موقف يتكرر أمام ناظري ، ولعله تكرر معكم أو مر عليكم ايضاً ؛ حينما تأتي سيارة الإسعاف مسرعة تحمل مصاباً بقاؤه على قيد الحياة إنما هو مسألة وقت فقط ؛ فتحمله سيارة الإسعاف مسرعة تملأ الطرق ضجيجاً بصوت يرعب بعضنا ويشفق منه اخرون ، صوت يطالب السيارات بالتنحي والمارة بالابتعاد ؛ ليتسنى لها أن تدرك ذلك المصاب الذي لعله ينزف أو توقف تنفسه أو أي إصابة لا تحتمل تأخيره عن المستشفى ؛ ثم تفاجئ سيارة الإسعاف بإشارة مرورية وأمامها عدد من السيارات لا تتجرأ واحدة منها على تجاوز الخط الأبيض قدر أنملة ، فتبدأ سيارة الإسعاف بإطلاق الأصوات التي " كان " الناس يتفاعلون معها فيفسحوا لها الطريق " إنسانية منهم " كونها تحمل مريضاً قد يفارق الحياة إن عرقلوا سير الإسعاف به !
لكن الآن هيهات هيهات أن يتزحزح واحد من مكانه ولو كانت خلفه ألف سيارة إسعاف فهو لا يستطيع أن يتكبد مبلغ خمسمائة ريال ( قابلة للزيادة ) لأجل سيارة الإسعاف ومن فيها ، كون ساهر له بالمرصاد ، وساهر كما تعلمون لا يحمل قلباً ولا مشاعر ولا أحاسيس حتى يفرق بين الحالات التي تمر عليه !
يا ترى ! عندما تتضاعف حالة مريض بسبب تأخره عند إشارة المرور أو حتى عندما يموت بسبب ذلك " وكم شخص كان بينه وبين بقائه حياً دقائق فقط !
فهل يا ترى من نلوم هنا ؟
أنلوم السائقين عديمي الإنسانية الذين اثروا بضع ريالات على حياة إنسان آخر ؟
أم نلوم نظام ساهر الذي استطاع أن يتقن ترصده بين السيارات منزويا متخفيا ولم يستطع أن يضع نظاماً يعالج موضوع الإسعافات والحالات الطارئة ؟!
الجواب المؤكد من شعبنا الكريم الأبي ذي النفس السخية : أننا سنلوم السائقين الذين أعمت نفوسهم الأنانية ، وغشى عيونهم حب المال ، فذهبت تلك الضحايا بسببهم ! فسحقا للأنانية وحب الذات !
وفي هذا السياق : يقال أن رجلا من ذوي الهيئات كان يقود سيارته بجنون مع أنه لا يحسن القيادة ، وكان يركب معه حاشيته ؛ فانقلبت السيارة بهم بسبب " تهوره وعدم سيطرته على السيارة " فقام رجال الحاشية وانطلقوا لسيدهم يعتذروا منه لأنهم هم من تسبب في الانقلاب قائلين : احنا الغلطانين طال عمرك ما ركبنا زين !
رضي الله عن شعبنا ما أرضاه !