اختلف الناس بكافة شرائحهم في استقبال هذا الموسم العظيم ( شهر رمضان ) بحسب نياتهم ومقاصدهم، فمنهم مَن يراه موسمًا للربح والتجارة، وقد يتناسى في خضم ذلك مقاصدَ الشرع العظيم، فتراه يهتم بزيادة الأسعار واستغلال الناس متناسيًا أن الغنيَّ له فرصة عظيمة في رمضان؛ ليعبد ربه بالمال، وإني هنا أُذكِّرُ أربابَ المال بصفة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان، ألا وهي الجود.
وقد وصفه الصحابة بقولهم: "كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ" [رواه البخاري]، فعلى أرباب المال أن يسألوا أنفسهم هل خططوا لهذه الفرصة، بحيث يكسبوا من خلالها الأجور العظيمة، من خلال إطعام الطعام بتفطير الصائمين وكفالة الأيتام، والتجاوز عن المعسرين من أصحاب الديون، والصدقات المتنوعة.
هذا هو التفكير اللائق بهذا الشهر الكريم، الذي يختبر أخلاقنا في تعاملنا مع ربنا، ومع أنفسنا، ومع الآخرين، كما أنني أُذَكِّرُ بأن هذا الشهر هو شهر القرآن، وعلينا أن نقرأ القرآن لنتمثل ما فيه، مِن أخلاقٍ وسلوكيات، ومِن ذلك:
الإنفاق والجود، ورعاية الحقوق، وكفالة الضعفة والمساكين، والمتاجرة مع الله.
هذا هو التفكير الذي ينبغي أن نستقبل به رمضان، لا أن نُفكِّرَ في الربح الماديِّ فحسب، متناسِينَ الآخرة وأجورها.
أسأل الله سبحانه صيامنا وقيامنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.