أين الحب! ذلك الذي نبحث عنه الآن فلا نجده ، فإن افتقارنا إليه وبحثنا عنه يكلفنا كثيراً جداً. فقد انتشرت العزوبة ، فكثر العزاب وكثرت العوانس ، وقل النسل ، وهي نتيجة لازمة ولاشك.
فما أسباب ذلك؟
كان فيما كان ، أن أحب الرجل المرأة فتزوجها ، وأولدها غلاماً أو غلامه : فهل مات الحب؟ سؤال لا جواب له عندي.
وهل أصبح الزواج عادة من العوائد التي يحاول الناس أن يقلعوا عنها ، لأنها عادة قديمة تركها لنا الآباء والأجداد! ومتروكاتهم هذه يجب أن نتركها؟ سؤال آخر، لا أستطيع أن أجيب عليه.
يقول الأعزب: إنَّ غلاء أثمان الحاجيات المعيشية نفرته عن الزواج ، ويقول أيضاً : إنَّ فتاة اليوم تجهل كل شيء من شؤون الزواج والمنزل والأولاد : إذ هي تريد الزواج لأنها تريد أن تنتقل من على كتفى أبيها إلى كتفى رجل آخر لتنال من ماله ما تنفقه في ملاذها الشخصية ، وشهواتها كالتأنق في الملبس وركوب فاخر المركبات.
وتدعى بعض الفتيات. أنَّ هناك غرضاً للرجل من وراء الزواج بها ، إنه يريد مالها ، أو يريد شرفاً يفتقر إليه ، ويجده في ظلها عن أبويها.
وبين كل هذه الكلمات ، والحوادث المؤلمات ، نبحث عن الحب فلا نجده ، فأين هو؟
ألا من يدلني عليه وله مني أجر: أعود فاسأل عن الحب، ما هو؟ يقولون إنه رغبة الرجل في المرأة ، ويقولون إنه اتحاد بين الشكلين المتماثلين المتشابهين. ونحن نقول لا.
إنَّ قانون العلاقات النسبية تقول أنَّ الحب ، ليس هذا ولا ذاك : ولكنه رغبة التكامل : هو حنين الناقص من الأجزاء إلى متمماتها.
ذلك معناه أنَّ الرجل ينقصه أشياء يجدها عند المرأة ، والمرأة تنقصها أشياء تجدها عند الرجل.
وليس يدلك على حقيقة المخلوق الذي تراه ما اتخذه من اسم ، إنَّ الاسم الذي وضعته على رجل ما ، لا يدلك على كمال رجولته ، كذلك هو الاسم الذي وضعته على أنثى ما ، لا يدلك على كمال أنوثتها .
وقانون الوراثة يثبت شيئاً من هذه النظرية: فإنَّ الأب يورث ابنته أخلاقاً ، هي أقرب إلى أخلاق الرجل ، والأم تورث ابنها أخلاقاً هي من بعض أخلاق النساء.
وهلا رأيت فيما رأيته في التراكيب والأوضاع الجسمية أنَّ امرأة جمعت بعض صلابة العضلات، وهذه من خصائص الرجال، والعكس في الرجل تراه جمع نعومة الأظافر، ودقة الخصر، ورقة الحاشية !!؟.
على أنَّ الإنسان لم يتفرد بهذه الصفات ولكن اشتركت معه الحيوانات.
وإذن: فإن خلق الرجال لن يكون خلق رجل ، تفرد بالقوة والخشونة ، وخلق المرأة لن يكون خلق امرأة ، تفردت بالنعومة ، واللطافة ، والدماثة.
والمبدأ الذي نريد أن نقرره : أنَّ الحياة في حاجة إلى أخلاق الرجال مضافاً إليها أخلاق النساء ، وهي بمجموعها الأداة الصالحة للعمل . فإذا انتقصت هذه الأخلاق في ناحية ، أكملتها الناحية الأخرى، فالدنيا في حاجة إلى القوة مضافاً إليها الضعف.
