×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نورة الرواضين

أنا ... والتراث العمراني ..
نورة الرواضين

حين يطغى على المسئول الشعور بعظم مسؤوليته فإنه يخضع لواجباته تجاه الوطن بكل صدق وإخلاص , فحينما تمالكني الشعور بمدى فداحة ما يحصل من ترميم في بعض مباني وقلاع التراث العمراني بالوجه , قررت أن أبعث بتقرير حسب ما أملته عليّ غيرتي على تاريخ وطني , فرفعت خطاب باسم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان ابن سلمان الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والآثار , وكان تجاوب سموه سريعا لم تتعدى أيامه أصابع يدي الخمس . كان مجرد مهاتفته دافع لي للاستمرار , وهذا ما استشعرته من كلامه , عززها بإهدائه لي كتب عن الآثار , وذلك طلبا وحرصا منه في تثقيفي في تاريخ وآثار بلادي . فوصلت رسالته لي بأن بوركت . ولمست مدى ما يحمله في نفسه في بالمحافظة على الآثار التي تركتها حضارات كانت هنا , عندما حضرت ملتقى العمران الثاني بالمنطقة الشرقية , أدهشني مدى تأثره على ما يلقى علينا من اتهام بأننا أبناء صحراء ولا قيمة لنا على كوكب الأرض , فكان يشد على أيدي الغيورين بالتكاتف لكي نلجم العالم باهتمامنا بآثارنا وتراثنا العمراني حق اهتمام . ما أثلج صدري وشجعني وعرفت أننا بدأنا مرحلة بناء هويتنا الآثارية ..
وما أن بدأت بتوجيهات سموه إلا وطالتني العثرات , فانقطع الطريق من بدايته . وكان هناك من ينظر لي بعين مزدرية . فخلق لدي شعور بأنني متطفلة لا أفقه شيء .
اليوم لن أحتاج لهؤلاء , واستحلفهم بالله لو قابلتهم يوما بأن لا يقفوا احتراما لي , لأنني سأرفع قبعتي لهم بخضوع مرغمة .ولا يحق لي غير شكرهم لأنهم دفعوني للجدية أكثر , فمن يعشق بلده حتى النخاع , يخرج من بوتقة الأبراج العاجية , ويمسك بيد الجاد كما فعل الأمير سلطان ابن سلمان معي , وأظن لولا التزاماته الكبيرة لما وجدت العثرات . فشكرا سمو الأمير ولا عدمناك , وسوف أستمر و وأنت نبراسي بتوجيهاتك النيرة الدالة على الغيور على تاريخ وطنه .
فاطمة البلوي
بواسطة : نورة الرواضين
 2  0