×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبدالرحمن العكيمي

لأنه رسول الله
عبدالرحمن العكيمي

ربما تحققت أهداف دوائر سياسية حاقدة كانت لها غاياتها ومقاصدها من جراء إنتاج الفلم المسيء للرسول الكريم وذلك بعد ردود فعل الشارع العربي والإسلامي الذي اشتعل غضبا ليرتكب أعمال عنف ساهمت في تعزيز صورة سلبية عن أبناء العرب المسلمين ولم تكن هي المرة الأولى التي يساء فيها لشخص رسولنا الكريم محمد صلوات ربي وسلامه عليه والذي أرسله الله رحمة للعالمين حيث تمت الاساءة إليه من أعداء الدين الاسلامي الحنيف في فترات ماضية سواء على مستوى الانتاج الفني أو على مستوى الرسوم المسيئة في بعض دول الغرب وكانت ردود الفعل قبل هطول الربيع العربي أقل بكثير مما حدث بل كانت مجرد ردود فعل فردية وسط إطار محدود وليست ردود فعل جماهيرية شعبية مثلما حدث في الأيام الفائتة في ليبيا ومصر والسودان والجزائر وكان لها ضحاياها سواء من المتظاهرين أو من المستهدفين من الدبلوماسيين الامريكيين .
ان التعبير عن الانفعال أو الغضب في الشارع العربي المثقل بتأثيرات الربيع العربي وبعد التحولات المهمة في سرادقه أفضت اليوم إلى تغيير أنماط وطرائق في التعبير وصار هذا الشارع في حالة ثائرة لكل حدث يمر أمامه ذلك أن تلك الجماهير مازالت تعيش تحت تأثيرات ذلك الربيع.. وليس ثمة شك أن الإساءة لشخصية خاتم النبيين شكّلت صدمة عنيفة للمسلمين في كل بقاع الأرض لكن الرؤية الاسلامية الحضارية اليوم ترفض مثل تلك الأحداث ولاتتفق مع لغة العنف والقتل والتي سيستغلها الآخر لتعزيز بعض الصور القبيحة التي يرسمها عن المسلمين وعن الاسلام بين فترة وأخرى ولعل فضاءات الحرية التي تعيشها الفنون في الولايات المتحدة الامريكية وفي الغرب بوجه عام تفضي دائما إلى تداخل الديني مع الفني وحيث الفن والأعمال السينمائية والدرامية تعتمد على عنصر التخييل الذي يصل إلى حد العبث والجنون لكنها يجب أن تكون في غاية الحذر حينما يتصل الأمر بالأنبياء والرسل والرموز الدينية والديانات بوجه عام..لقد تأثرت القلوب وداهمها الحزن والألم من تلك الصور المرئية المقززة والتي تتعرض لشخصية عظيمة اختصها رب العزة والجلال بخصائص فريدة فمنها وصل خبر السماء ومنها ولد الهدى والضياء لكل أرجاء المعمورة .. إن أنصار محمد بن عبدالله مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى للعمل الجاد في نشر منهجه وسنته الطاهرة الشريفة في كافة أرجاء هذا العالم المتناهي بتغيراته.
ورقة أخيرة:
رحم الله الشاعر الراحل عمر أبوريشة وهو ينشد شعره عن سيد الخلق:

من هنا شق الهـدى أكمامــــه وتـــــــهادى موكبا فـي موكـب
وأتى الدنيـا فرقـت طربـــــــــــا وانتشت من عبقه المنسكـب
وتغنـت بالمــــــــــروءات التـي عرفتها فـي فتـــــــاهـا العربـي
أصيد ضاقت بـه صحــــــــــــراؤه فأعــــــــــدتـه لأفـق أرحــــبِ
هب للفتـح فأدمـى تحـــــــتـه حــــــافر المهر جبيـن الكوكـب
وأمانيه انتفاض الأرض مـــــن غــــــــيهب الـذل وذل الغيهـب
وانطلاق النور حتى يرتـــــوي كــــل جفن بالثّـرى مختضـب


alokeme@hotmail.com
بواسطة : عبدالرحمن العكيمي
 5  0