بينما كنت جالسا إذ برسالة تصلني لصور قديمة جدا لأشبال ورجال حالة عمار وأي صور ، إنها للشيخ عدنان رحمه الله فمن هذا الرجل الذي أهمني وغيري أمره ، و طالما أزعجت به من تعرفت عليه لاحقا ؟
بداية أجدني أرتعد وتصيبني الرهبة من هيبته حيّا وميّتا , فهو الأب الروحي لأبناء " الحارة " .
والآن حلّقوا معي برحلة قصيرة عن سيرته :
- هو الشيخ عدنان نجم الدين الأبرش , معلم الدين بابتدائية حالة عمار , وإمام وخطيب الجامع .
- افتتح حلقات تحفيظ القرآن والقائمة حتى يومنا هذا ، فله الفضل بعد الله بحفظ وترتيل القرآن لأجيال تلو الأجيال .
- يجتمع بطلابه مغرب يوم الثلاثاء ليلقي قصة عن نبي من الأنبياء .
- يجتمع بالكبار عشاء يوم الثلاثاء في منزله بجلسة تملؤها المرح والألغاز والقصص وأخيرا وليمة العشاء .
- له محاضرة بعد صلاة العصر طيلة شهر رمضان المبارك .
- أضاف مادة التجويد قبل أن تقررها الوزارة .
رحمه الله كم أفتقده ، فله بصمة في حياتي لا تنسى ، ابتسامته وعاداته وكلماته وعباراته الرنانة كأنه يلقيها الآن أمامي : " ما اتصلت عين بنظر وأذن بخبر " ، " ثلاث ضروب " ، " رأيت الناس منكبة لمن عنده كبّة " ، "لا إله إلا الله محمد رسول الله لا إله إلا الله ، اذكروها كل حين ...." , " طلع البدر علينا " , وبلحنه الخاص ونحن نردد خلفه ، مسواكه بغطاء قلم ، طاولته ومصحفه ، شاي الكركديه ومكتبته بالمدرسة .
لا أنسى فرحتنا بقدوم حصته والقاء القصص وسؤالنا على الدوام عن الصلاة ، وكان يأمرنا عند دخوله الصف أن نقول بيتا شعريا يختص بالتجويد وبشكل جماعي ، يذكر أبناء الحارة تلك الأبيات جيدا ، " صف ذا ثنا كم جاد شخص ... " وأختها " طب ثم صل رحما تفز ... "
لا أنسى هروبنا الجماعي عند رؤيتنا له خارج إطار المدرسة والمسجد رهبة لا خوفا
لا أنسى هدايا طلاب التحفيظ في رمضان
لا أنسى صلاة التراويح والقيام خلفه
لا أنسى نصيحته عن الذنب الجاري
لا أنسى تركيزه وتذكيره بأهمية الصلاة
لا أنسى توكيله لي بالتسميع للطلاب وكتابة الدرجات بدفتره الأخضر
لا أنسى 17 رمضان غزوة بدر فقد كان يسرد قصتها كل عام
لا أنسى اعتكافه في رمضان وزيارتي وإخواني له مع والدي بالمعتكف ولعبة خفة اليد والتي لم أعرف سرها حتى هذه اللحظة
لا أنسى صعوده لدرجات المنبر في آخر عمره وكم آلمني ثقل حركته واعتماده على " المغازل " ، " العكاز "
لا أنسى آخر اتصال له وهو بالمستشفى يسأل عن والدي حفظه الله ويطلب زيارته سريعا رغم تردده عليه .
بعد عدة أيام من اتصاله زرته بالمستشفى ووجدت سريره الأبيض خاليا ، وسألت عنه وصُفعت بقولهم " مات " قبل لحظات وهذا تعبير رؤيا لأحدهم بالحمام الأبيض داخل منزله وقد أُخبر الشيخ بها سابقا .
هو أمر الله قد وقع ولا مفر منه ، استرجعت ودعوت له بالرحمة وشهداء الله على الأرض صغيرهم وكبيرهم ملؤوا أرجاء المقبرة .
فرحمك الله يا شيخ عدنان وجعل مثواي وإياك الجنة ، وإن مت لم تمت ذكراك عند طلابك وأحبابك وستظل عالقا في الأذهان إلى أن نلحق ما سبقتنا إليه .
لم أكتب عنه لمكانته في قلوب محبيه فقط , بل ليتعلم منه المعلم والمربي وكل من استرعاه الله من عطر سيرته
فهل ستتغير توجهاتكم وتربيتكم وتكتسبون الدعوات بعد موتكم ؟!
