×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
علوان السهيمي

المستشفى العسكري.. كدائرة حكومية
علوان السهيمي


معلومة: عزيزي القارئ قبل أن تقرأ هذا المقال، ينبغي أن تعرف بأن المستشفى العسكري، وقيادة المنطقة في تبوك يديرها الآن مدراء جدد، غير المديرين السابقين، بعد ذهاب المديرين السابقين قبل أقل من شهر.

حين يقدّر عليك الله أن تزور المستشفى العسكري يوما وأتمنى ألا تزوروه إطلاقا- فإن أول عقبة ستواجهك هي بوابات المدينة العسكرية، -إن لم تكن عسكريا طبعا- التي إلى هذه اللحظة لا يوجد لها نظام ثابت، وستتفاجأ يوم بذهابك إلى البوابة رقم 1 وتأخذ تصريحا بالدخول، لكن لا تستغرب إن جئت بعد أسبوع وأردت الدخول من نفس البوابة، وواجهك عسكري ليس بشوشا أبدا، وأخبرك أن تتوجه إلى بوابة رقم 4، وستسير علاقتك بالمدينة العسكرية مربوطة بين هاتين البوابتين، وستدعو الله في كل مرة تود فيها الذهاب أن المسؤول عن البوابات قرر أن تكون البوابة التي تتجه إليها هي التي تستقبل الزوار وتقدم لهم التصاريح، وإلا ستعود أدراجك، إلى البوابة الأخرى مثل ظهير أيمن يجيد اللعب الهجومي، ببساطة ستتحوّل إلى "داني ألفيس" لاعب نادي برشلونة الإسباني، "ولا يوقف".
فليس هناك نظام واضح في آلية أخذ التصاريح، ولن تجد من يفيدك من العسكر المتواجدين أمام البوابات، كل ما ستجده منهم التكشيرة الطويلة، التي تمتد من البوز إلى البوز، وكلمة "اذهب إلى البوابة الأخرى"، وهو لا يعرف بأن غير العسكري ينبغي أن تقدّم له الأوامر مبررة، ليس مثل النظام العسكري، الذي يدعوك للتنفيذ دون أية مناقشة.
وإن يسّر لك الله ودخلت، وكنت تود إنجاز معاملة، مثلا تريد تجديد بطاقتك الطبية، أو تسجيل موعد، أو تود الإبلاغ عن طفلك الذي جاء إلى الدنيا مؤخرا، لن تجد أمامك في مكتب الدخول إلا مزيدا من ربطات العنق على شباب سعوديين لا يجيدون حتى ربطها بشكل جيد، فضلا عن تقديم الخدمة لك بشكل لائق.
يفترض يا سعادة مدير مستشفى القوات المسلحة- أن تُدخل هؤلاء الموظفين في دورات لتعلم الذوق العام على أقل تقدير، مثلا يتدربون كيف يبتسمون، أو كيف يقولون كلاما جيدا، أو حتى كيف يكذبون بطريقة مؤدبة، ومقنعة، فلو وجد الإنسان منا موظفا كسولا، لكنه يحمل ابتسامته على وجهه، ويجيد التحدث مع الآخرين بشكل جيد، فسيغفر للتاريخ أن وضع مثل هذا في خدمة الناس، وأنا أدرك جيدا بأن المستشفى العسكري في إنجاز المعاملات مثل ذلك الغراب الذي تعرفونه جميعا، ذلك الذي أراد أن يقلد مشية الحمامة، فلم يستطع، وفي نهاية الأمر نسي مشيته، لأن إدارة المستشفى العسكري أرادت أن تتعامل مثل "الخواجات"، بنظام أجنبي، وكلمات انجليزية مربوطة بكلمات عربية، فلا هي أجادت الإنجليزية ولا تعاملت مثلما يتعامل "الخواجات"، وفي النهاية نسوا أنهم سعوديون، فعلى الأقل كان يمكن أن يملكوا مفهوم "الفزعة" الذي تقوم عليه أغلب دوائرنا الحكومية.
إن موظفي المستشفيات ينبغي أن يكونوا أكثر الناس بشاشة في العالم، لأنهم يتعاملون مع أناس يحتاجون إلى التعامل النفسي الراقي، أناس غير أصحاء في المجمل، ولا أعتقد بأن شابا سعوديا لا يجيد ربط ربطة العنق بشكل جيد، يستطيع أن يقدّم ابتسامته بشكل جيد.
المضحك في الأمر أن إدارة المستشفى العسكري تسمّي المكان الذي تنجز فيه أغلب معاملات زوار المستشفى "مكتب الدخول"، ودائما مكان الدخول يكون فيه أناس يرحبون بالناس، ويستقبلونهم أفضل استقبال، لكن مكتب الدخول في المستشفى العسكري صار يشبه المقبرة تماما، لا تواجهك فيه إلا الوجوه المكهفرة، وكأن الناس في عزاء، ويا ليتهم ينجزون المعاملات بشكل سريع.

علوان السهيمي
Alwan_mohd@hotmail.com
http://twitter.com/alwanSu
بواسطة : علوان السهيمي
 15  0