على مستوى الفرد وبحجم متطلباته الصغيرة واحتياجاته المتواضعة ؛ لابد من تخطيط مسبق ولو في الذهن لتنفيذ العملية المراد تنفيذها ، ولو تأملت لوجدت أنك حين تذهب لسوق الخضار مثلاً , فلن تذهب حتى تحدد احتياجك من السوق بحسب ميزانيتك التي قررتها ، وكذلك تدرس ما ستبتاعه ومدى جودته والكمية المرادة ومدة استهلاكها ، وعن تقبلك وتقبل أسرتك لهذا المنتج وهل هو مرغوب ومناسب أصلا أم لا !
طبعاً هذا قد يكون كله تخطيطاً ذهنياً وبدهياً ؛ كونها عملية متكررة في حياتنا منا من يحسن التعامل معها ويجيد إدارة ميزانيته ، ومنا من لا يدري ماذا يشري ولا لماذا يشري !
لا حظ هذا فقط نستطيع قوله عن فرد أراد شراء بعض البطاطا والخيار والباذنجان ، فلو أصاب ولو أخطأ لن تكون خسارته فادحة ، ولكن هناك اعظم من البطاطا وأكبر من الخيار والخطأ فيه أشد سوادا من الباذنجان ؛ إنه السؤال المحير والذي يدور في ذهن كل مواطن منا هو : ما قصة هذه المشاريع الحكومية التي يبدوا لك من نظرك إلى كيفية تنفيذها ومدة صلاحيتها وجودة إنتاجها يبدوا لك أن فكرتها ولدت هكذا فجأة ثم بدا التنفيذ الغير مدروس ، يعني أن قوما جلوس وبدأ العد بينهم : واحد ، اثنان , ثالثة مشروع !
بسم الله بدأ التنفيذ مباشرة !
خذا مثالاً عن شوارعنا ، لا أقصد التي أعتدنا على سفلتتها المتكررة وتشقيقها مرة بعد مرة بعد كل سفلته , لكن لدي مثال حديث طري ، ألا وهو الطريقان الحديثان : الطالع والنازل ؛ فنحن استبشرنا بهما كونهما سيخففان عنا الزحام وسنصبح أكثر تنظيماً في سيرنا وأكثر اطمئنانا ، لكن الواقع أن السير في هذين الطريقين أصبح مخيفاً ، فأنت تسير فيه مهدداً من اليمين والشمال فقد يفاجئك سائق توقف فجأة من جهة اليمين ولعل هذا تعودناه , لكن قد يفجعك سائق توقف من جهة اليسار ، والأدهى منه أنك قد تجد سيارة خرجت من شارع فرعي وتوقفت في وسط الطريق لتصل إلى المخرج المقابل وكلكم رأى كيف يحصل الاختناق بسبب هذه العشوائية !
كان الواجب أن لا تكون المخارج متقابلة حتى لا تستطيع السيارات الخروج من مخرج إلى مخرج بطريقة مستقيمة تهدد السائرين في الطريق الرئيسي وتعرقلهم ، وايضاً يعيب هذه الشوارع أن المداخل الفرعية فيها وضعت بطريقة غير انسيابية ، إذ الواجب أن يوضع مدخل يجبر من خلاله السائق لدخول الطريق الرئيسي بصورة مائلة لتنساب المركبة بسهولة في الطريق , وفي الحقيقة إن كون المخرج والمدخل منفذ واحد هذا بحد ذاته يعد تخبطاً في التنظيم !
بالإضافة للتوسع في مواقف في هذه الشوارع مما ترتب عليه تضييق الشارع نفسه ، بل إن الاهتمام بالشكل الجمالي والمظهر العام أثر في توفير أكبر عدد من مواقف السيارات إذ توجد مساحات خالية ليست مواقف ولا يحتاج لها المارة فمساحتها تسع المارة والمركبات , وإن اتساءل أحياناً بعد رؤية هذا الحجم من الأرصفة وضيق الشوارع : هل نحن في بالد لا يملك أهلها سيارات وأغلبهم يسيرون على اقدامهم لنضع هذا القدر من الأرصفة لهم !
في الحقيقة دعوني أبدي لكم أسفي على هذه المشاريع التي قلما يخرج فيها مشروع يحقق متطلباتنا ، ويسد حاجاتنا !
لذا قلت في نفسي ولا أحب أن يطلع على هذا أحد ( يا ليتهم تركوا شوارعنا كما هي )