لاتؤجل عمل اليوم لغدٍ
اعتاد كثير من الموظفين ورجال الأعمال، أن يتركوا أحياناً بعض المسائل معلقة دون أن يبتوا فيها حالاً ، فتتكدس الأوراق على مكاتبهم ويبدو لهم العمل مرهقاً مضنياً عندما يحاولون العودة لبحثها وتقريرها.
يقول دايل كارنيجي في كتابه ((كيف تكسب النجاح والقيادة)) أخبرني مدير إحدى دور النشر أن آلة كاتبة فقدت من حجرة مكتبه، وظلت مفقودة أكثر من عامين. ثم اتفق بعد ذلك أن كان يبحث مع سكرتيره عن ورقة خاصة بين الأوراق المتراكمة على مكتبه، فإذا هما يعثران بتلك الآلة المفقودة مطمورة بين تلك الأوراق.
لاشك أن رؤية المكتب زاخراً بالرسائل التي لم يرد عليها، والتقارير والمذكرات التي لم تدرس، مما يسبب الارتباك والسأم والضيق وتوتر الأعصاب. بل إن شعور المرء بأن وقته لا يتسع لحل ما لديه من مسائل كثيرة، كثيراً ما يؤدي إلى إصابته بارتفاع ضغط الدم، أو بعلة في القلب أو قرحة في المعدة.
ولقد روى الدكتور وليم سادلر أحد كبار الأطباء النفسانيين أن مدير إحدى المؤسسات الكبيرة بشيكاغو جاء إلى عيادته يوماً يشكو التعب والإجهاد ، وبينما هو يروي له قصته، رنّ جرس الهاتف وإذا بمدير المستشفى الذي يعمل فيه الدكتور يطلب منه موافاته بتقرير عن مسألة معينة، فسارع إلى كتابة التقرير وأرسله لساعته. ثم عاد لقصة زائره، ولكن جرس التليفون عاد مرة أخرى، وكان هناك طلب عاجل أيضاً، فبادر إلى تنفيذه. وما كاد يفعل حتى جاء زميل له يستشيره في أمر مريض في حالة خطرة، فأدلى إليه بالمشورة المطلوبة، ثم أقبل على زائره مدير الأعمال معتذراً عن تأخيره، وشد ما كان عجبه حين رد عليه هذا قائلاً:
((لا داعي للاعتذار. إن الدقائق التي قضيتها الآن هنا، جعلتني ألمس مصدر علتي، وقد تعلمت منك عملياً كيف أعالجها بأن أنجز مثلك كل ما أستطيع إنجازه من الأعمال، دون أن أؤجله ساعة أخرى)).
كن حاسماً
يقول أحد الأخصائيين: ((إن الدعامة الأولى للنجاح في الأعمال، هي تنظيمها، والمبادرة إلى تنفيذها حسب أهميتها)).
والواقع أن أكثر الناجحين من رجال الأعمال يتبعون هذه القاعدة. فهم يستيقظون من نومهم مبكرين، ويعدون لأنفسهم في هذا الوقت الذي يكون فيه الذهن أقدر على التفكير النير السليم برامج عملهم طوال اليوم بادئين بالأهم فالمهم منها.
تعاون مع معاونيك
كثير من كبار الموظفين ورجال الأعمال يلقون بأنفسهم إلى التهلكة والمرض بل والموت، لأنهم يصرون على تأدية جميع أعمالهم بأنفسهم، وليس من السهل الإحسان والاختيار في توزيع العمل والمسؤولية، كما أن إسناد عمل ما إلى من ليس كفوءاً له للقيام به ليس من الحكمة في شيء. ولكن الواقع أن توزيع العمل رغم ذلك أمر لابد منه، لأن تركيزه في يد فرد واحد مهما تكن كفايته أشد خطراً على العمل، عدا ما فيه من إضرار بصحة القائم به نتيجة تحميله فوق ما يطيق ويستطيع.
د. زيد بن محمد الرماني ــــ المستشار وعضو هيئة التدريس
بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
للتواصل : zrommany3@gmail.com