قبل 81 عاماً من الآن وتحديداً في: 21 جمادى الثاني 1351 هـ الموافق: 23 سبتمبر "أيلول" 1932 م أعلن المغفور له بإذن الله جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه عن توحيد الحجاز وما يلحقها تحت اسم المملكة العربية السعودية بعد ملحمة تاريخية استمرت لسنوات كافح فيه الأجداد والآباء برفقة جلالته طيب الله ثراه في سبيل توحيد هذه البلاد تحت كيان واحد وراية واحدة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) كدولة دستورها ومرجعها القرآن الكريم والسنة النبوية, فما نعيشه الآن نحن الأبناء والأحفاد من نهضة ورخاء وازدهار إنما هو نتيجة ملحمة تاريخية ترسخت في عقل أصغر أبنائنا فكان لزاما علينا أن نستعيد هذه الذكرى التي كانت الفارق بين الماضي والحاضر.
ولكن ما نشهده في هذا اليوم الذي نجدد فيه انتماءنا ووطنيتنا هو يخالف ما يفترض أن نعيشه, فبدلا من أن نجد من شباب الوطن إظهار مظاهر الحب والانتماء من حيث استذكار ما ضحى به من سبقنا من أجيال سابقة لأجل أن نعيش كما نحن اليوم فإننا نجد مظاهر احتفالية تخالف ذلك من تجمعات واضطرابات نتيجة التصرفات الغير مسؤولة والمدروسة من قبل بعض أبنائنا, تمحورت في ممارسات تفحيط وتجمهر وإرباك للحركة المرورية ومضايقات للآمنين إضافة إلى تخريب للأملاك العامة والخاصة, مما دفع البعض ممن يرغبون في المشاركة وإظهار علامات الفرح بهذا اليوم يلزمون منازلهم خوفاً من عواقب تصرفات هؤلاء الفئة الغير مدركة لأفعالها.
فلماذا لا نعيد صياغة مفهوم هذا اليوم ليكون يوم مجد وفخر وعزة لنا, ليكون يوم نجدد فيه الولاء لولاة أمرنا ورواد نهضتنا والانتماء لهذا الكيان الشامخ, يوم نكون فيه شباب نافع لمجتمعنا لا عالة عليه, وخير ما نبدىء فيه هو بترسيخ مفهوم هذا اليوم في عقول أبناءنا انطلاقاً من المنزل والمدرسة والمجتمع المحيط بنا.
فالمنزل مسؤولية تقع على عاتق الأسرة ( الأب والأُم ) تزرع فيها القيم الأفكار الحميدة في عقل أبنائه, والمدرسة مسؤولية المعلم في زرع القيم في عقول طلابه منذ مراحل التعليم الأولى, و المجتمع أو ( المحيط ) مسؤولية الجميع في ترسيخ مفهوم هذا اليوم من خلال اللقاءات والندوات في المساجد وأماكن تجمع الشباب الناشيء وهنالك جهات قلة لم تُغفل هذا الأمر وأشيد بما يقومون به من جهود فردية أسهمت في جذب الشباب في محاولة منهم لاحتوائهم وإشغالهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة.
لكن يبقى الدور الأكبر على الجهات ممثلة في أمانات المناطق والجهات ذات العلاقة في توفير الأماكن المناسبة للاحتفال في هذه المناسبة لكلا الجنسين رجالاً ونساءاً وفق ضوابط شرعية وإتاحة المجال للجميع في التعبير عن مدى انتمائهم وحبهم لهذا الوطن الغالي مع توفير البرامج الملائمة لكافة الفئات العمرية وليس الاقتصار على لون واحد من الاحتفالات تصيب الحاضر بالملل من تكرار الشريط نفسه في كل عام في شتى المناسبات.
لن أطيل في كلماتي فلربما لا يخفى على أحد ما يدور في هذا اليوم من مظاهر لا توصف من قبل فئات معينة من الشباب من تصرفات لا تليق بهذا اليوم فكان لزاماً على أن أكتب ذلك مختصراً قدر الإمكان آملا في تفاعل كل من الأسرة والمدرسة والمجتمع في زرع القيم والأفكار في عقول أبنائنا تجاه هذا اليوم.
وللتواصل معنا:
تويتر: https://twitter.com/mujahid_alamer
فيس بوك: http://www.facebook.com/mujahidalamer