهن ليحظين بما ترنو إليه كل فتاة ، من بيت تتربع على عرشه ، وزوج تعيش في قلبه ، وأطفال يملؤون حياتها بصراخهم ، وضجيجهم ، الذي يكون على مسمعها ألذ من أعذب الألحان .
كانت ترسم أحلامها على جدار حجرتها تتأمل وتنتظر ذلك الزوج ليأخذ بيدها ، فينطلقان يخوضان غمار الحياة يعينها وتعينه ، يربت على كتفها ، وتمسح عن جبينه .
كانت تصوغ قصتها ببطولته وبطولتها ، ولكن ؛ يتبدد ذلك الحلم ، و يتحطم ذلك الأمل ؛ بصورة وحشية ترتسم على جدارها ليحل الألم مكان الأمل ، وتبدو فيه صورة ذلك الاب أو ذلك الأخ الذي باشر وأد قلبها ، وحرمها من حقها ، فعضلها ومنعها من الزواج لأسباب يرفضها الشرع ويمجها العقل .
إن منع الفتيات من الزواج لكون الخاطب من غير القبيلة أ و لأن الفتاة حُجرت على ابن عمها من يوم ولادتها ، أو ربط مصيرها بزواج اختها الكبرى فإن تزوجت تزوجت وإلا فلا ، أو استغلالها كسلعة رخيصة لجني المال كونها موظفة ، يضر وليها أن تتزوج وتذهب براتبها ؛ إن كل هذه الأفعال لا تمت للإسلام بصلة ، ولا يقبلها ديننا الذي أعطى للفتاة حقها في اختيار من تريد ما دام كفؤا أمينا ، ولا شك أن منعها من الزواج أمر محرم شرعاً ، بل لقد ذكر أهل العلم أن ولي الفتاة إذا تكرر منه رفض الخطاب بغير سبب صحيح يصبح بذلك فاسقاً تسقط ولايته وتنتقل للوالي أو من ينوب عنه .
أخـيراً أقول : من لهؤلاء الأسيرات ينتصر لهنّ
ألا صاحب مروءة ومكانة يشعر بهن .
كم أطمح والله أن أرى ( جمعية حقوق الفتيات ) يكون دورها نصرة الضعيفات المحرومات ، لا يكون شأنها تكوين فريق كروي نسائي ، ولا المطالبة بقيادة السيارة ، ولا زيادة ترف للمترفات ، بل إن الأمر أعظم بكثير والله !
يا ترى اسمعني أحد ؟
ويخيم الظلام بسكونه المخيف ، حينها ؛ ارهف سمعك لتلك الزفرات الملتهبة ، وذلك الـانين الحرّاق
سكون الليل للناس ؛هدوء واطمئنان ، ولكنه مثير الأشجان وباعث الأحزان ، ولكن لمن ؟
إنهن الاسيرات : أولئك الاتي يقبعن خلف أسوار البيوت ، يحجبهن الحياء ، ويلجمهن السكوت
ضحايا القسوة والاستبداد ، و الظلم والاستعباد ، من يذُقن المر ، ويشربن الويل ، ويتجرعن الأسى ، على يديّ أقرب قريب ، على يدي من كان يرجى منه الحنان والعطف ، والشفقة واللطف .
إنهن أولئك الفتيات اللاتي بلغن الثلاثين وتجاوزنها إلى الأربعين وهن مازلن أبكاراً ، تمر عليهن السنين بآلام تجثو على صدورهن ، ونيران تحترق في كبودهن ، قد افترشن الحسرة والتحفن الألم ، لا يُعلم بحالهن ، ولا يُدرى عن ضيمهن !
لم يرتبكن جريمة تمنعهن من حقوقهن ليحظين بما ترنو إليه كل فتاة ، من بيت تتربع على عرشه ، وزوج تعيش في قلبه ، وأطفال يملؤون حياتها بصراخهم ، وضجيجهم ، الذي يكون على مسمعها ألذ من أعذب الألحان .
كانت ترسم أحلامها على جدار حجرتها تتأمل وتنتظر ذلك الزوج ليأخذ بيدها ، فينطلقان يخوضان غمار الحياة يعينها وتعينه ، يربت على كتفها ، وتمسح عن جبينه .
كانت تصوغ قصتها ببطولته وبطولتها ، ولكن ؛ يتبدد ذلك الحلم ، و يتحطم ذلك الأمل ؛ بصورة وحشية ترتسم على جدارها ليحل الألم مكان الأمل ، وتبدو فيه صورة ذلك الاب أو ذلك الأخ الذي باشر وأد قلبها ، وحرمها من حقها ، فعضلها ومنعها من الزواج لأسباب يرفضها الشرع ويمجها العقل .
إن منع الفتيات من الزواج لكون الخاطب من غير القبيلة أ و لأن الفتاة حُجرت على ابن عمها من يوم ولادتها ، أو ربط مصيرها بزواج اختها الكبرى فإن تزوجت تزوجت وإلا فلا ، أو استغلالها كسلعة رخيصة لجني المال كونها موظفة ، يضر وليها أن تتزوج وتذهب براتبها ؛ إن كل هذه الأفعال لا تمت للإسلام بصلة ، ولا يقبلها ديننا الذي أعطى للفتاة حقها في اختيار من تريد ما دام كفؤا أمينا ، ولا شك أن منعها من الزواج أمر محرم شرعاً ، بل لقد ذكر أهل العلم أن ولي الفتاة إذا تكرر منه رفض الخطاب بغير سبب صحيح يصبح بذلك فاسقاً تسقط ولايته وتنتقل للوالي أو من ينوب عنه .
أخـيراً أقول : من لهؤلاء الأسيرات ينتصر لهنّ
ألا صاحب مروءة ومكانة يشعر بهن .
كم أطمح والله أن أرى ( جمعية حقوق الفتيات ) يكون دورها نصرة الضعيفات المحرومات ، لا يكون شأنها تكوين فريق كروي نسائي ، ولا المطالبة بقيادة السيارة ، ولا زيادة ترف للمترفات ، بل إن الأمر أعظم بكثير والله !
يا ترى اسمعني أحد ؟