عزيزي القارئ قبل أن تقرأ هذا المقال ينبغي أن تعرف بأن مطار تبوك الجديد يعد من أواخر المطارات السعودية من حيث الإنشاء، وربما يعد آخر مطار في المملكة أنشئ حديثا، لذا بعد الانتهاء من القراءة، لا تضع علامات استفهام أبدا.
في الوقت الذي يردد فيه كثير من المسؤولين في هذا البلد بأن ذوي الاحتياجات الخاصة فئة غالية على قلوبهم، نجد البعض منهم يكذب على نفسه قبل أن يكذب على الآخرين، فإذا كان هؤلاء البعض لا يوفرون أبسط مقومات الحياة الكريمة لهذه الفئة في الدوائر الحكومية التي هم مسؤولون عنها، فينبغي أن نقول بأن الكذب هنا هو سيّد الموقف.
وإذا أردت أن تعرف بأن ذوي الاحتياجات الخاصة ليسوا فئة غالية على قلب بعض المسؤولين، يمكنك أن تتوجه الآن إلى مطار تبوك الجديد، وتسأل أحد موظفي الأمن في المطار سؤالا صغيرا فقط: أين تقومون بتفتيش ذوي الاحتياجات الخاصة؟ هل لهم مكان مجهّز تقومون بتفتيشهم فيه؟،وسيرد عليك الموظف بكل بساطة، نعم إننا نقوم بتفتيشهم في غرفة للمكيفات؟.
وغرفة المكيفات هذه عزيزي القارئ هي غرفة بجانب "سير" العفش في مطار تبوك الجديد، ستكون عن يمينك حينما تقف أمام السير لوضع أغراضك الشخصية فيه قبل الدخول للصالات الداخلية، منظرها من الخارج في قمة الروعة، فالباب خشبي يشبه "طلبون" السيارات الحديثة التي يطلع عليها اسم "فوروميكا"، بينما من الداخل هي عبارة غرفة تحتضن أحد مكيفات المطار الكبيرة والعملاقة، وهي ليست مخصصة أصلا للتفتيش أو للاستخدام الحكومي، هي ببساطة "غرفة مكيفات" غير صالحة للإستخدام الآدمي، فيمكن أن تحصل كارثة لا سمح الله، في حال انفجر أحد هذه المكيفات، وسيلاقي أحد هذه "الفئة الغالية" مصيره إذا كان متواجدا في تلك اللحظة في هذه الغرفة للإجراءات الأمنية وهي التفتيش.
ففي هذا المعنى يمكن أن نفهم أن هذه الفئة الغالية على قلوب المسؤولين، فضلا عن قضاء الله وقدره عليهم بأن أصبحوا من هذه الفئة، أنهم لا يُعاملون في مطار تبوك بطريقة لائقة جدا، فحتى الأسوياء لا يمكن أن يُمتهنوا بهذه الطريقة البشعة.
"يا جماعة الخير"، غرفة مكيفات "مرة واحدة"، ولذوي الاحتياجات الخاصة؟، يا جماعة أرفقوا بعقول الناس، المطار العملاق والحديث جدا، والذي كلف الدولة مئات الملايين لا يوجد فيه مكان إنساني لهؤلاء الفئة التي نفترض بأنها غالية على قلوبكم، وهي ليست غالية على قلوبكم لو كنتم تعاملونهم بهذه الطريقة!.
إلى هنا أنا لم أتحدث عن أهم قطاع في المطار وهم قطاع الأمن، فهم أيضا ليس لهم مكانا يجلسون فيه سوى هذه الغرفة، فأمن المطار الذين هم خط الحماية الأول لمئات الرحلات التي تقلع من هذا المطار يُعاملون بهذه الطريقة، يا الله.. نحن هنا لا نتحدث عن ركاب، ولا نتحدث عن تأخر رحلات ومزاجية بعض موظفي الخطوط السعودية، نحن نتحدث عن أبسط مقومات العمل الحكومي التي ينبغي توفرها للموظف، وهي أن يجد مكانا لائقا يجلس فيه على أقل تقدير، ل فخمةم نقل مكاتب، طاولات كبيرة، وكمبيوترات على كل طاولة، نقول ببساطة: مكان لائق يجلس فيه من يحمون هذه المنشأة الكبيرة، لكن أن تجبروهم أن يجلسوا في غرفة مكيفات، فأعتقد بأنني أنا من سيضع علامة استفهام كبيرة في نهاية هذا المقال!.
