حث ديننا الإسلامي على التزين, ومنه التطيب فقد جاء عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم(حُبّب إلي من دنياكم النساء والطيب وقرة عيني في الصلاة),وقال عليه الصلاة والسلام: (أطيب الطيب المسك) وعن عائشة رضي الله عنها قالت : (كأني أنظر إلى وبيص الطيب في مفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهومحرم),وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سُكّة يتطيب بها ), وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (طيب الرجال ماظهر ريحه وخفي لونه ,وطيب النساء ماظهر لونه وخفي ريحه ).وعن عمر رضي الله عنه قال: لو كنت تاجراً ما اخترت على العطر,إن فاتني ربحه لم يفتني ريحه, وكان ابن مسعود رضي الله عنه إذا خرج من بيته إلى المسجد عرف جيران الطريق أنه مر من طيب ريحه, وعن الحسن بن زيد الهاشمي عن أبيه قال:رأيت ابن عباس رضي الله عنهما يطلي جسده,فإذا مر في الطريق, قال الناس:أمرَ ابن عباس أم مرَ المسك ؟!, وقال أبو الضحى:رأيت على رأس الزبير من المسك ما لو كان لي لكان رأس مالي. وأعلم أن للطيب فوائد, فقد قال الشعبي: الرائحة الطيبة تزيد العقل ,وقال آخر: من زاد ريحه زاد عقله ومن نظف ثوبه قلّ همه ,وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :تشمّموا النرجس ولو في العام مرة فإن في قلب الإنسان حالة لا يزيلها إلا النرجس .
وأختم هذا المقال بقصة عجيبة أخذت منها العنوان قد أوردها الإمام ابن الجوزي في كتابه (الأذكياء) قال رحمه الله:بلغنا عن المنصور أنه جلس في إحدى قباب مدينته, فرأى رجلاً ملهوفاً مهموماً يجول في الطرقات,فأرسل من أتاه به ,فسأله عن حاله,فأخبره الرجل أنه خرج في تجارة فأفاد مالاً وأنه رجع بالمال على منزله,فدفعه إلى أهله,فذكرت أن المال امرأته إن المال سرق من بيتها ولم تر نقبا ولا تسليقاً ,فقال له المنصور: منذ كم تزوجتها؟ قال:لا. قال:فلها ولد من سواك قال:لا. قال: فشابة هي أم مسنة ؟ قال:بل حديثة ,فدعا له المنصور بقارورة طيب كان يتخذه له حاد الرائحة . غريب النوع,فدفعها إليه وقال له: تطيب من هذا الطيب , فإنه يذهب همك فلما خرج الرجل من عند المنصور قال المنصور لأربعة من ثقاته:ليقعد على كل باب من أبواب المدينة واحد منكم,فمن مرّ منكم فشممتم منه رائحة هذا الطيب وأشمهم منه,فليأتني به وخرج الرجل بالطيب, فدفعه إلى امرأته وقال لها:وهبه لي أمير المؤمنين فلما شمته بعثت إلى رجل كانت تحبه وقد كانت دفعت المال إليه فقالت له : تطيب من هذا الطيب فإن أمير المؤمنين وهبه لزوجي .
فتطيب منه الرجل ومر مجتازاً ببعض أبواب المدينة, فشم الموكل بالباب رائحة الطيب منه,فأخذه فأتى به المنصور, فقال له المنصور:من أين استفدت هذا الطيب فإن رائحته غريبة معجبة؟ قال:اشتريته. قال:أخبرنا ممن اشتريته,فتلجلج وخلط كلامه فدعا المنصور صاحب شرطته, فقال له:خذ هذا الرجل إليك,فإن أحضر كذا وكذا من الدنانير فخله يذهب حيث شاء, وإن امتنع فاضربه ألف سوط من غير مؤامرة, فلما خرج من عنده دعا صاحب شرطته فقال:هول عليه وجرده ولا تقدمن بضربه حتى تؤامرني,فخرج صاحب
شرطته فلما جرده وسجنه أذعن برد الدنانير وأحضرها بهيئتها, فأعلم المنصور بذلك,فدعا صاحب الدنانير, فقال له:رأيتك إن رددت عليك بالدنانير بهيئتها أتحكمني في امرأتك؟ قال :نعم . قال:فهذه دنانيرك,وقد طلقت المرأة عليك وخبره خبرها.أ.هـ
أسامة بن زيد بن سليمان الدريهم
osamazaid22@
وأختم هذا المقال بقصة عجيبة أخذت منها العنوان قد أوردها الإمام ابن الجوزي في كتابه (الأذكياء) قال رحمه الله:بلغنا عن المنصور أنه جلس في إحدى قباب مدينته, فرأى رجلاً ملهوفاً مهموماً يجول في الطرقات,فأرسل من أتاه به ,فسأله عن حاله,فأخبره الرجل أنه خرج في تجارة فأفاد مالاً وأنه رجع بالمال على منزله,فدفعه إلى أهله,فذكرت أن المال امرأته إن المال سرق من بيتها ولم تر نقبا ولا تسليقاً ,فقال له المنصور: منذ كم تزوجتها؟ قال:لا. قال:فلها ولد من سواك قال:لا. قال: فشابة هي أم مسنة ؟ قال:بل حديثة ,فدعا له المنصور بقارورة طيب كان يتخذه له حاد الرائحة . غريب النوع,فدفعها إليه وقال له: تطيب من هذا الطيب , فإنه يذهب همك فلما خرج الرجل من عند المنصور قال المنصور لأربعة من ثقاته:ليقعد على كل باب من أبواب المدينة واحد منكم,فمن مرّ منكم فشممتم منه رائحة هذا الطيب وأشمهم منه,فليأتني به وخرج الرجل بالطيب, فدفعه إلى امرأته وقال لها:وهبه لي أمير المؤمنين فلما شمته بعثت إلى رجل كانت تحبه وقد كانت دفعت المال إليه فقالت له : تطيب من هذا الطيب فإن أمير المؤمنين وهبه لزوجي .
فتطيب منه الرجل ومر مجتازاً ببعض أبواب المدينة, فشم الموكل بالباب رائحة الطيب منه,فأخذه فأتى به المنصور, فقال له المنصور:من أين استفدت هذا الطيب فإن رائحته غريبة معجبة؟ قال:اشتريته. قال:أخبرنا ممن اشتريته,فتلجلج وخلط كلامه فدعا المنصور صاحب شرطته, فقال له:خذ هذا الرجل إليك,فإن أحضر كذا وكذا من الدنانير فخله يذهب حيث شاء, وإن امتنع فاضربه ألف سوط من غير مؤامرة, فلما خرج من عنده دعا صاحب شرطته فقال:هول عليه وجرده ولا تقدمن بضربه حتى تؤامرني,فخرج صاحب
شرطته فلما جرده وسجنه أذعن برد الدنانير وأحضرها بهيئتها, فأعلم المنصور بذلك,فدعا صاحب الدنانير, فقال له:رأيتك إن رددت عليك بالدنانير بهيئتها أتحكمني في امرأتك؟ قال :نعم . قال:فهذه دنانيرك,وقد طلقت المرأة عليك وخبره خبرها.أ.هـ
أسامة بن زيد بن سليمان الدريهم
osamazaid22@