بين الحضارة .... والحقوق
كم من منظر للحضارة من الكتاب البارزين الذين ناقشوا أمور الحضارة بمصداقية وواقعية ، وحاولوا التدليل على طريق الحضارة بوسائلهم التي يؤمنون بها ، وهؤلاء عدد من الكتاب الذين لا تشك أبداً في مصداقيتهم ، حتى ولو كانت تلك الأسباب تحمل نوعاً من المثالية .
وطريق الحضارة كما هو معهود لا يقوم إلا على تراب وإنسان ووعي وإذا تخلف أحد هؤلاء فلا تحلم بحضارة قادمة ، وهذا هو ما يردده مالك بن نبي باستثناء أنه يضيف الوقت بدل الوعي ، إلا أنه من وجهة نظر قاصرة أن الوقت ذكره تحصيل حاصل لأنه معلوم في الأذهان بالضرورة وإنما الوعي هو المؤثر الأول في بنيان الحضارات.
وما أريد الحديث حوله هو الوعي ، فالوعي الملازم للحضارة هو ما ينبع من داخل الإنسان عن سبب الوجود ؟ ولماذا وجد ؟ وماذا ينبغي أن يعمل ؟ وكيف يعمل ؟
إن الوجود الحقيقي للإنسان هو أن يطلّق الأوهام ، ويعمل في ميدان الحقائق ، فإن أكبر عقبة تواجه المجتمع اليوم الخضوع للوهم ، لا بل إرادة زرع الوهم بين الناس من أناس تحتار في مرادهم من ذلك ؟ فتجده يُطلق الأسباب التي سببت التخلف جزافاً ، يستنكره أبسط الناس ، وبهذه البساطة يذكرها بصوت عال .
إن بين الحقوق والحضارة خصوص وعموم فكل حضارة تحمل حقوقاً ولا يشترط في كسب الحقوق أن تكون ذا حضارة ، فالحضارة لابد أن تشمل الأمور المعنوية ، والأمور المادية ، والأمور المادية أمرها أصبح أكثر خلطاً من الأمور المعنوية ، فالماديات لا يعني أن ترصف الطريق رصفاً جيداً ، ولا أن تبني ناطحات السحاب بطرق هلامية ، فهذه نتائج الحضارة وليست هي الحضارة ، بمعنى ليست هي سبب التقدم ، ولكنها نتيجة من نتائج التقدم ، لأن الحضارة المادية الحقة هي سؤال الذات : كيف أصبح منتجاً ؟ فالإنتاج يعقبه التشييد ، وليس العكس بصحيح .
وإذا أتيت إلى الأمور المعنوية فإن الوعي بمعنى المعيشة ، ومعنى الوطن الواحد ، هي التي تعطي الحقوق ، وليست الحقوق هي التي تعطي تلك المعاني ، إن الأمور أصبحت معكوسة في مرآة بعض الكتاب الذين ينظرون في أمور هم لا يريدون من ذلك إلا ملأ فرغ بأسطر فارغة ، ثم يكسب الفراغ حيزا من الوجود ، فيدخل الحيز بعض المجتمع ، فكيف يصبح الساكن في هذا الحيز بربك !!!.
ومن المحزن أن تسطر أسطر ويقدم لها الكاتب مقدمة مغلوطة ، ثم يخرج بأسباب مغلوطة ليصل إلى عالم الحضارة المجهولة في نظري - ، لأن كل المقدمات ضرب من الخيال ، فلابد أن تكون النتيجة مجهولة الحقيقة والمعنى .
فهو يرى أنه في مرحلة لم نصل للحضارة لأنا نفقد ماديات الحضارة ، ولا أدري ما هي المرحلة التي يتحدث عنها ؟ ومتى كانت ؟ ثم تتفاجأ أن من أسباب السير في التخلف هو منع الحقوق المتمثلة في قيادة المرأة للسيارة ، ولا يهمني هنا حجم القضية بقدر ما يهمني المجازفات التي يذكرها بعض الكاتب ، دون احترام لعقول القراء ، ولا مراعاة للأولويات ، ولا تقديرا لطريقة تعاطينا مع النص المكتوب .