أ . د / زيد بن محمد الرماني ــــ المستشار وعضو هيئة
التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
للتواصل : zrommany3@gmail.com
فما أسباب ذلك؟
كان فيما كان ، أن أحب الرجل المرأة فتزوجها ، وأولدها غلاماً أو غلامه : فهل مات الحب؟ سؤال لا جواب له عندي.
وهل أصبح الزواج عادة من العوائد التي يحاول الناس أن يقلعوا عنها ، لأنها عادة قديمة تركها لنا الآباء والأجداد! ومتروكاتهم هذه يجب أن نتركها؟ سؤال آخر، لا أستطيع أن أجيب عليه.
يقول الأعزب: إنَّ غلاء أثمان الحاجيات المعيشية نفرته عن الزواج ، ويقول أيضاً : إنَّ فتاة اليوم تجهل كل شيء من شؤون الزواج والمنزل والأولاد : إذ هي تريد الزواج لأنها تريد أن تنتقل من على كتفى أبيها إلى كتفى رجل آخر لتنال من ماله ما تنفقه في ملاذها الشخصية ، وشهواتها كالتأنق في الملبس وركوب فاخر المركبات.
وتدعى بعض الفتيات. أنَّ هناك غرضاً للرجل من وراء الزواج بها ، إنه يريد مالها ، أو يريد شرفاً يفتقر إليه ، ويجده في ظلها عن أبويها.
وبين كل هذه الكلمات ، والحوادث المؤلمات ، نبحث عن الحب فلا نجده ، فأين هو؟
ألا من يدلني عليه وله مني أجر: أعود فاسأل عن الحب، ما هو؟ يقولون إنه رغبة الرجل في المرأة ، ويقولون إنه اتحاد بين الشكلين المتماثلين المتشابهين. ونحن نقول لا.
إنَّ قانون العلاقات النسبية تقول أنَّ الحب ، ليس هذا ولا ذاك : ولكنه رغبة التكامل : هو حنين الناقص من الأجزاء إلى متمماتها.
ذلك معناه أنَّ الرجل ينقصه أشياء يجدها عند المرأة ، والمرأة تنقصها أشياء تجدها عند الرجل.
وليس يدلك على حقيقة المخلوق الذي تراه ما اتخذه من اسم ، إنَّ الاسم الذي وضعته على رجل ما ، لا يدلك على كمال رجولته ، كذلك هو الاسم الذي وضعته على أنثى ما ، لا يدلك على كمال أنوثتها .
وقانون الوراثة يثبت شيئاً من هذه النظرية: فإنَّ الأب يورث ابنته أخلاقاً ، هي أقرب إلى أخلاق الرجل ، والأم تورث ابنها أخلاقاً هي من بعض أخلاق النساء.
وهلا رأيت فيما رأيته في التراكيب والأوضاع الجسمية أنَّ امرأة جمعت بعض صلابة العضلات، وهذه من خصائص الرجال، والعكس في الرجل تراه جمع نعومة الأظافر، ودقة الخصر، ورقة الحاشية !!؟.
على أنَّ الإنسان لم يتفرد بهذه الصفات ولكن اشتركت معه الحيوانات.
وإذن: فإن خلق الرجال لن يكون خلق رجل ، تفرد بالقوة والخشونة ، وخلق المرأة لن يكون خلق امرأة ، تفردت بالنعومة ، واللطافة ، والدماثة.
والمبدأ الذي نريد أن نقرره : أنَّ الحياة في حاجة إلى أخلاق الرجال مضافاً إليها أخلاق النساء ، وهي بمجموعها الأداة الصالحة للعمل . فإذا انتقصت هذه الأخلاق في ناحية ، أكملتها الناحية الأخرى، فالدنيا في حاجة إلى القوة مضافاً إليها الضعف.
أ . د / زيد بن محمد الرماني ــــ المستشار وعضو هيئة
التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
للتواصل : zrommany3@gmail.com