سباق الهجن رياضة عربية أصيلة لها عشاقها الذين يرون فيها إطلالة على جزء من تاريخ الآباء والأجداد ويشمون من خلال منافساتها عبق الماضي الجميل . لكن المحير أن هذه الرياضة تحولت من كونها ترفيه وربط للحاضر با لماضي إلى تنافس ( محموم) ومجال لاستعراض ( الثروات الهائلة) من خلال البيع والشراء بالملايين وكذلك بناء المخيمات الضخمة والذبائح التي تذبح بالمئات ليقال أن فلان ذبح في مخيمه عدد كذا من الإبل والأغنام ثم ترمى هذه الأطعمة في حاويات القمامة في حين أن هناك الآلف يتضورون جوعا ولا يجدون مايقتاتون به.!! ويغذي هذا (السفه)قنوات شعرية شعبية تجارية هدفها الربح المادي فقط فأصبح كل من يدفع لها تجعل منه وحيد زمانه الرجل الذي لم تنجب النساء مثيل له صاحب التاريخ العريق الكريم ابن الكريم ويكاد أن يكون قاب قوسين أو أدنى ( حاتم الطائي)والبعض منهم لو أتاه مسكين يسأله مما أتاه الله فإن تصدق عليه بشيء فلن يعطيه ربع مايصرفه على هذا الحيوان فهل وصلنا إلى زمن أصبح فيه الحيوان أغلى من الإنسان؟؟؟.والمضحك أن هؤلاء ( الأثرياء )لايعرفون عن الإبل أي شيء لكنهم يعرفون شيئا واحدا فقط أنها مجال سريع للشهرة.وأيضا ثالثة الأثافي كما يقولون ( الشعراء المداحون) إن صحت التسمية الذين يتكسبون من شعرهم فتجده في كل مخيم يلقي قصائده ( العصماء ) المليئة با لكذب والمجاملة والتزلف والقصيدة تكاد تكون هي القصيدة والتغيير الذي يحدث يكون في اسم الشخص ( الممدوح).وإلا هناك شعراء يحترمون شعرهم ولا يمدحون إلا من يستحق المد ح .ولكنهم ـ وللأسف الشديد ـ قلة في هذا الزمن .والأدهى والأمر من كل ماسبق هي ماتمثله هذه السباقات( والمزاين) من ( نعرات قبلية)يراها المتتبع واضحة جلية من خلال العبارات والشعارات التي تعلق على السيارات وكذلك القصائد و( الشيلات) التي تعرض في القنوات الشعرية المحملة بكل معاني العصبية القبلية ( البغيضة).ولاشك أن ذلك يمثل خطرا كبيرا على وحدتنا الوطنية التي قاتل الآباء والأجداد من أجل المحافظة عليها .فهل يتدارك العقلاء ـ وهم كثر ولله الحمد في بلادنا ـ هذا الأمر قبل فوات الأوان.
أمنية:
أتمنى أن تكون هيئة مكافحة الفساد حاضرة وبقوة في مثل هذه السباقات لتسأ ل بعض المشاركين سؤالا واحدا فقط: من أين لك هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
أمنية:
أتمنى أن تكون هيئة مكافحة الفساد حاضرة وبقوة في مثل هذه السباقات لتسأ ل بعض المشاركين سؤالا واحدا فقط: من أين لك هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.