اليوم نعيش موجة من التغيرات التي تدل على أن زرع الوعي في الناس لابد أن يكون له ثمرة ، إما بوصول الناس إلى درجة الوعي المناسب ، أو توفيق الله بسبب طموح الصادقين للوصول إلى هذه الدرجة فيتهيأ الخلق لذلك ، فكيف وقد اجتمع الأمران في موجة التغييرات اليوم .
فينبغي أن نواكب التغيرات اليوم بأسباب حقيقية لا وهمية ، و أن نشق طريق الحقيقة بألسن مسددة ، وأن نترك التعلق بالكماليات ، ونهتم بالأصول ، فليس كل تغير في بلد يصلح في بلد ، ولا يسوغ لمن يعيش في النعيم أن ينطلق ليحله من أصوله بأفكار غاشمة ، وأمور فاسدة ، بل يرعاه مع تطلعات مستقبلية راقية ، من أجل الوصول للحضارة المراده .
إن الأمور الحضارية لا تتعلق بأفراد لوحدهم وإنما تتعلق بمجموع الأمة ، فلنترك الأنانية في اقتناص الفرص ، من أجل الدخول في متاهات تعيدنا إلى الوراء ، ولنصنع الفرص التي تقودنا إلى الأمام ، ولنعلم أنه ليس من السهل أن تكون بعيداً عن الحضارة بشقيها سنوات ، وتريد أن تبنيها في سنة أو سنتين فالطريق طويلة ، وكل يكمل الآخر ، ولو تبين للناظر في الظاهر أن الأمر أنف ، إلا أن حقيقة الزمان أنها تكمل الآخر ، سواء في ذات الأمة ، أو في أمة أخرى تزرع اليقظة في الأمة النائمة ، فهذه سنة الحياة الكونية .
كم من منظر للحضارة من الكتاب البارزين الذين ناقشوا أمور الحضارة بمصداقية وواقعية ، وحاولوا التدليل على طريق الحضارة بوسائلهم التي يؤمنون بها ، وهؤلاء عدد من الكتاب الذين لا تشك أبداً في مصداقيتهم ، حتى ولو كانت تلك الأسباب تحمل نوعاً من المثالية .
وطريق الحضارة كما هو معهود لا يقوم إلا على تراب وإنسان ووعي وإذا تخلف أحد هؤلاء فلا تحلم بحضارة قادمة ، وهذا هو ما يردده مالك بن نبي باستثناء أنه يضيف الوقت بدل الوعي ، إلا أنه من وجهة نظر قاصرة أن الوقت ذكره تحصيل حاصل لأنه معلوم في الأذهان بالضرورة وإنما الوعي هو المؤثر الأول في بنيان الحضارات.
وما أريد الحديث حوله هو الوعي ، فالوعي الملازم للحضارة هو ما ينبع من داخل الإنسان عن سبب الوجود ؟ ولماذا وجد ؟ وماذا ينبغي أن يعمل ؟ وكيف يعمل ؟
إن الوجود الحقيقي للإنسان هو أن يطلّق الأوهام ، ويعمل في ميدان الحقائق ، فإن أكبر عقبة تواجه المجتمع اليوم الخضوع للوهم ، لا بل إرادة زرع الوهم بين الناس من أناس تحتار في مرادهم من ذلك ؟ فتجده يُطلق الأسباب التي سببت التخلف جزافاً ، يستنكره أبسط الناس ، وبهذه البساطة يذكرها بصوت عال .