علوان السهيمي
Alwan_mohd@hotmail.com
في الوقت الذي يردد فيه كثير من المسؤولين في هذا البلد بأن ذوي الاحتياجات الخاصة فئة غالية على قلوبهم، نجد البعض منهم يكذب على نفسه قبل أن يكذب على الآخرين، فإذا كان هؤلاء البعض لا يوفرون أبسط مقومات الحياة الكريمة لهذه الفئة في الدوائر الحكومية التي هم مسؤولون عنها، فينبغي أن نقول بأن الكذب هنا هو سيّد الموقف.
وإذا أردت أن تعرف بأن ذوي الاحتياجات الخاصة ليسوا فئة غالية على قلب بعض المسؤولين، يمكنك أن تتوجه الآن إلى مطار تبوك الجديد، وتسأل أحد موظفي الأمن في المطار سؤالا صغيرا فقط: أين تقومون بتفتيش ذوي الاحتياجات الخاصة؟ هل لهم مكان مجهّز تقومون بتفتيشهم فيه؟،وسيرد عليك الموظف بكل بساطة، نعم إننا نقوم بتفتيشهم في غرفة للمكيفات؟.
وغرفة المكيفات هذه عزيزي القارئ هي غرفة بجانب "سير" العفش في مطار تبوك الجديد، ستكون عن يمينك حينما تقف أمام السير لوضع أغراضك الشخصية فيه قبل الدخول للصالات الداخلية، منظرها من الخارج في قمة الروعة، فالباب خشبي يشبه "طلبون" السيارات الحديثة التي يطلع عليها اسم "فوروميكا"، بينما من الداخل هي عبارة غرفة تحتضن أحد مكيفات المطار الكبيرة والعملاقة، وهي ليست مخصصة أصلا للتفتيش أو للاستخدام الحكومي، هي ببساطة "غرفة مكيفات" غير صالحة للإستخدام الآدمي، فيمكن أن تحصل كارثة لا سمح الله، في حال انفجر أحد هذه المكيفات، وسيلاقي أحد هذه "الفئة الغالية" مصيره إذا كان متواجدا في تلك اللحظة في هذه الغرفة للإجراءات الأمنية وهي التفتيش.
ففي هذا المعنى يمكن أن نفهم أن هذه الفئة الغالية على قلوب المسؤولين، فضلا عن قضاء الله وقدره عليهم بأن أصبحوا من هذه الفئة، أنهم لا يُعاملون في مطار تبوك بطريقة لائقة جدا، فحتى الأسوياء لا يمكن أن يُمتهنوا بهذه الطريقة البشعة.
"يا جماعة الخير"، غرفة مكيفات "مرة واحدة"، ولذوي الاحتياجات الخاصة؟، يا جماعة أرفقوا بعقول الناس، المطار العملاق والحديث جدا، والذي كلف الدولة مئات الملايين لا يوجد فيه مكان إنساني لهؤلاء الفئة التي نفترض بأنها غالية على قلوبكم، وهي ليست غالية على قلوبكم لو كنتم تعاملونهم بهذه الطريقة!.
إلى هنا أنا لم أتحدث عن أهم قطاع في المطار وهم قطاع الأمن، فهم أيضا ليس لهم مكانا يجلسون فيه سوى هذه الغرفة، فأمن المطار الذين هم خط الحماية الأول لمئات الرحلات التي تقلع من هذا المطار يُعاملون بهذه الطريقة، يا الله.. نحن هنا لا نتحدث عن ركاب، ولا نتحدث عن تأخر رحلات ومزاجية بعض موظفي الخطوط السعودية، نحن نتحدث عن أبسط مقومات العمل الحكومي التي ينبغي توفرها للموظف، وهي أن يجد مكانا لائقا يجلس فيه على أقل تقدير، ل فخمةم نقل مكاتب، طاولات كبيرة، وكمبيوترات على كل طاولة، نقول ببساطة: مكان لائق يجلس فيه من يحمون هذه المنشأة الكبيرة، لكن أن تجبروهم أن يجلسوا في غرفة مكيفات، فأعتقد بأنني أنا من سيضع علامة استفهام كبيرة في نهاية هذا المقال!.
علوان السهيمي
Alwan_mohd@hotmail.com