دمتم مربين فضلاء ,,,
فهد العبيدان ,,,
للتواصل :
twettir: @fahd_al_obaidan
Email: fahdalobaidan@gmail.com
بداية أجدني أرتعد وتصيبني الرهبة من هيبته حيّا وميّتا , فهو الأب الروحي لأبناء " الحارة " .
والآن حلّقوا معي برحلة قصيرة عن سيرته :
- هو الشيخ عدنان نجم الدين الأبرش , معلم الدين بابتدائية حالة عمار , وإمام وخطيب الجامع .
- افتتح حلقات تحفيظ القرآن والقائمة حتى يومنا هذا ، فله الفضل بعد الله بحفظ وترتيل القرآن لأجيال تلو الأجيال .
- يجتمع بطلابه مغرب يوم الثلاثاء ليلقي قصة عن نبي من الأنبياء .
- يجتمع بالكبار عشاء يوم الثلاثاء في منزله بجلسة تملؤها المرح والألغاز والقصص وأخيرا وليمة العشاء .
- له محاضرة بعد صلاة العصر طيلة شهر رمضان المبارك .
- أضاف مادة التجويد قبل أن تقررها الوزارة .
رحمه الله كم أفتقده ، فله بصمة في حياتي لا تنسى ، ابتسامته وعاداته وكلماته وعباراته الرنانة كأنه يلقيها الآن أمامي : " ما اتصلت عين بنظر وأذن بخبر " ، " ثلاث ضروب " ، " رأيت الناس منكبة لمن عنده كبّة " ، "لا إله إلا الله محمد رسول الله لا إله إلا الله ، اذكروها كل حين ...." , " طلع البدر علينا " , وبلحنه الخاص ونحن نردد خلفه ، مسواكه بغطاء قلم ، طاولته ومصحفه ، شاي الكركديه ومكتبته بالمدرسة .
لا أنسى فرحتنا بقدوم حصته والقاء القصص وسؤالنا على الدوام عن الصلاة ، وكان يأمرنا عند دخوله الصف أن نقول بيتا شعريا يختص بالتجويد وبشكل جماعي ، يذكر أبناء الحارة تلك الأبيات جيدا ، " صف ذا ثنا كم جاد شخص ... " وأختها " طب ثم صل رحما تفز ... "
لا أنسى هروبنا الجماعي عند رؤيتنا له خارج إطار المدرسة والمسجد رهبة لا خوفا
لا أنسى هدايا طلاب التحفيظ في رمضان
لا أنسى صلاة التراويح والقيام خلفه
لا أنسى نصيحته عن الذنب الجاري
لا أنسى تركيزه وتذكيره بأهمية الصلاة
لا أنسى توكيله لي بالتسميع للطلاب وكتابة الدرجات بدفتره الأخضر
لا أنسى 17 رمضان غزوة بدر فقد كان يسرد قصتها كل عام
لا أنسى اعتكافه في رمضان وزيارتي وإخواني له مع والدي بالمعتكف ولعبة خفة اليد والتي لم أعرف سرها حتى هذه اللحظة
لا أنسى صعوده لدرجات المنبر في آخر عمره وكم آلمني ثقل حركته واعتماده على " المغازل " ، " العكاز "
لا أنسى آخر اتصال له وهو بالمستشفى يسأل عن والدي حفظه الله ويطلب زيارته سريعا رغم تردده عليه .
بعد عدة أيام من اتصاله زرته بالمستشفى ووجدت سريره الأبيض خاليا ، وسألت عنه وصُفعت بقولهم " مات " قبل لحظات وهذا تعبير رؤيا لأحدهم بالحمام الأبيض داخل منزله وقد أُخبر الشيخ بها سابقا .
هو أمر الله قد وقع ولا مفر منه ، استرجعت ودعوت له بالرحمة وشهداء الله على الأرض صغيرهم وكبيرهم ملؤوا أرجاء المقبرة .
فرحمك الله يا شيخ عدنان وجعل مثواي وإياك الجنة ، وإن مت لم تمت ذكراك عند طلابك وأحبابك وستظل عالقا في الأذهان إلى أن نلحق ما سبقتنا إليه .
لم أكتب عنه لمكانته في قلوب محبيه فقط , بل ليتعلم منه المعلم والمربي وكل من استرعاه الله من عطر سيرته
فهل ستتغير توجهاتكم وتربيتكم وتكتسبون الدعوات بعد موتكم ؟!
دمتم مربين فضلاء ,,,
فهد العبيدان ,,,
للتواصل :
twettir: @fahd_al_obaidan
Email: fahdalobaidan@gmail.com