إن بين الحقوق والحضارة خصوص وعموم فكل حضارة تحمل حقوقاً ولا يشترط في كسب الحقوق أن تكون ذا حضارة ، فالحضارة لابد أن تشمل الأمور المعنوية ، والأمور المادية ، والأمور المادية أمرها أصبح أكثر خلطاً من الأمور المعنوية ، فالماديات لا يعني أن ترصف الطريق رصفاً جيداً ، ولا أن تبني ناطحات السحاب بطرق هلامية ، فهذه نتائج الحضارة وليست هي الحضارة ، بمعنى ليست هي سبب التقدم ، ولكنها نتيجة من نتائج التقدم ، لأن الحضارة المادية الحقة هي سؤال الذات : كيف أصبح منتجاً ؟ فالإنتاج يعقبه التشييد ، وليس العكس بصحيح .
وإذا أتيت إلى الأمور المعنوية فإن الوعي بمعنى المعيشة ، ومعنى الوطن الواحد ، هي التي تعطي الحقوق ، وليست الحقوق هي التي تعطي تلك المعاني ، إن الأمور أصبحت معكوسة في مرآة بعض الكتاب الذين ينظرون في أمور هم لا يريدون من ذلك إلا ملأ فرغ بأسطر فارغة ، ثم يكسب الفراغ حيزا من الوجود ، فيدخل الحيز بعض المجتمع ، فكيف يصبح الساكن في هذا الحيز بربك !!!.
ومن المحزن أن تسطر أسطر ويقدم لها الكاتب مقدمة مغلوطة ، ثم يخرج بأسباب مغلوطة ليصل إلى عالم الحضارة المجهولة في نظري - ، لأن كل المقدمات ضرب من الخيال ، فلابد أن تكون النتيجة مجهولة الحقيقة والمعنى .
فهو يرى أنه في مرحلة لم نصل للحضارة لأنا نفقد ماديات الحضارة ، ولا أدري ما هي المرحلة التي يتحدث عنها ؟ ومتى كانت ؟ ثم تتفاجأ أن من أسباب السير في التخلف هو منع الحقوق المتمثلة في قيادة المرأة للسيارة ، ولا يهمني هنا حجم القضية بقدر ما يهمني المجازفات التي يذكرها بعض الكاتب ، دون احترام لعقول القراء ، ولا مراعاة للأولويات ، ولا تقديرا لطريقة تعاطينا مع النص المكتوب .
اليوم نعيش موجة من التغيرات التي تدل على أن زرع الوعي في الناس لابد أن يكون له ثمرة ، إما بوصول الناس إلى درجة الوعي المناسب ، أو توفيق الله بسبب طموح الصادقين للوصول إلى هذه الدرجة فيتهيأ الخلق لذلك ، فكيف وقد اجتمع الأمران في موجة التغييرات اليوم .
فينبغي أن نواكب التغيرات اليوم بأسباب حقيقية لا وهمية ، و أن نشق طريق الحقيقة بألسن مسددة ، وأن نترك التعلق بالكماليات ، ونهتم بالأصول ، فليس كل تغير في بلد يصلح في بلد ، ولا يسوغ لمن يعيش في النعيم أن ينطلق ليحله من أصوله بأفكار غاشمة ، وأمور فاسدة ، بل يرعاه مع تطلعات مستقبلية راقية ، من أجل الوصول للحضارة المراده .
إن الأمور الحضارية لا تتعلق بأفراد لوحدهم وإنما تتعلق بمجموع الأمة ، فلنترك الأنانية في اقتناص الفرص ، من أجل الدخول في متاهات تعيدنا إلى الوراء ، ولنصنع الفرص التي تقودنا إلى الأمام ، ولنعلم أنه ليس من السهل أن تكون بعيداً عن الحضارة بشقيها سنوات ، وتريد أن تبنيها في سنة أو سنتين فالطريق طويلة ، وكل يكمل الآخر ، ولو تبين للناظر في الظاهر أن الأمر أنف ، إلا أن حقيقة الزمان أنها تكمل الآخر ، سواء في ذات الأمة ، أو في أمة أخرى تزرع اليقظة في الأمة النائمة ، فهذه سنة الحياة الكونية .