إعوجاج الفكر و سذاجة صاحبه حتما يقودك للترفع الصريح عن الشخص ذاته ؛ كي لا تقع في ما لا تعلمه نفسك من عواقب جدل عقيم و ثرثرة سقيمة . و لعمق الشفقة القابعة بي لهؤلاء ، عاهدت نفسي في كل مرة أنهي فيها قراءة كتاب ، أستودعه مباشرة لصديق أو صديقة حتى يستفاد منه و لا يحتصر لصاحبه فقط ، و الغاية المرجوة من إعادة توجيه الكتاب المختوم لعدد أكبر ؛ هي تعميم الفائدة ، و إكتساب من تلك العادة إعتقاد سليم و جازم بأن الثقافة تزيل ترسبات الجهل القابعة بذواتنا ، و لا سيما أنها خير معين لنشأة فكر محقق لغايات ليست بضئيلة أبدا . بالرغم من ثراء فكرة إعادة توجيه الكتاب المختوم إلا أنها بسيطة و ليست بكفيلة ﻹزدهار المجتمع برمته و إحياء الثقافة من جديد ، من بعد ما أصبحت دفينة عصر الإنحطاط و التخبط . لكن ماذا لو بذل كل فرد منا ما تستطيع القيام به نفسه ؟ حتما سينجب جيل واعي ، قاصد للتقدم و العلو و الرفعة و الترفع دائما ، و الفضل بعد الله ليد أخذت ثم أعطت ، وحتى تنصت الذات لابد لها من تعزيز فكرها و مفرداتها و منظورها الشخصي بفاتح شهية و هي الثقافة بلا ريب ؛ حتى يستسيغه الطرف الآخر بلذة و تتبع شغوف .*