بادرت إلى البنك الذي أعياني ببطاقته الائتمانية (المجانية ) والتي يأخذ عليها رسوما سنوية قدرها 112،5 ريال فقط وصدقوا أن الحد الأدنى الذي دفعته للبنك مرغما لأتخلص من البطاقة كان بضرورة زيادة نصف ريال .
دخلت البنك في تمام 9 و 32 دقيقة ـ صباحاً طبعاً ـ وكان الوقت مكتوبا على وصل تذكرة الانتظار، الانتظار الذي دام ساعة وربع الساعة دون أدنى مبالغة ، حتى أنني توجهت لمدير البنك وقلت له : نصف ساعة ولم تتم خدمة إلا 6 عملاء فقط ،، فرد أن العمل يجري هكذا وأن بعض العملاء يحتاج إلى وقت كبير لخدمته .
تم تجهيز هذا البنك بستة مكاتب لخدمة العملاء والإجابة على استفساراتهم اثنين منها كانا فارغين وموظفين اثنين آخرين كتبا على لوحهما الإلكتروني أنهما مشغولين وما بقي غير اثنين فقط من خدمة العملاء .
الصالة مليئة بالعملاء المثقلين بالقروض فهم لا يغادرون هذه الصالة الكئيبة والتي تضاعف فيها وجود كراسي الانتظار حتى صارت تشبه موقع المتفرجين في المسارح ، تسمع الزفرات من كل جانب ولكن ليس من مهرب فالقرض انقلب إلى قيد .
جهاز تنظيم العملاء كان بارعاً في تقديم المتأخرين من العملاء الذهبيين على كبار السن والمتسمرين من البسطاء منذ الصباح على كراسيهم ، وقد نجح كذلك في ترويض المشاكسين أمثالي بآخر حبل كان يربطني وهو البطاقة الائتمانية والتي لم استفد منها لأنها إجبارية ومجانية بحسب أنظمة البنك .
(بعد الساعة والنصف ) سلّم علي موظف خدمة العملاء مبتسماً : كل عام وأنت بخير .. كيف حالك ، رديت بانزعاج : الله يسلمك ساعة ونص ، فقال زي ما تشوف ما فيه إلا إحنا الاثنين ، فقلت له المشكلة ليست فيكما ولكن في هذه المؤسسة التي تستهتر بعملائها وهي تجني منهم أرباحا ولا تقدم لهم سوى سوء الخدمة .
بعدها خرجت إلى بنك آخر كنت قد حولت راتبي عليه منذ العام الماضي وكانت المفاجأة أني العميل الوحيد الذي دخل في تلك اللحظة وتمت خدمتي بعد عرض القوة والشاي ، أقول إذا لم تعجبك خدمة بنك فاذهب للآخر إلا إذا كنت مقترضاً ... فتحمل .