أفلا تعقلون
طلال الثبيتي
للإنسان أركان يقيم عليها آدميته متى ما تكاملت تلك الأركان عاش كما ينبغي أن يكون ، ومتى ما فقد أحدهما بات كجذع نخل خاوي .. وفي اعتقادي أن أهم تلك الأركان ( العقل ) ...!
فهو يسأل لأنه يجهل ، ويقرأ ليكتب ، ويقول ليفعل ، وكل ذلك بالتفكر والتأمل .. فإذا علم أطاع إن كان المطلوب منه شرعاً الطاعة ..
فالعقل هو سراج الإنسان الذي يضيء ويطفئ .. وهو الوعاء الذي يحمل كل شيء عن صاحبه .. وهو من سيكتب لك طريقة السير على الصراط .. لبلوغ المرام ..
من يحاول أن يتنفس التحرر المطلق حتما سيشهق شهقة القبر دون أن ترأف به السكرات .. ولن تصلي عليه الشعوب .. ولن تترحم عليه الأرض .. ولن يسلم من عذابات الحياة .. كما أننا لن نتخيل ما سينتظره يوم يبعثون بل يوم يدفنون .. تلك علمها عند من خلق الأرض ومن عليها ..
هنا أقول : قد أمارس الرذيلة ، أو الفضيلة .. بكل قناعة على مضمار عقلي .. وقد أتلذذ بفعل الرذيلة دون اكتراث بمن يرى أو يسمع ، وربما في لحظة أصبح سادن للأخلاق المحمدية الرفيعة ، كل هذا قد يكون هكذا أو هكذا ، لا يحكمني في ذلك سوى ديني وقوة تمسكي بعقيدتي وتوفيق من ربٍ رحيم .. الذي يجب فعله فقط هو الأمر بالمعروف ، والعمل بجد لإنكار المنكر بعد توضيحه ..
فليحافظ المرء على كل المساحات المجاورة للعقل والفكر .. وليربط بشدة على ميادين المبادئ ويحرس الأخلاق حراسة شديدة .. ولتكن وسطياً في تعاملك مع عقلك ، ولا تقمع قول العقل أو فعله فلم تُخلق عقول البشر إلا تحت مظلة الفطرة فحتماً سيسير بك العقل للطريق الصحيح ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الآية .
صحيح أن هناك حريات مباحة سرقها المتطرفون في دين الله بغير علم ولا هدى ، وهناك العكس من ذلك تماماً ، يميع كل شيء ويمنحها الحرية المطلقة بالفعل أو بعدمه ولا يأبه بالخطوط الحمراء ولا ينصاع لمعروف ولا يتوقف عن منكر ، وليس هذا من الدين ولا ذاك ، بل وجه الخالق سبحانه وتعالى بالتفكر في آياته واستخدام العقل وتقنياته في زيادة قوة الإيمان به جل وعلا .. بحيث لا نبقى تبع لأحد ، فإن آمن فلان آمنّا وإن لم يؤمن تبعناه .
ما يراه الآخرين بي يهمني كثيراً لكنني بعقل أمسح الصورة السيئة منه وأعضض على الحسنة بالنواجذ ، وهكذا أصبح وسطياً في تعاملي وخلقي ..
بعد كل هذا ..
هل يحق لنا أن نقول .. قل ما شئت ، وافعل ما شئت ، طالما أنك لم تتجاوز الحدود الشرعية ..!؟
أم أن هناك آراء أخرى تقول غير هذا ...؟!
وأقول أخيراً : ما أشقى الإنسان دون عقل ...!
كتبه ..
طلال المنجومي الثبيتي
في 29 / محرم / 34 هــ
فهو يسأل لأنه يجهل ، ويقرأ ليكتب ، ويقول ليفعل ، وكل ذلك بالتفكر والتأمل .. فإذا علم أطاع إن كان المطلوب منه شرعاً الطاعة ..
فالعقل هو سراج الإنسان الذي يضيء ويطفئ .. وهو الوعاء الذي يحمل كل شيء عن صاحبه .. وهو من سيكتب لك طريقة السير على الصراط .. لبلوغ المرام ..
من يحاول أن يتنفس التحرر المطلق حتما سيشهق شهقة القبر دون أن ترأف به السكرات .. ولن تصلي عليه الشعوب .. ولن تترحم عليه الأرض .. ولن يسلم من عذابات الحياة .. كما أننا لن نتخيل ما سينتظره يوم يبعثون بل يوم يدفنون .. تلك علمها عند من خلق الأرض ومن عليها ..
هنا أقول : قد أمارس الرذيلة ، أو الفضيلة .. بكل قناعة على مضمار عقلي .. وقد أتلذذ بفعل الرذيلة دون اكتراث بمن يرى أو يسمع ، وربما في لحظة أصبح سادن للأخلاق المحمدية الرفيعة ، كل هذا قد يكون هكذا أو هكذا ، لا يحكمني في ذلك سوى ديني وقوة تمسكي بعقيدتي وتوفيق من ربٍ رحيم .. الذي يجب فعله فقط هو الأمر بالمعروف ، والعمل بجد لإنكار المنكر بعد توضيحه ..
فليحافظ المرء على كل المساحات المجاورة للعقل والفكر .. وليربط بشدة على ميادين المبادئ ويحرس الأخلاق حراسة شديدة .. ولتكن وسطياً في تعاملك مع عقلك ، ولا تقمع قول العقل أو فعله فلم تُخلق عقول البشر إلا تحت مظلة الفطرة فحتماً سيسير بك العقل للطريق الصحيح ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الآية .
صحيح أن هناك حريات مباحة سرقها المتطرفون في دين الله بغير علم ولا هدى ، وهناك العكس من ذلك تماماً ، يميع كل شيء ويمنحها الحرية المطلقة بالفعل أو بعدمه ولا يأبه بالخطوط الحمراء ولا ينصاع لمعروف ولا يتوقف عن منكر ، وليس هذا من الدين ولا ذاك ، بل وجه الخالق سبحانه وتعالى بالتفكر في آياته واستخدام العقل وتقنياته في زيادة قوة الإيمان به جل وعلا .. بحيث لا نبقى تبع لأحد ، فإن آمن فلان آمنّا وإن لم يؤمن تبعناه .
ما يراه الآخرين بي يهمني كثيراً لكنني بعقل أمسح الصورة السيئة منه وأعضض على الحسنة بالنواجذ ، وهكذا أصبح وسطياً في تعاملي وخلقي ..
بعد كل هذا ..
هل يحق لنا أن نقول .. قل ما شئت ، وافعل ما شئت ، طالما أنك لم تتجاوز الحدود الشرعية ..!؟
أم أن هناك آراء أخرى تقول غير هذا ...؟!
وأقول أخيراً : ما أشقى الإنسان دون عقل ...!
كتبه ..
طلال المنجومي الثبيتي
في 29 / محرم / 34 هــ