يمر العالم اليوم بثورات وويلات لحروب تحتضر على إثرها أجساد العاجزين من أبناء تلك الشعوب,ونحن عندما نرى هؤلاء يجب أن نتذكر أن في وطننا فئة يفتك بها الخوف من المجهول في كل يوم ألف مره!فئة لا يقلون حالاً عن أولئك الذين عايشوا أزماتهم المرعبة,أنهم أسر وذوي مدمن المخدرات الذي إن رحل سيخلف وراءه ما يقطع القلب حين رؤيته من أسرة لا حول لها ولاقوه!وإن بقى وأهمله الزمن فسترى أسرته من جراء تعاطيه ما يجعلنا نبحر في سرد القصص المأساوية لتلك الأسر,وهنا أتساءل أين دور المدرسة في المشاركة الفعلية لعلاج هذه المشكلة؟ولماذا اقتصر دورها فقط على الجانب التوعوي وأهملت الجانب الشراكي المفترض بينها وبين مكافحة المخدرات؟ولماذا لا يكون لها دورها في الإبلاغ عن الآباء المدمنين الذين ثبت تعاطيهم من خلال السلوك المنعكس على طلابها؟لأن الإبلاغ عن العائل المتعاطي في حينه يقلل من إمكانية جره لبقية أفراد الأسرة للإدمان,وكذلك حماية غيره من خطر فقدانه للتركيز والثبات بسبب التعاطي,وكذلك الإسهام في تدارك المدمن قبل حدوث ماهو أسوء!! فلا اشك أن معلماً لا يعرف سلوك من يقف خلف تربيت طلابه!فتغيير أسلوب التوعية التقليدية إلى المشاركة الفعلية في علاج هذه المشكلة,وحماية الطالب وأسرته مطلب أهم بكثير من الاكتفاء بملصقات قديمة تستهدف الطالب وتنسى العائل!!فالطالب عين المدرسة على أسرته ومن خلاله يتم تقييم المربي وأهليته في الحفاظ على هذه اللبنة الأساسية في المجتمع,لأن الطالب وأسرته هم من يعيشون في عمق المأساة,وهم الذين يدورون في فلكه,فيتلقون الصدمات التي تنعكس على سلوكهم جراء تعاملهم مع المدمن الذى بحسب أبوته يبقى المؤثر الأول!!وعليه لابد من المشاركة التي تكشف الغطاء عن واقع الأسر وتعالج مشاكلها, فلقد سأمت تلك الأسر من عبارات الأسى ونظرات الشفقة التي تلفهم من مجتمع يرى عائلها يدفنهم بصمت!!بعد أن بدد أموالهم وأقلق راحتهم,وقلل ثقتهن بأنفسهم وبمجتمعهم.
للتواصل مع الكاتب
V5v22@hotmail.com
للتواصل مع الكاتب
V5v22@hotmail.com