النقد الإعلامي الذي يرافق أي قضية في مجتمعنا يفترض فيه ان يكون نشاطاً إعلاميا مستقلاً تحكمه معايير مهنية وقيم إنسانية ولكن البعض يحيد عن ذلك الى نقد غير موضوعي تجاه بعض قضايانا بشكل يغيب فيه صورة المجتمع النامي الذي يحقق نمواً سريعاً ومنجزات تنموية وحضارية متعددة ... نعم هناك الكثير من القضايا التي تحتاج الى نقاش ونقد ولكنه ليس النقد الجارح والمحبط دون وضع حلول ومقترحات فالحديث عن منجزاتنا العديدة أمر غير مثير للاهتمام ولكنه عند التقصير والخطأ وهو أمر وارد في قانون البشر وطبيعة العمل يتحول الى تنافس وتسابق في التجريح والتشفي والشخصنه . وتبرز هنا قضية الطفلة ( رهام ) ضحية نقل دم ملوث كمثال لهذا التناول الإعلامي فقد اختار الإعلام ضحيته ووصل الحال إلى الأمر بإعدامه وتمثل ذلك بشخص وزير الصحة من البداية و العاملين في وزارته محملاً إياهم هذا الخطأ . يحدث مثل هذا من الصحفيين الذين لا يجيدون النقد ولا يملكون أدواته وبالتالي يسيئون للمهنة قبل الإساءة للآخرين ولأنهم يميلون للنقد مجرد النقد وخلق نوع من الإثارة على حساب جودة الفكر , والوصول الى التقليل من مجهودات ما تؤديه المؤسسات والجهات الرسمية وإلغاء المنجزات أمام أي عثرة من الإخفاقات وبالتالي الخروج عن المصداقية والموضوعية فيصل إلى أن يكون معول هدم لا بناء . فالنقد الهادف مطلوب للجهات الحكومية وغيرها وهو دليل أخلاص المواطن لولاة الأمر الذين لا يألون جهداً في سبيل الرقي بالخدمات . فأرى واجب التركيز على الموضوعية والتركيز على الأداء وليس الأشخاص والبعد عن الاستهزاء والسب والتعدي والهمز واللمز وان يكون الهدف التحسين والتطوير للأفضل وليس النقد للعلو على الآخرين واستعراض القوة وان تقدم الحلول والبدائل الممكنة . وعلى بعض إعلامينا عدم الاستجابة للضوضاء وان يكون نقده للإصلاح والعمل بمبدأ أن العثرات تولد النجاح خاصة بعد ارتفاع سقف الحرية الصحافية في عهد خادم الحرمين الشريفين , خلاف ذلك سوف نفقد نتائج النقد الهامة في وقت نحن أحوج ما نكون إلى البِـناء من خلال النقد البنّاء . قال الله تعالى { إِنْ أُرِيدُ إِلاّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِيَ إِلاّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } .
والله اسأل أن يدلنا على الحق والصواب .
والله اسأل أن يدلنا على الحق والصواب .